مجلة الجيش: الجزائر تسير نحو تأسيس آلية جديدة خاصة بدول المنطقة    بنك الاتحاد الجزائري بموريتانيا : إطلاق نافذة الاسلامية لتسويق 4 منتجات بنكية    رئيس الجمهورية: بوادر الإقلاع الاقتصادي بدأت في الظهور    إشادة واسعة بقرار الجمعية العامة الداعم لعضوية فلسطين الكاملة    بلمهدي يشارك بإسطنبول في اللقاء العالمي لحوار العلماء المسلمين    البوليساريو تحذّر من سياسة المخزن التوسعية    الاحتلال يصدر أوامر إخلاء جديدة لتوسيع عدوانه في رفح    ستواصل جهودها بمجلس الأمن لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة..الجزائر تُرحب بقرار دعم أحقية فلسطين بالعضوية الكاملة بمنظمة الأمم المتحدة    البطولة الوطنية للمصارعة المشتركة على الرمال: سيطرة عناصر وهران والجزائر العاصمة    العدو الريفي للشباب والجماعات المحلية: أزيد من 730 مشارك في التصفيات الولائية لمعسكر    التأكيد على دور الشباب من أجل الإسهام في الموعد الإنتخابي المقبل    حفريات "قصر بغاي".. الأربعاء المقبل    أولاد جلال تحتضن بسمات الأطفال    أبواب مفتوحة على مخبر صيانة وترميم التراث الثقافي    القمة الإفريقية للأسمدة وصحة التربة بنيروبي: تبني مقترح الجزائر بشأن دعم منتجي الغاز    لقاء بمركز المحفوظات الوطنية حول مجازر 8 مايو 1945    وزارة الصحة بقطاع غزة : العثور على 520 جثة في 7 مقابر جماعية    الجلفة : معرض الكتاب "الجلفة نبض الابداع" يفتتح هذا الأربعاء    نستالجيا تراثية.. تظاهرة ثقافية لاستحضار واستذكار أهم الألعاب الشعبية    تيميمون..أنظمة معلومات جغرافية لتحسين إدارة المياه    العائلات لا تولي أهمية لبرامج الرقابة الأبوية    عين زروق في تبسة: تفكيك شبكة لترويج المخدرات وحجز 01 كلغ من المخدرات    مفهوم النهضة في الغرب مسكون بحقبته الكولونيالية    لا تشتر الدواء دون وصفة طبية    صدور القانون المتعلق بالصناعة السينماتوغرافية في الجريدة الرسمية    مخرجات اجتماع الحكومة    بمبادرة من الجزائر..مجلس الأمن يدعو إلى فتح تحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في غزة    دراجات/الجائزة الكبرى لمدينة وهران: إنطلاق السباق في حلقة مغلقة تمتد على مسافة 117 كلم    البرازيلي رافيينا يقترب من الانتقال الى الهلال السعودي    طاسيلي للطيران: توسيع شبكة الرحلات الداخلية عبر خطين جديدين نحو الجنوب    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة اليوم الجمعة بالنسبة لمطار الجزائر العاصمة    هكذا تُصان السيادة الوطنية..    ممثلو الجالية يُثمّنون قرار رئيس الجمهورية    رسالة من سلطان عُمان إلى الرئيس تبّون    عرقاب يلتقي نائب الرئيس التركي    قطاع الري سطّر سلم أولويات لتنفيذ البرنامج    الزيادات في منح المتقاعدين غير مسبوقة    فاتورة الاستيراد تتقلّص    تعزيز الشراكة بين البلدين والتنسيق في إطار "خطة ماتيي"    آفاق واعدة للنشاط المنجمي بفضل تجند الكفاءات الوطنية    منتخبنا لأقل من 20 سنة يحرز9 ميداليات جديدة    دعوة المحامين لتدعيم الأمن القانوني جذبا للاستثمار    تخرج 71 طالبا من بينهم 32 من جنسية إفريقية    استئناف حجز تذاكر الحج لمطار الجزائر    انطلاق مشاريع صحية جديدة بقالمة    ملتقى حول "التراث الثقافي المخطوط"    ظاهرة خطيرة تستفحل في مواقع التواصل    شبيبة القبائل - شباب قسنطينة    "فيفا" يتلقى تهديدا    ماكرون يمارس أقصى ضغط على ريال مدريد    احتراق بيوت بلاستيكية لتربية الدواجن    سارق 150 مليون في قبضة الأمن    استحسن التسهيلات المقدمة من السلطات : وفد برلماني يقف على نقائص المؤسسات الصحية بقسنطينة في مهمة استعلامية    اللّي يَحسبْ وحْدُو!!    التوحيد: معناه، وفَضْله، وأقْسامُه    أفضل ما تدعو به في الثلث الأخير من الليل    هول كرب الميزان    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نموّ الإسلام يُرعِب الغرب.. أو أزمة الغرب المُزمنة!
