تشير الاحصائيات الخاصة بالفوسفات في الجزائر الى وجود كميات هامة من احتياطي هذه المادة لاسيما على مستوى منجم جبل عنق في شرق البلاد الذي يحتوي على أكثر من ملياري طن احتياطي فوسفات·وتم وضع مخطط استراتيجي لتطوير الفوسفات الجزائري، قدم من طرف شركة "فيرفوس" التي تقوم حاليا باستغلال مناجم الحديد بتبسة والتي تملك شركة ميتال ستيل الهندية بها حصة قدرها 10 ملايين دولار عند فتح رأس المال· وتعتمد هذه الاستراتيجية على القدرات الوطنية في مجال الفوسفات بكل من ولايات قالمةوجيجل وتبسة حيث تطمح الى انتاج ما يقارب ال20 ألف طن من هنا الى سنة 2014· ولتحقيق هذا الغرض تمت المطالبة مؤخرا بمناسبة عقد أول ندوة دولية بالجزائر لتثمين الموارد المنجمية بدعم الاستثمار في استكشاف واستغلال الفوسفات من خلال جعل هذا الفرع إحدى أهم الفروع في الاستراتيجية الصناعية التي تعكف الحكومة على إعدادها· ويرى الخبراء أن تطوير صناعة الفوسفات بالجزائر تعني وجوبا تطوير صناعة الأسمدة الفوسفاتية المطلوبة كثيرا على المستوى الدولي، مع العمل على تشجيع استخدام هذا النوع من الأسمدة على المستوى الوطني لاسيما في المجال الفلاحي· ويمر ذلك عبر انتهاج سياسة تتضمن التكوين والإعلام وكذا تعميم استخدام الأسمدة الفوسفاتية الذي قد يحتاج إلى دعم مالي· وينتظر أن يدر مخطط الاستراتيجية الضخم الخاص بالفوسفات 8 ملايير دولار على الجزائر سنويا في حالة تجسيده، وهو ما سيجعل من الجزائر ثالث مصدر للفوسفات في العالم بعد الولاياتالمتحدة والصين· ويقوم المخطط على مرحلتين الأولى تتعلق بتحويل الفوسفات والثانية تتعلق بتحويل الحديد· وفي انتظار تجسيد المرحلة الثانية المتعلقة بتحويل معادن الحديد إلى إسفنج الحديد من خلال شراكة مع بريطانيا والصين، تم الانتهاء من المرحلة الأولى الخاصة بتحويل الفوسفات· وبدا مجمع فيرفوس في تجسيد المشروع بأرضية بوشقوف بقالمة لتحويل ما بين 2 إلى 3 ملايين طن من الفوسفات المستخرج من جبل العنق بتبسة إلى حمض فوسفوري، بينما سيتم تحويل حوالي 4 ملايين طن من الفوسفور إلى الحمض في مركبين بمداوروش وكل الكمية معدة للتصدير· كما ينتظر أن يتم في مرحلة لاحقة إنجاز أرضية أخرى للمشروع في جيجل من أجل تحويل ما بين 12 و14 مليون طن من الفوسفات لتصديره من ميناء جن جن، وهو ما سيسمح بإنشاء 50 ألف منصب شغل مباشر وغير مباشر· ويتوقع أن ترتفع صادرات الجزائر من هذه المادة سنة 2020 إلى 30 مليون طن مما سيسمح بتوفير ما بين 7 إلى 8 ملايير دولار سنويا، ويصبح بذلك الفوسفات ثاني مصدر للإيرادات المالية بعد الغاز والبترول·
