تحولت العديد من الشواطئ غير المحروسة بالشريط الساحلي الممتد من البلديات الشرقية للعاصمة، وصولا إلى أقصى شرق بومرداس، إلى محل استقطاب العشرات من العائلات الباحثة عن "الحرمة"، حتى ولو كلفها الأمر قطع مسافات طويلة على مستوى طرق غير معبدة، وصولا إلى شواطئ أقل ما يقال عنها أنها عذراء، يعمّها الهدوء والسكينة. كشفت الجولة الاستطلاعية التي قادت "المساء" إلى بعض الشواطئ غير المحروسة بالمناطق الشرقية لبومرداس، عن وجود عدد كبير من العائلات القادمة من مختلف مناطق الوطن، لاسيما الولايات الداخلية، وفي مقدمتها ولاية تيزي وزو، حيث وجدت العائلات في الشواطئ غير المحروسة الهدوء و"الحرمة" التي بات يبحث عنها كل رب عائلة. شاطئ المحطة برأس جنات قبلة للجميع توجهنا إلى شاطئ المحطة القريب من المحطة المركزية لتوليد الطاقة الكهربائية ببلدية رأس جنات، شرق بومرداس، هذا الشاطئ غير المحروس الذي يتواجد على أزيد من 3 كلم من الطريق العام، شاطئ يرغمك على السير في طريق غير معبدة وضيّقة، ولا يحتوي حتى على موقف لركن المركبات، فأمكنة التوقف فيه تتمثل في مساحات شاغرة مكسوة بالعشب والرمال وبعض الشجيرات، لكن كل ظروف التهيئة المنعدمة لم تمنع العائلات من القدوم إلى الشاطئ ذي المساحة الشاسعة، تحدثنا مع بعض العائلات التي قدمت من ولاية تيزي وزو، حيث يقول ياسين، وهو رب أسرة من بلدية عزازقة؛ "... البحث عن مكان عائلي يتطلب الكثير، وصراحة شاطئ المحطة برأس جنات لم أكن أعرفه في السابق، فقد تعرفت عليه عن طريق بعض الأصدقاء، حقيقة، الشاطئ لا يتوفر على أية حراسة من قبل أعوان الحماية المدنية، غير أن "الهدوء" متوفر، بالنظر إلى شساعة مساحته، وكذا توفر "الحرمة" على مستواه، فأغلبية العائلات التي تتوجه إليه من أفراد عائلة واحدة. يضيف بعض المتوافدين من الشباب الذين وجدناهم يلعبون بكرة القدم على رمال الشاطئ، أن المكان جد مريح رغم بعده عن الطريق العمومي، وعدم توفره على محلات لبيع الأكل، غير أنه يبقى المكان المفضل بالنسبة للكثيرين، لاسيما أن الشاطئ تتوافد إليه العائلات فقط. مخاطر تتربص بالعائلات غير بعيد عن شاطئ رأس جنات، تتوفر ولاية بومرداس على العديد من الشواطئ العذراء، معظمها شواطئ صخرية، غير أن إقبال العائلات عليها يبقى في تزايد، أمام وجود العديد من الأخطار، فشاطئ "السطوح" المتواجد ببلدية دلس أقصى شرق الولاية، يعتبر من بين الشواطئ العذراء ذات الماء العذب التي تتوفر عليها البلدية، غير أن انعدام المسالك التي تسمح بمرور المركبات وحتى المصطافين حال دون تصنيفه ضمن الشواطئ المسموحة للسباحة، إلى جانب اعتباره من الشواطئ الصخرية التي يمكن أن تتسبب في حوادث مريعة للمصطافين المتوافدين عليه، غير أن إصرار العائلات على التوجه إليه يبقى يتكرر في كل صائفة، بالنظر إلى وجود عدد قليل من العائلات التي تتوجه إليه، هذه الشواطئ عادة ما تكون مركز توجه السكان المحليين، غير أنها باتت تسبب خطرا كبيرا على مرتاديها. ويؤكد سعيد، أحد القاطنين بالقرب من شاطئ "السطوح"، أن بعض الشباب يتوافدون إليه، لكنه يشكل خطرا كبيرا على العائلات، مؤكدا في معرض حديثه، أنه كثيرا ما يتم تسجيل حالات سقوط من المرتفعات التي تؤدي إلى الشاطئ الصخري، بسبب غياب المسالك. شواطئ عذراء للسهر والسمر الشواطئ الصخرية تبقى المحببة لدى الشباب والعائلات، شأنها شأن شاطئ "حجرة الزاوش" الذي بات مكان محببا لبعض العائلات القادمة من العاصمة وولاية تيزي وزو، من أجل تمضية أمسية من السهر يتم فيها تناول الشواء، بعيدا عن ضوضاء المدينة وزحمة السيارات، لاسيما أن المنطقة تعرف بكرم سكانها، وأخلاقهم العالية، حيث يؤكد محمد وهو رب عائلة من العاصمة، أن مدينة دلس تبقى من بين المناطق المفضلة لديه للاستمتاع بالبحر، حيث تعتبر الشواطئ الصخرية التي تزخر بها المدنية، المكان المفضل لأغلبية العائلات، بالنظر إلى قلة المتوافدين إليه رغم عدم توفر الحراسة به، مشيرا إلى أنه لا توجد خطورة على مستوى هذه الشواطئ، بالنظر إلى عدم عمقها، وتواجدها بالقرب من الطريق العام، والأهم أن "الحرمة" موجودة، وهو المطلوب دائما.