تحول اهتمام جل العائلات القسنطينية إلى كسوة العيد الذي يصادف الدخول المدرسي هذه السنة، وكذا إعداد أطيب أنواع الحلويات التي تتفنن فيها ربات البيوت حسب القدرة والذوق. وشهدت أسعار الملابس بقسنطينة خلال الايام الفارطة استقرارا طمأن أرباب العائلات، خاصة العائلات المعوزة التي تضم عددا كبيرا من الأطفال، حيث استفاد البعض من إعانات الدولة الخاصة بالدخول المدرسي، مما يدخل البهجة والسرور على الأطفال الذين ينتظرون العيد بفارغ الصبر. وإضافة إلى كسوة الاطفال تفرغت ربات البيوت القسنطينيات لتنظيف البيت في خطوة لاستقبال العيد بالنظافة حسب رؤية جل النساء، حيث تبدأ عملية غسل الجدران وتنظيف الأثاث المنزلي والأواني وغسل الأفرشة والستائر، وتكون هذه العملية غالبا تدريجيا بالتعاون بين أفراد العائلة من خلال برمجة تنظيف غرفة في كل يوم، وتكون نهاية العملية في كثير من الاحيان بتنظيف المطبخ الذي شهد نشاطا كبيرا خلال أيام رمضان الكريم. دون إغفال مهمة إعداد حلويات العيد، حيث تتفنن السيدات الماهرات في إعداد أشهى وأطيب الحلويات، على غرار المقروط وهو عبارة عن كعك بالسميد والسمن النباتي محشي بعجينة التمر، إذ يعتبر هذا النوع من الكعك أهم حلوى في أطباق حلويات العيد، ولا يكاد يخلو بيت قسنطيني من المقروط خلال أيام العيد، ما جعل العائلات القسنطينية تطلق عليه اسم سلطان الصينية. إلا أن ما يميز حلويات العيد بقسنطينة في الوقت الحالي هو الحلويات الشرقية على غرار البقلاوة والقطايف التي اكتسحت الموائد القسنطينين أمام تراجع حلوى الغريبية من سنة إلى أخرى، حيث لا توجد سوى عند بعض العائلات المحافظة في مجال الطبخ التقليدي القسنطيني. ومن العادات القسنطينية التي اختفت مع الوقت هي إحياء ليلية العيد جماعة بين النسوة اللائي كن يستقبلن العيد وهن في أبهى حلة من لباس جديد ومجوهرات وحلي ذهبية، بالغناء والدف وسط ديكور مميز لا تغيب عنه الحناء والتي يستمتع بها الأطفال كثيرا. وتقوم ربة البيت القسنطيني في ليلة العيد بتنظيف أولادها وإعداد الملابس التي سيلبسونها صبيحة العيد، كما تقوم بتعطير البيت وفرش غرفة استقبال الضيوف بأحسن الأفرشة لديها استعدادا لاستقبال جموع الزوار بعد صلاة العيد. وتنهض بعض ربات البيوت بقسنطينة باكرا يوم العيد لإعداد خبز الدار، وهو من العادات القديمة، حتى يتسنى لأفراد عائلتها تناوله مع أول إفطار لهم صباح يوم العيد قبل التوجه لأداء صلاة العيد حيث تحرص الكثير من النساء على أدائها في المسجد رفقة الزوج والأبناء، وبعد مرور الفترة الصباحية التي يكثر فيها الزوار والمهنئون بالعيد تغتنم جل النساء الفترة المسائية لزيارة الأقارب والجيران والتغافر في ما بينهم.