❊ الدول الحرّة يجب أن تستغل ظهور بوادر نظام دولي جديد ❊ التكتلات مهمة لفرض الأفكار في الأممالمتحدة ومجلس الأمن أكد المحلل السياسي الأستاذ والباحث الأكاديمي، مصطفى بورزامة، أن رسالة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، خلال قمة مجموعة العشرة للاتحاد الإفريقي بغينيا الاستوائية، حول إصلاح مجلس الأمن، حملت بعدا سياسيا واستراتيجيا خاصة وأن الجزائر سبق لها وأن رافعت إلى جانب بعض الدول من أجل إصلاح الأممالمتحدة، التي أضحت قراراتها اليوم مجرد حبر على ورق، مضيفا أن بعض الدول التي لها حق الفيتو بمجلس الأمن تسير تحت سيطرة اللوبي الصهيوني. وقال بورزامة، في اتصال مع "المساء" إن الرئيس تبون، تحدث في كلمته عن الظلم الذي تعاني منه إفريقيا على مستوى مجلس الأمن، بسبب عدم حصولها على حق الفيتو رغم ما تمتلكه من مقومات هامة على غرار الموقع الاستراتيجي والخيرات الطبيعية التي تعتمد عليها الاقتصادات العالمية. وأضاف أن التجاذب السياسي والصراع الذي رأيناه في أزمة روسيا وأوكرانيا والحرب على غزّة، ما هو إلا دليل على أن هناك بوادر لنظام دولي جديد يجب أن تستغله الدول الحرّة عبر إنشاء تكتل آخر يوازي التكتلات الأخرى، مشيرا إلى أن الإصلاح يكتسي أهمية بالغة، معتبرا أن كل الدول التي تنتمي إلى الأممالمتحدة ومجلس الأمن من حقها الحصول على حق الفيتو لإرساء التوازن في العالم. وفي رده عن سؤال حول الخطوات المناسبة التي تحدث عنها رئيس الجمهورية، لضمان التحرك الفعلي للمجموعة الدولية من أجل الإصلاح في ظل بروز الصراعات بشكل غير مسبوق، أوضح الباحث الأكاديمي، أن هناك من يفتعل الأزمات مثلما تم افتعال أزمة أفغانستان والعراق وسوريا وأوكرانيا، مؤكدا أن البلدان المتحكمة في العالم هي دول تتناحر على أراضي الدول الضعيفة. وأشار إلى أن هذه الأزمات تدل على أن الرأي العام العالمي، قد ضاق ذرعا بما تفعله الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا وبعض الدول التي تنظوي تحت هذه الرؤية، مضيفا أنه وعلى الرغم من ذلك فإن لهذه الأزمات جانبين، الأول ايجابي والذي بموجبه تتكتل فيه بعض دول العالم الثالث من أجل إحداث التغيير على مستوى الأممالمتحدة ومجلس الأمن، والبحث عن تكتلات أخرى تمكنها من تطوير نفسها، مع تمكين بعض الشعوب الواقعة تحت نير الاستعمار أو تلك التي مازالت تتعرض لضغوط دولية من التحرر. أما الجانب السلبي لهذه الأزمات فيكمن في كون الدول العظمى لا تريد التفريط في مقدرات هذه الدول، مضيفا أن ما يريده الرئيس تبون، هو بالتأكيد يعني الجانب الايجابي والذي بموجبه يمكن الذهاب إلى تكتلات أخرى، لتمكين هذه الدول من الخروج عن السيطرة الإمبريالية والغربية. وبخصوص مناشدة الرئيس تبون، لفرض احترام القانون الدولي في ظل الانقسامات الجسيمة لمنظومة العلاقات الدولية، أوضح محدثنا، أن القوانين الدولية لا تطبقها الدول الغربية ما جعل رئيس الجمهورية، وبعض الدول الأخرى تركز على الإصلاح الذي يرتبط بشكل كبير بإنشاء تكتل اقتصادي. وأضاف بورزامة، في هذا الصدد أن القوة الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية مهمة لفرض الأفكار على مستوى الأممالمتحدة ومجلس الأمن، وحتى على مستوى التكتلات الإقليمية والعالمية، مؤكدا على أهمية التوجه إلى تكتل ثالث خارج نطاق كل هذه التجاذبات السياسية. وفي رده على سؤال حول مساعي الجزائر من أجل الاستجابة للانشغالات الإفريقية، خاصة ما تعلق منها بالإصلاح مع قرب مباشرة مهامها بمجلس الأمن السنة القادمة، قال المحلل السياسي، إن المقعد غير الدائم في مجلس الأمن هو بمثابة تفويض من قبل 186 دولة انتخبت الجزائر كي تمثلها على مستوى الأممالمتحدة، مشيرا إلى أنه من الضروري أن تناقش هذه الدول الرؤية التي يجب أن تتبنّاها، والاستراتيجية التي يجب أن تضعها من أجل افتكاك على الأقل مقعد أو مقعدين على مستوى مجلس الأمن لتكون لها كلمة الفصل في القضايا الدولية.