افتتح وزير البيئة وتهيئة الإقليم والسياحة ظهر أمس الصالون الدولي العاشر للسياحة، بقصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة، المنظم تحت شعار "من أجل تنمية السياحة الصحراوية"، ويعرف مشاركة 96 عارضا من بينهم 43 وكالة للسياحة والأسفار، ومتعاملون وطنيون وأجانب متخصصون في مجال الخدمات المتصلة بشكل مباشر بتنمية القطاع. وأشار الوزير في لقاء مع الصحافة الوطنية والدولية التي حضرت بكثافة لتغطية الحدث، أن الجزائر التي حددت لنفسها استراتيجية وطنية شاملة لتنمية القدرات السياحية وترقية صورتها، تقوم أهدافها على محاور المخطط الوطني لتطوير السياحة الممتد إلى آفاق 2030، تراهن كثيرا على التظاهرات والفضاءات التي تجمع المحترفين من الوطن وخارجه من أجل تشكيل رأسمال تعيد به بعث الصورة الحقيقية للسياحة في الجزائر، واعتبر في سياق كلامه أن الصالون الدولي للسياحة "سيتاف" الذي يعود هذه السنة في طبعته العاشرة، بعد غياب دام سنتين، يرمي بالأساس إلى تجسيد الأهداف الكبرى المحددة في إطار الاستراتيجية الوطنية المذكورة، مشيرا إلى أن الأهداف المباشرة المتوخاة من هذه التظاهرة تتلخص في أربعة محاور رئيسية تتمثل في وضع تقييم مرحلي لما تم تحقيقه في إطار الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة، وتشخيص نقاط الضعف ونقاط القوة المسجلة في الميدان، تبادل الخبرات والتجارب بين الوكالات السياحية وغيرها من المؤسسات التي تشكل حلقات النشاط السياحي، وخلق شبكة للتواصل وتبادل الأفكار والتجارب بين المتعامليين الوطنيين والأجانب، للخروج برأسمال للتجربة الجزائرية في مجال السياحة الصحراوية وغيرها من المجالات السياحية الأخرى، علاوة على التعرف على تجربة الغير وضبط مستقبل وآفاق النشاط السياحي وكذا إظهار الوجه الجديد للجزائر المتفتحة على العالم "والتي لا تتوقف عن تحقيق الانتصارات تلو الأخرى"، لتقديمه على حقيقته أمام الرأي العام الدولي. من جانب آخر أبرز السيد رحماني المساعي الحثيثة التي تبذلها الجزائر من أجل ترقية مفهوم السياحة وأهدافها النبيلة القائمة على مبادئ الاستدامة، والحفاظ على البيئة وتنوعها، واحترام حق الإنسان في العيش في بيئة سليمة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الجزائر ستحمل في الأيام القليلة القادمة رسالة إفريقيا إلى المؤتمر العالمي للمناخ بكوبنهاغن، من أجل التأكيد على ضرورة بناء سياحة نظيفة قائمة على مبدأ احترام حقوق الطبيعة والتنوع البيئي. كما تطرق الوزير في حديثه عن السياسة الوطنية لتنمية السياحة في الجزائر، إلى مختلف التدابير التحفيزية والتسهيلات التي تبنتها الحكومة من أجل تشجيع المتعاملين الوطنيين والشركاء الأجانب على الاستثمارات في مجالات النشاط السياحي وتنمية قدراتهم المهنية في هذا الإطار، مذكرا بالمناسبة بأن الجزائر ارتأت إلى الرهان على مختلف أنواع السياحة، على غرار السياحة الصحراوية والسياحة البحرية والسياحة الجبلية وسياحة الأعمال وسياحة الحمامات وغيرها من الأنواع الأخرى التي تمتلك فيها مؤهلات كبيرة، وستستفيد عن قريب من عدة مشاريع حضارية جديدة على غرار الطريق السيار شرق - غرب والطريق العابر للصحراء، وشبكة السكك الحديدية ومشاريع متعددة في قطاع الموارد المائية، علاوة على بداية جني ثمار مشاريع سياحية تم بعثها مع إعلان تطبيق الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة في 2005، ولا سيما في مجالات إنجاز الهياكل القاعدية والتكوين وتجسيد بنود الاتفاقية المبرمة مع المتعاملين في القطاع والتي تشمل التزام الجميع بتجسيد مخطط النوعية. تجدر الإشارة في الأخير إلى أنه بالرغم من المشاركة الضعيفة للمتعاملين الأجانب في الصالون الدولي للسياحة هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية، إلا أنه تم تسجيل مشاركة عارضين أجانب لأول مرة في هذه التظاهرة على غرار الديوان الوطني للسياحة الكوبي، الذي يسعى للتقرب إلى السوق الجزائرية ونسج علاقات تعاون وشراكة مع المتعاملين الجزائريين.