عاشت بلديات وقرى ولاية تيزي وزو، أول أمس، يوما مظلما، وكان حافلا بالمخاطر والمخاوف نتيجة نشوب حرائق بعدة مواقع في وقت واحد، حيث جندت مصالح الحماية والغابات إمكانياتها، والتي دعمتها البلديات والمواطنين، إضافة إلى قوات الجيش، من أجل مواجهة النيران التي خلفت وفاة مواطن وإصابة شخصين بحروق مع تضرر سكنات من ألسنة النيران التي انتشرت بفعل الرياح، حصيلة أولية في انتظار الحصيلة النهائية التي لم تعلن عنها بعد محافظة الغابات. مصالح الحماية المدنية سجلت يوم الثلاثاء، 50 حريقا، منها 16 حريقا خلفت أضرارا كبيرة ومست مناطق منها تيزي غنيف، ذراع الميزان، إفرحونان، تيقزيرت، بني دوالة، تيزي وزو، ايت خليلي، تيزي راشد، آيت يحيى موسى، مكيرة، اعزازقة، بوغني، مشطراس، معاتقة، افليسن وآيت عكاشة. وجندت مديرية الحماية المدنية كل إمكانياتها المادية والبشرية من أجل إخماد الحرائق التي شبت بتراب الولاية، بالتنسيق مع قوات الجيش الشعبي الوطني التي تدخلت لإخماد الحريق الذي اندلع ببلدية آيت يحيى موسى، إضافة إلى مساعدة مصالح الغابات. الجزائرية للمياه والبلديات التي جندت عتادها وظلت تراقب إلى جانب أعوان الحماية مواقع نشوب الحرائق من أجل تفادي بلوغها التجمعات السكنية. كما مدّت المؤسسات يد المساعدة عبر وضع إمكانياتها تحت تصرف رجال الحماية والبلديات من أجل مواجهة الحرائق التي بلغ عدد مواقعها في حدود الرابعة مساء، 30 حريقا لترتفع ساعات فيما بعد إلى 50 حريقا، إضافة إلى مساعدة المواطنين الذين حرسوا على حماية وحراسة التجمعات السكنية لتفادي وصول ألسنة النيران إليها، غير أنها ألحقت أضرارا بالمنازل ببعض البلديات خاصة معاتقة، آيت يحيى موسى وتيزي راشد، حسبما أكدته مصادر محلية ل «المساء». وفاة مواطن، اكتظاظ بالمستشفيات، انقطاع الكهرباء والحرارة تصل 55 درجة خلفت ألسنة الحرائق التي شبت بتراب ولاية تيزي وزو، أول أمس الثلاثاء، خسائر بشرية، تمثلت في إصابة مواطن يبلغ من العمر 64 سنة بحروق على مستوى بلدية آيت يحيى موسى، فارق الحياة لحظة وصوله مستشفى ذراع الميزان، في حين تمكن أعوان الجيش الوطني الشعبي من إنقاذ شخصين من ألسنة النيران. للإشارة، أدت الحرارة المرتفعة التي بلغت 55 درجة إلى تعرض كبار السن، الحوامل، الأطفال الصغار إلى وعكة صحية، ما استدعى إسعافهم نحو المؤسسات الصحية، ومنهم من واجه مشاكل في التنفس وآخر من الضغط وغيرها من الحالات، لاسيما أن هذه الحرارة المرتفعة صاحبتها رياح ساخنة زادت المشكل تعقيدا، حيث تحولت السماء إلى ضباب نتيجة النيران والدخان المتطاير، إضافة إلى انقطاع مستمر للتيار الكهربائي نتيجة الاستعمال الكبير للمكيفات الهوائية التي بدورها لم تكون قادرة على مواجهة تلك الحرارة الشديدة. الحرائق أتلفت 17 هكتارا من أشجار الغابات بالبويرة تسببت أمس، موجة الحر التي فاقت 44 درجة في إتلاف ما يقارب 17 هكتارا من المساحات الغابية عبر بلديات بوكرام، المقراني، القاديرية وسور الغزلان، والتي مست أشجار البلوط الأخضر، الصنوبر الحلبي واستدعت تدخلات واسعة لأعوان مكافحة الحرائق التي انتشرت أمس عبر مختلف جهات الولاية لإخماد ألسنة اللهب. وكشفت محافظة الغابات بالولاية عن تسجيل إتلاف 16.5 هكتارا من المساحات الغابية والأحراش يوم الثلاثاء لتضاف إلى ما يزيد عن 27 هكتارا من الغابات منذ بداية شهر جوان إلى غاية 11 من الشهر الجاري، فيما عرفت غابات الجهة الشرقية للولاية تسجيل 8 حرائق مست غابات أغبالو، سحاريج، سلوم وأهل القصر، وهي الحرائق التي قضت على مساحات هائلة من أشجار البلوط، الصنوبر الحلبي والأرز الأطلسي الآيل للانقراض والذي يزين أعالي أمشدالة نحو تكجدة السياحية. ❊ع.ف الزهراء
