أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أول أمس، من ولاية تبسة، أن إحياء ذكرى أحداث ورموز الثورة المجيدة يهدف إلى "استحضار الإرث العظيم لشعبنا وترسيخ تقاليد الوفاء لأمانة شهدائنا وقيمهم السامية"، مشيرا بالمناسبة إلى أن تخليد الذكرى ال68 لمعركة الجرف الكبرى (22-29 سبتمبر 1955)، خطوة هامة لترسيخ مبادئ ثورة نوفمبر المجيدة. أبرز ربيقة خلال اليوم الثاني من زيارته إلى تبسة، أن المتأمل في الاستراتيجية التي تم انتهاجها خلال "معركة الجرف الكبرى سيذهل لا محالة بعظمتها ويندهش بما تكتنزه من أسرار ويتعظ بمعانيها ودروسها، خاصة من ناحية عدم التكافؤ بين الجانبين الجزائري والفرنسي، من حيث التعداد والعتاد". وأضاف أن التكتيكات الحربية التي اعتمدها المجاهدون في هذه المعركة تدرس الآن في الأكاديميات الحربية العالمية. مشيرا إلى أنها جاءت لتستكمل بعد شهر من هجومات الشمال القسنطيني، مسيرة رجال نوفمبر "فكانت إستراتيجية عسكرية محكمة تفنن فيها المجاهدون وكشفت عن عبقريتهم وجسدت أسمى معاني شجاعتهم". كما أوضح وزير المجاهدين خلال تنشيطه ندوة صحفية بأن استراتيجية القطاع ترتكز على الحفاظ على التراث التاريخي والثقافي وإعادة الاعتبار لكل المواقع التاريخية ذات الأهمية البالغة، مشيرا إلى أن مكان معركة"الجرف" سيعرف إنشاء بعض المرافق المتعلقة بالمكان واعطاء إشارة انطلاقها وهو ما ستعرفه العديد من المعالم على مستوى الوطن من خلال إعادة الاعتبار وترميم كل المواقع التاريخية ذات الأهمية البالغة حماية للذاكرة وتدوينها لتكون سياحة تاريخية راقية نستذكر فيها تضحيات الجزائريين وممارسات إدارة الاحتلال الفرنسي. ووجه الوزير بالمناسبة دعوة إلى الشباب، داعيا اياهم إلى "رفع سقف الطموح لإدراك غايات البناء والتجديد ومواكبة روح العصر بعزيمة الأسلاف الذين شقوا دروب النصر والسير على النهج القويم لمواجهة تحديات الحاضر واستكمال مسيرة البناء الذي حلم به الشهداء الأبرار بكل ثقة و وعي وإرادة وعلم وعمل. وأبرز في ذات الصدد أن الجزائر الجديدة "رشدت مؤسساتها الاقتصادية وحصنت هيئاتها السيادية وبنت جسورا قوية مع الشركاء الدوليين، مما جعل المجتمع الدولي يحترم مواقفها الثابتة التي جدد التعبير عنها رئيس الجمهورية خلال كلمته أمام رؤساء وقادة دول العالم في الدورة ال78 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك".وعرفت الزيارة ربيقة إلى ولاية تبسة تدشين مشاريع تنموية عديدة، منها متوسطة ببلدية صفصاف الوسرى، أطلق عليها اسم الشهيد "نصيب أحمد" ومتوسطة ببلدية تبسة بإسم الشهيد "عليوة أحمد" ومشاريع أخرى.