نشر في الخبر يوم 09 - 10 - 2020

اقرأ بتمعّن هذه المعلومات المنشورة على الشّابكة (الأنترنت)، والّتي يمكن لكلّ أحد التوثّق منها: ”تكشف دراسة لعام 2017 أن الإسلام هو الدين الأسرع نموا في العالم، وتشير التوقعات الدينية لعام 2050 من قبل مركز (بيو) للأبحاث إلى أنّه يُتوقع أن ينمو عدد المسلمين في العالم بمعدل أسرع من السكان المسيحيين بسبب صغر سنهم وارتفاع معدل الخصوبة لديهم، وفي المقابل ليس للتحول الديني تأثير كبير على السكان المسلمين كما يظهر الاستطلاع”.. ”كشف كتاب الإحصاء السنوي للفاتيكان عام 2008 أنه للمرة الأولى فاق المسلمون عدد الكاثوليك على مستوى العالم”.. ”كشف مقال نشره موقع (الغارديان) الإلكتروني بناء على دراسة أجراها (مركز بيو للأبحاث) الأمريكي المتخصص في الإحصائيات الديموغرافية، أن الإسلام ينمو بشكل أسرع من باقي الأديان، ما سيمنحه الريادة عالميا في أفق سنة 2060، إذ سيبلغ عدد أتباعه 3 مليارات شخص”.. ”الإسلام، الذي يُعدّ الدين الأسرع في معدلات النمو عالميًا، بنسبة زيادة متوقعة تصل إلى 70% بحلول عام 2060”.. ”يعتبر الإسلام الدين الأسرع نمواً في العالم، بسرعة تتجاوز النمو الديمغرافي العالمي بمقدار ضعفين. وبين سنتي 2015 و2060، يُتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم بنسبة 32%، في حين سيزداد عدد المسلمين بنسبة 70%”.
هذه شذرات من بحوث منشورة على الشّابكة (الأنترنت)، وهناك الكثير مثلها، والطّريف أن أغلب كاتبي هذه البحوث ليسوا مسلمين، وبحوثهم منشورة في مجلات غربية، وهي تعتمد في استقائها المعلومات والإحصائيات على بحوث لمراكز أوربية وأمريكية.
وهذا يقطع الباب أمام كلّ متشكك متقوّل، قد يقول لنا: أنتم مسلمون حالمون!. والحقّ أن ثمة ظاهرة غريبة عجيبة هي أنّ الغربيين يوقنون بهذه الحقائق، كيف لا وهي نتاج بحوثهم ودراساتهم؟!، والّذين يتشككّون ولا يلقون لهذه المعطيات الخطيرة بالًا هم المستغربون (المتعلمنون) من بني جلدتنا، الّذين لا يصدّقون بشيء ولا يسلمون بشيء إلّا إذا جاء من الغرب!، ما عدا اعترافات الغربيين بفضل الإسلام والمسلمين، وإقرارات الغربيين بعظمة الإسلام وقوة انتشاره، فهذه لن يسلموا بها ولو كانت أظهر من الشمس في رابعة النهار!.
إنّ الظاهرة التي أقضت مضاجع الحكام الغربيين الناقمين علينا إسلامَنا {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد}، {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ}، هو أنّ الإسلام ينتشر بقوة كبيرة، وكلّ دراساتهم وبحوثهم تؤكّد بما لا يدع مجالا لأدنى شكّ أن الإسلام سيصير الديانة الأولى في كثير من الدّول الأوربية، رغم أنّ عملية التّشويه الممنهج للإسلام والمسلمين بلغت حدّا جنونيا، ثم نعلم أنّ أغلب المسلمين لا يلتزمون الإسلام كما يجب ولا يطبقون أحكامه كما ينبغي، كما أنّ أوضاع المسلمين وأحوال دولهم لا تشرف ولا تجذب الناس لدينهم!، فكيف لو تمثّل المسلمون دينهم حقّا، وتحسنّت أوضاعهم وأحوالهم؟!، حتما سترى الناس في العالم يدخلون في دين الله أفواجا!، هذا ما يخشاه الرّؤساء الغربيون؛ لذا لا نعجب حين يخرج علينا رئيس مراهق متهدّدا متوعّدا مطلقا الأحكام على عوانها، ناسيّا الأزمات التي تتخبط فيها بلاده وبلاد حلفائه؛ ليحدثنا حديثا مضحكا عن أزمة الإسلام التي لم يرها أحد إلّا هو!.
