"لو فكرت مرة ثانية في الزواج أقترح عليك أن تضعي لي سما في طعامي"، هذا ما قالته الفنانة صباح لابنة أختها بعد طلاقها الأخير من الفنان فادي لبنان، فقد بدا أن الفنانة التي تزوجت سبع مرات استسلمت أخيرا لقدرها· لم يمنعها كبر السن فهي لم تشعر يوما بأنها كبرت، بل أصبحت على يقين أن الزواج والفن لا يلتقيان· بحسرة تقول صباح: "كثرة زيجاتي عقدت ابنتي هويدا، فعزفت عن الزواج طوال عمرها"، ويبدو أن قدر الفنانين عدم الاستقرار، الكبار منهم والصغار، ومن لا يزال يحبو ليصل إلى النجومية···فالسيدة فيروز عانت قبل وفاة زوجها الفنان عاصي الرحباني من مشاكل زوجية دفعتها إلى اتخاذ قرارها بالانفصال، لكن انفصالهما لم يأخذ صدى في وسائل الإعلام التي اعتادت احترام خصوصية فيروز، منذ قررت أن تنحو جانبا بحياتها الخاصة، بعيدا عن الأضواء التي لم تر سوى أعمالها الفنية· وقبل سنوات، فوجئ الوسط الفني اللبناني بطلاق الفنانة ماجدة الرومي، التي كان بيتها مثالا لأي بيت قائم على الاستقرار·· الصحافة تحدثت بإسهاب عن الموضوع، غير أن الفنانة التزمت من جانبها الصمت، وفضلت المكابرة على جرحها رغم كل ما كتب من أمور شخصية جارحة بعضها لا يمت إلى الحقيقة بصلة· هل الفشل محتوم على حياة الفنانين العائلية؟ إجابة قد لا تأخذ وقتا طويلا إذا تابعنا التاريخ الطويل من خيبات الأمل التي تصاب بها حياة الفنانين الزوجية، على الرغم من الجهود التي يبذلها بعضهم للحفاظ على أسرهم، وعلى الرغم من تكرار التجارب الفاشلة التي يبدو ان معظمهم لا يتعلم منها شيئا· لم تعد قصص الطلاق في الوسط الفني، مجرد أرقام تدرج لتسلية قراء المجلات، بل أصبحت ظاهرة مثيرة للجدل، خصوصا مع نسب الطلاق التي شهدها الوسط هذا العام، حيث بدا كأن المشكلة تتفاقم مع اختلاف مقاييس النجومية، وازدياد الأضواء على الفنان مع انتشار الفضائيات، وبالتالي ازدياد عامل الغيرة بين أزواج الفنانين، إذ أثبتت أكثر من دراسة أن الغيرة هي العامل الأول في فشل الزيجات الفنية، سواء كانت الغيرة من نجاح الفنان، أو الغيرة عليه من معجبيه وحياة الشهرة والأضواء· مؤخرا، أطلق برنامج "باباراتزي " الذي يبث على إحدى القنوات المصرية، إحصائية مثيرة للجدل، تبين إثرها أن 84 في المائة من الفنانات يعانين مشاكل عائلية، في دراسة شملت أكثر من 100 شخصية فنية من لبنان ومصر والعالم العربي، إذ تبين أن 50 في المائة من الفنانات مطلقات لمرة واحدة أو لعدة مرات، و6 في المائة قمن بفسخ خطبتهن، و15 في المائة تخطين سن الزواج ويتهددهن شبح العنوسة، و14 في المائة تطلقن وخضن تجارب فاشلة قبل أن يتزوجن ثانية، أما نسبة المستقرات عائليا فتبلغ 14 في المائة فقط· شهد الوسط الفني اللبناني والعربي هذا العام أكثر من حادثة طلاق، كان أولها طلاق الفنانة مي حريري بعد سنوات على زواجها المستقر من المهندس أسامة شعبان، والغريب أن الطلاق تم بعد ولادة ابنتهما سارة بشهرين، وما تبعه من تنازع الزوجين على حضانة الطفلة·· فمي اتهمت أسامة بخطف الطفلة ومنعها من رؤيتها، اتهام رده بإهمالها لابنتها نتيجة انشغالها بفنها·· وحكم القضاء لمي بحضانة الطفلة، غير أن الزوج ما لبث أن استأنف الحكم بحجة أن زوجته تمنعه من رؤية طفلتهما· ولا تزال مي تدور في دوامة القضاء مدافعة بشراسة عن ابنتها، خصوصا أنها ذاقت من قبل طعم الطلاق مرتين، أولهما من زوجها السوري الذي