شدد السيد محمد مباركي، وزير التكوين والتعليم المهنيين على ضرورة تعزيز التكوين في المهن المتعلقة بالميكانيك مواكبة لنشاطات الصناعة الميكانيكية التي بدأت تتطور ببلادنا. مؤكدا أن أكثر من 10 ألاف شاب أصبح يستفيد سنويا من هذا التكوين لتزويد مصانع التركيب ببلادنا باليد العاملة المحلية، وهو الهدف الذي جعل الوزارة توقع على اتفاقية شراكة مع شركة «بيجو للسيارات» لتطوير فروع التكوين في مجال خدمات ما بعد بيع السيارات وفقا للمعايير الدولية. وتم التوقيع على هذه الاتفاقية بحضور وزير التكوين والتعليم المهنيين والرئيس المدير العام لشركة «بيجو الجزائر» بمقر هذه الأخيرة أول أمس، بالدار البيضاء بالعاصمة. وتهدف الاتفاقية إلى تطوير مهن التكوين في مجال خدمات ما بعد بيع السيارات من صيانة وتصليح وغيرهما وفقا للمعايير الدولية بالاستفادة من خبرة «بيجو» لتكوين يد عاملة مؤهلة قادرة على التحكم في آخر التقنيات التي تزود بها السيارات العصرية التي تعتمد على تكنولوجيات حديثة تختلف عن تلك التي كانت موجودة في الماضي. وذكر السيد مباركي، بالمناسبة أن هذه الاتفاقية تندرج في إطار الإستراتيجية التي سطرتها الحكومة بهدف تقوية الموارد البشرية المؤهلة، وهي المقاربة التي منحت فرصة للمؤسسات للمساهمة في تكوين الشباب عن طريق التمهين من خلال تمكينهم من التعلم والتحكم في المهن المطلوبة في سوق التشغيل. وأوضح السيد مباركي، أن 50 نقطة تابعة ل»بيجو» ستكون معنية بهذه الاتفاقية التي ستكون فرصة للشباب للحصول على شهادات تسهل إدماجهم المهني بمصانع تركيب السيارات بعد استفادتهم من تكوين يستجيب للمعايير الدولية المعمول بها بهذه المصانع، علما أن هذا التكوين يشمل مجالات صيانة السيارات، الهيكل، الدهن والطلاء، وتسيير المخزون وكل تخصص جديد مرتبط بالميدان. وأضاف الوزير الذي شدد على أهمية تكوين المكونين ألح على ضرورة أن يكون ذلك تماشيا مع حاجيات السوق وحاجيات الاقتصاد الوطني حتى يعود هذا التكوين بالمنفعة، مفيدا أن قطاعه سيبادر لاحقا بالتكوين ذات العلاقة بمجال الرقمنة للاستجابة للطلب المتزايد يوما بعد يوم. وقال المتحدث إنه بالنظر للحيوية التي بات يشهدها قطاع السيارات فإن الأمر يتطلب توفير يد عاملة مؤهلة، حيث سيكون بموجب الاتفاقية الموقعة توفير الإمكانيات البشرية بالاستفادة من تكوين مهم في مجال المناولة. وفي هذا المجال ذكر السيد مباركي، بوجود حوالي 30 مركزا تابعا لقطاع التكوين والتعليم المهنيين يضمن برنامجا تكوينيا في مجال السيارات، إلى جانب 7 معاهد وطنية متخصصة في هذه المهن، مشيرا إلى أن المدونة الوطنية للشعب لطبعة 2012 تضمنت 13 تخصصا في مجال السيارات. ومن جهته صرح المدير العام ل»بيجو الجزائر» السيد ايف بيرو دي غاشون، أن قطاع السيارات يشهد نموا ويعرف تطورات عديدة مما يتطلب إقامة شراكات ذكية للاستجابة لمتطلباته. وخلال زيارته لمركز التكوين بوادي السمار، كشف الوزير أن قطاعه يحضّر لاستقبال 650000 متربص في مختلف التخصصات خلال الدخول المقبل. وفي رده عن سؤال تعلق بتكوين الأفارقة بالجزائر فقال الوزير إن الجزائر وقّعت اتفاقية مع أكثر من 20 بلدا إفريقيا وعربيا لاستقبال شبابهم الراغبين في الاستفادة من تكوين بمراكز ومعاهد التكوين المهني في التخصصات التي يرغبونها.