وإذا كان يوجد في مستشاريه من له مسكة من عقل، سيقول له حتما: لماذا تورّط نفسك في هذه التصريحات الخرقاء؟، كيف هزّك مجرد حضور فتاة مسلمة لبرلمانك [الآنسة مريم الفرنسية ممثلة الطلبة الفرنسيين التي مثلتهم أمام البرلمان الفرنسي، فطار لبّ النواب المتعصبون في الحادثة المشهورة!] فأفقدتك توازنك؟، كيف سيكون حالك لو واجهت أبطال المسلمين؟!، وكيف سيكون حالك حينما يصير الإسلامُ الدّينَ الأول في بلادك!!.
إنّ المسلمين مثلهم مثل كلّ البشر يتعرّضون لأزمات ولمشاكل وتواجههم تحديات ومصاعب، وحياتهم بين مدّ وجزر، ذلك أنّهم خاضعون مثل غيرهم لسنن الله تعالى الغلّابة: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس}، وحكمة الله تعالى في الابتلاء قضت أن يعرف المسلمون الازدهار والانحدار، ويذوقون الانتصار والاندحار، ويعيشون التّطور والتّقهقر.. لأنّه لو كانت أحوال المسلمين في كلّ زمان ومكان على وِزان واحد دائمًا: متطورين، مزدهرين، منتصرين؛ لأسلم كلّ النّاس أجمعون أبتعون، ليس تسليمًا بحجج القرآن وبراهينه الباهرة، ولكن استسلامًا لقوة المسلمين القاهرة!. وليس هذا ما يريده الإسلام، فالإسلام يقرّر أنّ التّدين الحقّ والاستسلام الصّادق لله تعالى لا يكون إلاّ بحرية تامة: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}، {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِين}، وباقتناع تام: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين}. وهذا بالضبط حال إخواننا وأخواتنا الأوربيين والغربيين الّذي أسلموا طوعًا واقتناعًا، رغم أنّ الظروف الّتي يحيونها كلّها تنفّرهم من الإسلام، وتضع بينهم وبينه حواجز الشّبهات والتّشويهات، وأوضاع المسلمين في دولهم لا تشجع ولا تحفّز.. ومع هذا يسلمون ويؤمنون، وهذا ما يصيب (ولاة أمر) الدّول الغربية بالجنون!، ويصيبهم بالفوبيا...!.
إنّ إجماع الدراسات العلمية حول تطوّر الأديان في العالم على أنّ الإسلام هو أكثر الأديان نموًا في العالم بنسبة 6 بالمئة في السنة، هو مصداق لقول الحقّ جلاله: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون}، والتّاريخ يؤكّد أنّ الإسلام لم يمرّ يوما بأزمة بل كان دائمًا ظاهرًا على الدّين كلّه، حتّى في الوقت الّذي عصفت فيه الأزمات بالمسلمين شرقًا وغربًا، بقي الإسلام في انتشار وتمدّد، وخير شاهد على ذلك زمننا المعيش: أزمات كارثية في أغلب بلاد المسلمين، والإسلام هو أكثر الأديان نموًا وانتشارًا، ممّا زاد أعداءَه رُعبًا على رعب، وكذلك يبقون {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُم}.
أمّا الغرب فهو غارق في الأزمات، ولا داعي لأن أحدّثك عن الأزمات الكثيرة الكارثية لمجتمعات ما بعد الحداثة!، ولكن لا بأس أن أذكّرك أنّ أشدّ أزمات الغرب تعقّدًا ورسوخًا هي أمراضه العنصرية وتعاليه على باقي الأجناس والثقافات؛ ولهذا كلّما تشتدّ عليه الأزمات يبدأ الصّراخ بهستيريا: يجب على جميع الأجناس والأديان والقوميات (ما عدا اليهود!) الخضوع لقيمنا ومبادئنا والذّوبان في نموذجنا وإلاّ...!!.
وما هذا إلّا تعدّ على حقوق الإنسان، ورفض للآخر، وعدم تقبّل للتنوّع، وطغيان على حقوق الأقليات، ودوس على المواثيق الدّولية؛ ولهذا وغيره سيستيقظون يومًا على انهزام نموذجهم الحضاري القائم على الشّذوذ في كلّ مناحيه أمام دين الرّحمة والفطرة، {وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا}.
*إمام وأستاذ الشّريعة بالمدرسة العليا للأساتذة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.