تزوجته وهي لا تزال في سن المراهقة، وأنجبت منه ابنتها منال، والثاني من الموسيقار ملحم بركات، الذي بدوره انفصل عن زوجته رندا ليرتبط بها، وأنجبا ملحم جونيور قبل أن يقع الطلاق بينهما· بدورها أعلنت الفنانة رويدا عطية طلاقها من زوجها حسام حسن، الذي كان زواجها به سببا في مشاكل عدة مع عائلتها، غير أن قصتها لم تنته عند هذا الحد، حيث قام الزوج بكيل سيل من التهم لزوجته السابقة، متهما إياها بخيانته، تهمة سكتت عنها على مضض قبل أن تضطر للرد عليه عبر وسائل الإعلام نافية كل التهم· الطلاق الأسرع هذا العام، كان طلاق الفنانة غريس ديب، التي تزوجت وتطلقت في غضون أسبوع واحد، اكتشفت خلاله أنها تسرعت في قرار زواجها، وأن اختيارها لم يكن في محله· كذلك أعلنت الفنانة المصرية حنان ترك طلاقها من زوجها، في تأكيد للإشاعات التي كانت تطاردهما منذ زواجهما، غير أن هذه الإشاعة كانت صحيحة· مبرر حنان لم يكن مقنعا، وربما كان المعلن الذي فضلت الحديث عنه متغاضية عن أمور فضلت إبقاءها ضمن إطار العائلة، أما المبرر فكان إصرار الزوج على إدخال كلب إلى منزل الزوجية، ما اعتبرته حنان تدنيسا للمنزل· قضية حنان لم تكن الأولى من نوعها مع انتشار قانون الخلع في مصر، حيث بدأت الفنانات تباعا بخلع أزواجهن، في ظاهرة لم تقتصر على الفنانات فحسب، إذ أشارت بعض الإحصائيات إلى أن مصر بدأت تشهد حالة طلاق كل ست دقائق· وآخر ضحايا الخلع كان زوج الفنانة أنغام الموزع الموسيقي الكويتي فهد، الذي ظل متمسكا بنفي الإشاعة إلى أن أكدتها أنغام بالوثائق، حيث حضرت إلى المحكمة وانتزعت حقها بالطلاق بحجة أن زوجها يغار منها· وكانت أنغام قد خاضت تجربة الزواج الفاشل مع موزع موسيقي، وكان ثمن زواجها قطيعة مع والدها الذي بكاها في اتصال هاتفي ضمن حلقة "خليك بالبيت " كانت هي ضيفتها، من دون أن يرف لها جفن· حادثة طلاق أخرى شهدها الوسط الفني قبل سنة، وهي طلاق الفنانة أصالة من زوجها أيمن الذهبي الذي كان يدير أعمالها، بعد أن كانا يحرصان على الظهور بمظهر الزوجين السعيدين· ولم تنته القصة عند هذا الحد، حيث تزوجت أصالة فور انتهاء عدتها من المخرج طارق العريان، ما استفز الزوج الذي سارع إلى شن حملة صحفية عنيفة عليها· وقبل مدة وجيزة أعلنت الممثلة حلا شيحا طلاقها، ولا تزال الفنانة الإماراتية رويدا المحروقي تعيش تداعيات قصة طلاقها من زوجها وتنازعهما على حضانة طفلهما· لا يزال الوسط الفني حتى الآن يذكر قضية طلاق الممثلة الكبيرة فاتن حمامة من زوجها الفنان العالمي عمر الشريف، خصوصا بعد أن جمعت بينهما قصة حب كبيرة· ومن القصص التي لا تزال عالقة بالذاكرة قصة طلاق الفنان راغب علامة من زوجته رندا، التي أنجب منها طفلة ما لبث أن أعلن تبرئه منها فور وقوع الطلاق، مستندا إلى فحوصات طبية تؤكد أن سارة لونا ليست ابنته· كما أثار طلاق الممثلين شويكار وفؤاد المهندس وقبلهما فاروق الفيشاوي وسمية الألفي الكثير من الأخذ والرد، خصوصا أن قصة حبهما كانت تملأ صفحات المجلات، قبل أن يتحول الحب إلى مجرد ذكرى· ويبقى الطلاق الأشهر، هو طلاق الفنانين بوسي ونور الشريف، بعد أكثر من عقدين من الزواج المستقر، في الوقت الذي تشير فيه بعض التقارير الصحفية إلى إمكان عودة المياه إلى مجاريها بينهما، خصوصا مع وجود ابنتين تصران على إعادتهما إلى السقف الذي ظل عصيا على الصحافة إلى حين وقوع أبغض الحلال·
