طالب قدماء مجاهدي وزارة التسليح والاتصالات العامة (المالغ) بإعادة بعث لجنة التصديق على شهادات تصنف المنتسبين إليها "إطارات في الثورة"، وخلصت أشغال المجلس الوطني لجمعية قدماء المالغ أول أمس الى إقرار مضاعفة جهود التأريخ لدور المنظمة خلال الثورة التحريرية من خلال إصدار ثلاثة مؤلفات جديدة وفتح موقع على الانترنت للتعريف بها. وقال رئيس جمعية قدماء المالغ السيد دحو ولد قابلية في لقاء معه أمس بمقر المدرسة الوطنية للاتصالات التابعة لوزارة الداخلية بحي المدنية بالعاصمة أن أعضاء المجلس الوطني طالبوا بإعادة بعث لجنة التصديق على شهادات تمنح لقدماء المالغ صفة إطار في الثورة والتي تم تجميدها قبل سنوات من طرف وزارة المجاهدين، وأشار الى أن ملفات كثيرة تخص قدماء وزارة التسليح والاتصالات العامة بقيت عالقة ولم يتم استكمال عملية التصديق عليها. ودافع أعضاء المجلس الوطني ال61 الذين شاركوا في الاجتماع عن مقترح العمل من اجل تمكين كل المنتسبين الى "المالغ" من الحصول على صفة "إطار في الثورة"، واعتبروا بأنه من غير المنصف أن لا يتم تسوية ملفات العديد من الأعضاء. وكانت وزارة المجاهدين قامت بحل لجنة التصديق تزامنا مع تجميد عمل لجنة الاعتراف. وبهدف التأريخ للدور البارز الذي لعبته المالغ في الثورة التحريرية اكد السيد دحو ولد قابلية أن الجمعية تتجه نحو دعم ثلاث مبادرات من أعضائها لإصدار ثلاثة مؤلفات، الكتاب الأول يتناول قاعدة ديدوش مراد التي تم تأسيسها بليبيا وتكفلت بمهمة إعادة هيكلة وتجديد فروع وزارة التسليح، أما المؤلف الثاني فيتناول حياة العقيد لطفي واسمه الحقيقي ولد بن علي بودعن الذي استشهد في 27 مارس 1960، والكتاب الثالث يتناول مفاوضات ايفيان، وذكر المتحدث أن هذا الكتاب سيتضمن لأول مرة معلومات دقيقة وحقائق غير معروفة ووثائق لم يكشف عنها من قبل حول مسار المفاوضات التي رسم من خلالها استقلال الجزائر، وتوقع ان تصدر تلك المؤلفات بمناسبة الاحتفال بعيد النصر المصادف ل19 مارس. ومن جهة أخرى وقصد التعريف أكثر بنشاط قدماء وزارة التسليح والاتصالات العامة، صادق أعضاء المجلس الوطني على قرار يتضمن تخصيص ميزانية موجهة لإنشاء موقع للجمعية على شبكة الانترنت يكون الواجهة الإعلامية لكل النشاطات ويكون حلقة تواصل بين الجمهور. وحول نشاط الجمعية للسداسي القادم أوضح السيد ولد قابلية ان أعضاء المجلس الوطني صادقوا على برنامج يتضمن تكثيف التعاون مع المعاهد والجامعات من خلال التنسيق معها لتنظيم سلسلة من المحاضرات ينشطها قدماء وزارة التسليح ترمي الى تمكين الأجيال القادمة من الاطلاع على دورها الحيوي ابان الثورة التحريرية، كما تم تسطير برنامج آخر خاص بإحياء محطات تاريخية منها أحداث 20 أوت، و19 سبتمبر تاريخ إعلان قيام الحكومة الجزائرية المؤقتة، ذكرى اندلاع الثورة التحريرية، و31 ديسمبر تاريخ وفاة مؤسس المالغ عبد الحفيظ بوصوف. وبهدف رد الاعتبار لأصدقاء الثورة التحريرية اكد السيد دحو ولد قابلية أن الجمعية ستستقبل قريبا ابنة صديق الثورة الألماني بوخور الذي اغتالته فرنسا سنة 1956 بألمانيا لارتباطه بجبهة التحرير الوطني ومكنها من الحصول على أسلحة من خلال ترتيب نقلها انطلاقا من أوروبا. وأشار الى ان ابنة صديق الثورة اكتشفت مؤخرا فقط ان جثمانه نقل من ألمانيا نحو الجزائر، وقررت زيارة قبره. وأوضح رئيس جمعية قدماء المالغ أن الجزائر استجابت لرغبة بوخور بالاعتناء بعائلته في حال أصيب بمكروه، وأنها خصصت منحة لابنته. وسألت "المساء" السيد دحو ولد قابلية عن موقف الجمعية من مسألة اعتراف فرنسا بجرائمها المرتكبة في حق الشعب الجزائري فقال "إن الجزائر لن تتراجع عن مطلب الاعتذار وأنها ستبقى متمسكة بذلك وفاء لتضحيات ملايين الجزائريين"، موضحا أن الاعتذار أصبح مطلبا شعبيا يتعين على فرنسا الرسمية أن تتجاوب معه.