أعربت سفيرة النمسابالجزائر، السيدة فرانزيسكا انسويتز عن رغبتها في تعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين بشكل تكون فيه الجزائر البوابة الرئيسية للمنتجات والخدمات النمساوية نحو إفريقيا. السفيرة دعت المتعاملين الجزائريين إلى استكشاف السوق النمساوية التواقة إلى كل ما هو طبيعي خاصة فيما يتعلق بالمنتجات الفلاحية، كما كشفت عن زيارة مرتقبة لوفد من رجال الأعمال النمساويين شهر أكتوبر القادم يتم خلالها التوقيع على اتفاقات شراكة في مجال الصناعة الغذائية والنقل بالسكك الحديدية والتكنولوجيات المتعلقة بالطاقات المتجددة. وخلال يوم إعلامي حول فرص الشراكة مع النمسا نظم أمس بالغرفة الجزائرية للصناعة والتجارة بالتنسيق مع سفارة النمسابالجزائر، وجهت السفيرة فرانزيسكا انسويتز دعوة إلى المتعاملين الجزائريين لاكتشاف فرص الشراكة المتاحة لهم بالنمسا التي تعد سوقا واعدة لهم، بالاضافة إلى كونها بوابة لأسواق الأوربية، مشيرة إلى أن النمساويين مهتمون بالمنتجات الطبيعية الجزائرية المعروفة أصلا لديهم على غرار دقلة نور التي تدخل السوق الأوروبية والنمساوية بتعليب من دول أخرى. اللقاء الذي عرف حضورا قويا لعدد من المتعاملين النمساويين الذين أسسوا لشراكات قوية ببلادنا، يأتي عقب اللقاء المنظم الأسبوع الماضي بالنمسا تحت عنوان "الجزائر، الفيل المتحرك" والذي خصص للتعريف وبحث فرص الاستثمار والشراكة بالجزائر التي تعد أول سوق عربية للنمسا والثانية إفريقيا، وهي تشكل شريكا استراتيجيا وفعالا خاصة مع توفر جملة من النقاط التي تشكل قوة الجزائر على غرار الأمن والاستقرار، حسب السفيرة التي دعت إلى العمل على خلق تاريخ اقتصادي فعال بين البلدين. من جانبه، دعا نائب رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة السيد رياض عمور المتعاملين الجزائريين إلى التجاوب إيجابا مع دعوة السوق النمساوية، من خلال تجاوز طرق التصدير التقليدية المتعامل بها والذهاب إلى تبني منهج براغماتي في استكشاف واقتحام الأسواق الأوروبية، من خلال التعرف على احتياجات الزبون للخروج بمنتوج ذي مواصفات عالية يمكنه أن يمثل السوق الجزائرية عوض الاكتفاء فقط بفائض المنتوج المحلي. المستشار التجاري بسفارة النمسابالجزائر السيد ماركوس هاس، وفي تدخل موضوعي، أعطى أهم نقاط التشابه بين المؤسسة النمساوية ونظيرتها الجزائرية، مشيرا إلى أن أغلب الشركات بالنمسا صغيرة ومتوسطة أوعائلية وهو الحال في الجزائر، وهو ما يسهل طرق التواصل بينهما، غير أنه استعرض بالمقابل بعض السلبيات التي تعترض النمساويين على غرار التعاملات البنكية التي قال إنها معقدة، بالإضافة إلى صعوبات في اللغة على اعتبار تحكم النمساويين بعدة لغات عدا الفرنسية، في حين تغيب في الجزائر كل اللغات إلاّ الفرنسية. وتربط الجزائروالنمسا علاقات وطيدة، باعتبار الأخيرة شريكا هاما للجزائر التي تعد أيضا الشريك الأول في المغرب العربي والشريك الثاني في إفريقيا. وارتفعت المبادلات التجارية الثنائية سنة 2014 إلى نحو 600 مليون أورو.. وقدرت واردات النمسا للجزائر من تجهيزات وآلات صناعية وخشب وورق ومنتجات صيدلانية وكذا المواشي بنحو 229 مليون أورو، أي بارتفاع نسبته 0.5 بالمائة في حين ارتفعت صادرات الجزائر نحو النمسا ب43 بالمائة خلال 2014 لتتجاوز ال277 مليون أورو.