عبد الحميد شواكري، فنان، مؤلف وملحن، له صوت قوي ويتقن العزف على آلة العود، الناي وآلة الكمان، تذوق الفن منذ صغره واحتك بكبار الفنانين والملحنين الجزائريين والعرب الذين شجعوه واستفاد منهم الكثير. شارك في عدة مهرجانات إلى جانب أسماء لها وزن ثقيل على الساحة الفنية وطنيا وعربيا، كما صدر له خلال مشواره الفني 10 ألبومات. "المساء"، التقت بالفنان عبد الحميد شواكري وأجرت معه هذا الحوار: - هل لك أن تعود بنا إلى انطلاقتك الفنية؟ — بدايتي كانت في سن مبكرة، فقد كنت أحب الأناشيد المدرسية وأناشيد الكشافة، كما كنت أستمع للأغاني الجزائرية، الموشحات العربية والأغاني المغربية وكذا التونسية، وأحفظ وأقلد الأداء، وأنصت للمشايخ المقرئين للتجويد، حتى أنني جوّدت القرآن في المساجد وعمري لا يتجاوز 14 سنة، ومن هنا وجدت نفسي أميل إلى النغم، فكانت انطلاقتي في عالم الفن. - إلى من يعود الفضل في بروزك في عالم الفن؟ — في ظل وجود فرق موسيقية محلية وشيوخ الأغنية المحلية، مثل محمد قرار ومحمد جاب الله وغيرهم، زاد تمسكي بالفن ومنه تعلمت العزف على آلة الكمان. وفي سنة 1984 تأسست فرقة موسيقية فكنت أحد أعضائها كمطرب، ووجدت الاهتمام من رئيسها السيد الطيب طعبلي الذي علمني العزف أكثر وشجعني على الاندماج في الوسط الفني، فصار لي اسم على المستوى المحلي، بحيث كان الجمهور يحب سماعي. كما أن الفضل كان لوالدي الذي لم يمنعني من ممارسة الفن، لكن في إطار الحرص على أن أوّفق بين الدراسة والهواية. وعشقت العزف على آلة الناي وتعلمتها جيدا، وكنت أول من يعزف الناي بطريقة صحيحة زيادة على العزف على آلة الكمان سنة 1986. كما أنني أول من عرّف بآلة الناي في الجنوب الكبير والجنوب الغربي، حيث برزت كعازف ماهر وشاب وصاحب صوت جميل وقوي، لتتاح لي فرصة دراسة مادة الموسيقى بالمعهد البلدي للموسيقى بباتنة، وأنا طالب بمعهد التكوين الإداري بباتنة، وهنا تعرفت على بعض الموسيقيين وشاركت مع فرقة دار الثقافة. - مع من تعاملت أثناء مشوارك الفني؟ — كانت لي أول فرصة ظهور على الشاشة كعازف كمان في حصة "ألحان وشباب" بمحطة قسنطينة، وبعد التخرج من التكوين الإداري تم تعييني كإداري بولاية ورقلة، فأسست فرقة موسيقية بدار الثقافة وكنت من الأوائل الذين أثروا مكتبة محطة الإذاعة الجهوية الواحات بالغناء والعزوفات الفردية، وبدأت بالتواصل مع فنانين الجنوب الكبير كعائشة لبقع، ناجم بلبل توات، ميدان عبد الرحمان وغيرهم في كل من بشار، تمنراست وجانت، علاوة على ارتباطي بفناني المنطقة بوادي سوف وولايات الشرق الجزائري. ومنه تعلمت العزف على العود، لتظهر بعد ذلك موهبة التلحين، فشاركت في برنامج "ألحان وشباب" وتعرفت حينها على بعض كبار الفنانين الجزائريين مثل على زبيدي، الهادي رجب، محمد راشدي وتعرفت على السيدة بهية راشدي والإعلامي الكبير عبد الرزاق جبالي، الذين أكدوا على موهبتي وقدموا لي عدة نصائح، في وقت تركت الإدارة نهائيا وتعمقت في البحث عن ألوان الفنون الموسيقية والإيقاعات في الجنوب. كما تعاملت مع فنانين عرب كبار، مثل عبد الهادي بلخياط، لطفي بوشناق، ذكرى محمد وأسماء أخرى. واستفدت الكثير من الفنان الكبير رابح درياسة. - ماذا قدمت آنذاك من مبادرات تخدم الفن؟ — قدمت مشروع مهرجان فني بدار الثقافة بورقلة، فلقيت الدعم من مديرها السيد أحمد دكار وقمت بالتحضير والتنفيذ سنة 1993، ثم مهرجان ثان في نفس السنة، الأول كان للموشحات العربية والثاني حول الأغنية الصحراوية وآفاقها. وشجعني الفنان المرحوم الموسيقار محمد بوليفة الذي كان من الحاضرين مع الفنانة جهيدة، وفي سنة 1994 نظمت مهرجان آخر بولاية غرداية وبالضبط في دائرة المنيعة فلقيت الدعم من سلطات الولاية وكذا من السيد مدير المحطة الجهوية للإذاعة. - إلى أين كانت وجهتك المقبلة؟ — من هذه المحطات انتقلت إلى العاصمة سنة 1996 والتقيت بالفنان الموسيقار السيد مختار بوجليدة في شهر جوان، وفي أول لقاء طلب مني الحضور إلى مقر الإذاعة والتلفزيون، وهنا بدأت مرحلة جديدة ومحطة تحول أخرى في حياتي الفنية، وفي ثاني يوم تم إلقاء الوصلات الفنية بالدائرة الموسيقية في الإذاعة الوطنية مع كبار الفنانين منهم المرحوم بشير معطي والفنان نوبلي فاضل، شريف قرطبي، والسيد عبد الرزاق جبالي والأستاذة فاطمة ولد خصال، وبدأت التسجيل مع فرقة الموسيقار معطي بشير لبث حصص إذاعية كثيرة بالإذاعة وحصص تلفزيونية، وكنت أول فنان فتحت له حصة "صباحيات" فرصة الظهور. - كم ألبوما صدر لك في مشوارك الفني؟ — صدر لي 10 ألبومات خلال مشواري الفني بين سنتي 1999 و2006، كما أنني عضو بديوان حقوق المؤلف كمطرب ومؤلف وموسيقي منذ 13 سنة. - ماذا عن مشاركاتك الفنية؟ — شاركت في عدة مهرجانات بوجود أسماء لها وزن ثقيل على الساحة الفنية وطنيا وعربيا، وتعلمت منهم الكثير، وأنا شاكر الله عز وجل على تشريفي بالعمل والتعامل مع الكثير من الفنانين والموسيقيين الجزائريين والعرب. كما جلت القطر الجزائري كفنان وباحث، وواجهت العديد من العراقيل التي زادتني إصرارا على مواصلة مشواري الفني. - هل لك مشاريع مستقبلية؟ — لي ألبومان جديدان لم يريا النور إلى حد الآن، ولدي كذلك عقود عمل فنية وإن شاء الله ستكون لي إطلالة وعودة مشرفة لها واقع فني جميل، طيب وتاريخي، فقد استطعت بعون الله، خلق لون فني محلي ولون جزائري. - إلى ماذا يطمح الفنان عبد الحميد شواكري؟ — أطمح إلى إرضاء جمهوري وكسب حب واحترام الجمهور العريض وعطاء أفضل للأغنية الجزائرية، وكذا تمثيل أحسن ومشرف لأن حب الناس وخلق وسط فني راق شيء صعب. - هل من كلمة أخيرة؟ — ألف شكر لك على هذه الإلتفاتة وتحياتي الخالصة لجريدة "المساء".