حركة عادية شهدتها شوارع العاصمة صبيحة أمس تزامنا مع المسيرة غير المرخصة التي نادت إليها التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية، حيث فضلت محلات شوارع كل من حسيبة بن بوعلي وزيغود يوسف والعربي بن مهيدي مزاولة نشاطها بشكل عاد، من جهتها بقيت محطة المسافرين للنقل الحضري وشبه الحضري بأول ماي مفتوحة أمام المسافرين في حين اضطر أصحاب بعض المحلات لحي بلكور العتيق لغلق أبوابها إلى حين انسحاب المتظاهرين من الشارع الرئيسي الذي كان به الفضوليون أكثر من المتظاهرين. لمس المتجول بشوارع وسط العاصمة صبيحة أمس حركة عادية للمواطنين الذين خرجوا لقضاء حاجياتهم في ثاني يوم من عطلة نهاية الأسبوع، حيث فتحت المحلات و قاعات الشاي أبوابها أمام المترددين عليها، في حين وفرت مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري خدماتها للمسافرين عبر كل خطوطها وهو نفس حال أصحاب سيارات الأجرة الذين لم يتوانوا في خدمة الخطوط من والى ساحة أول ماي غير آبهين بالمسيرة الاحتجاجية التي نادت لها للمرة الثانية التنسيقية من اجل التغيير والديموقراطية. وبقي الحديث المميز للعاصمين في المقاهي والحافلات أو حتى في بعض المحلات رفضهم القاطع لمثل هذه التصرفات التي تلجأ إليها أطراف معينة لبلوغ مصالحها الخاصة، وهو ما أكده لنا سائق إحدى حافلات مؤسسة ''ايتوزا'' الذي ضمن نقل المسافرين عبر الخط الرابط بين البريد المركزي وساحة أول ماي، مشيرا إلى أن إدارة المؤسسة قررت مزاولة نشاطها عبر المحطة الحضرية لساحة أول ماي بشكل عاد عبر كل الاتجاهات، غير أن المعني وبعد بلوغ آخر موقف قبل الوصول إلى المحطة اضطر إلى الاتصال بأحد زملائه للاطلاع على الأوضاع، وهنا صرح لنا المتحدث انه لا يريد المغامرة بلقمة عيشه ولا بسلامة المسافرين، مشيرا إلى استيائه من تصرفات بعض الأطراف السياسية التي تريد الاستثمار على حساب استقرار البلاد، ليقطع كلامه أحد المسافرين في العقد السابع مؤكدا انه يتحسر كثيرا على مصير الأجيال القادمة في ظل هذا ''التخلاط'' كما أسماه، كما ندد بالطريقة التي تغطي بها القنوات الاعلامية الأجنبية مختلف الأحداث التي تعرفها الساحة السياسية بالجزائر، واصفا إياها بالبنزين الذي يصب على النار. وعند بلوغ المحطة الحضرية لساحة أول ماي كان أعوان الأمن يحاولون جاهدين تنظيم حركة المرور وسط أعداد كبيرة من الفضوليين وأبناء الحي الذين ابدوا رفضهم لهذه التصرفات وتحويل المكان لحلبة صراع، وهو ما أكده لنا الشاب حسين الذي ابدى امتعاضه من هذه التصرفات قائلا ''لقد مللنا من التظاهرات والاحتجاجات التي تشل حركة الحي طيلة النهار، فلا احد من السكان يستطيع الخروج لقضاء حاجياته، بالإضافة إلى ركود تجارة العديد من سكان الحي في مثل هذا اليوم الذي يشهد حركة كبيرة من الزبائن''. وبالقرب من احد المقاهي بالشارع الرئيسي لحي بلكور العتيق كان لنا حديث جانبي مع عمال المحل وعدد من أصحاب المحلات المجاورة الذين اجبروا على غلق المحلات خوفا من حدوث انزلاقات، وهنا صرح لنا التجار أنهم بين المسيرة الأولى والثانية خسروا الكثير في تجارتهم مشيرين إلى أن غلق المحل أيام العطلة الأسبوعية يعني خسارة أكثر من ثلاثة أيام من العمل، من منطلق أن المدخول التجاري في مثل هذا اليوم يساوي مدخول ثلاثة أيام بالنظر إلى ارتفاع عدد الزبائن. أما صاحب المقهي الذي فضل مزاولة نشاطه بشكل عاد فأكد لنا انه يحاول الاستفادة هو الآخر من الوضع واستقطاب المترددين على الحي من الفضوليين، وهو نفس حال أحد محلات الأكل السريع وكشك الجرائد والعطور..، وتلاقت تصريحات سكان الحي عند فكرة أن الداعين لهذه المسيرات يمكن لهم تنظيمها بالولايات التابعين لها متسائلين عن رفضهم لاقتراحات الولاية التي فتحت لهم قاعات للتعبير عن رأيهم. وما يشد الانتباه بعين المكان هو الحركة الكبيرة للسيارات بالحي لمواطنين فضلوا كسر الحصار بطريقتهم الخاصة على حد تعبير احدهم، الذي لم يتوان في التنقل بسيارته وسط شوارع بلوزداد، مؤكدا أنها الطريقة الوحيدة لإظهار رفضه لمثل هذه التصرفات التي تضر باستقرار البلاد، وحتى النسوة خرجن رفقة أطفالهن لمتابعة مجريات التجمع غير المرخص في حين فضلت نسوة الحي متابعة مجريات الأحداث عبر الشرفات، وبادر شباب الحي في وقت سابق إلى كتابة عدة شعارات بمداخل الحي كتب عليها ''لا تؤذي حيي، ولا تزعج سكينتي''، مطالبين أعوان الأمن بضرورة السهر على حماية الممتلكات. من جهتهم تدخل أعيان حي بلوزداد في عدة مرات لتهدئة الشباب ودعوتهم لعدم الرد على الاستفزازات، كما عمل أعوان الأمن على تنظيم حركة مرور سيارات الأجرة والخاصة وسط الطرقات المؤدية إلى حي بالكور، مع السهر على العمل الحسن لحافلات ''ايتوزا'' بالمحطة الحضرية أول ماي التي زاولت نشاطها بشكل عاد .