تزامنت العملية الانتخابية بولاية البليدة التي جرت أمس، مع حركية دؤوبة وأجواء ربيعية، شجعت المواطنين على آداء واجبهم، حيث رغم الانطلاقة المحتشمة للعملية التي عكستها الأعداد القليلة للمواطنين من الجنسين، الذين أقبلوا على مكاتب الاقتراع الموضوعة تحت تصرفهم، إلا أن الجو العام شجع على خروج المواطنين لأداء واجبهم الانتخابي. واستقطبت العملية الانتخابية في ساعاتها الأولى، الشيوخ والعجزة الذين فضلوا أداء واجبهم الانتخابي في الصباح الباكر، لتفادي الزحمة التي قد تميز الساعات الأخيرة من العملية الانتخابية، كما هو الحال بمركز أحمد صنهاجي بعاصمة الولاية، الذي عرف في ساعاته الأولى إقبال هذه الفئة دون غيرها على مكاتب الاقتراع. كما فضلت باقي النسوة وربات البيوت، آداء هذا الواجب خلال فترة الزوال، وهو ما تمت ملاحظته في حدود منتصف النهار بمركز فاطمة طاهير المخصص للنساء، ببلدية الشفة، حيث توافدت النسوة مصحوبات بأبنائهن جماعات وفرادى. وشكل الموعد فرصة لهن للتلاقي والدردشة مع بعضهن البعض، مع الخوض في مختلف الأمور والقضايا اليومية والسياسية، وكلهن أمل في أن يتطلع البرلمانيون القادمون لانشغالاتهن و آمالهن المستقبلية. كما لوحظ بالمقاهي والساحات العمومية لمدينة البليدة، ممثلو بعض الأحزاب، وهم يحثون المواطنين على الذهاب للتصويت والإدلاء بأصواتهم، خاصة أن ذلك لن يكلفهم الكثير في ظل توفير كافة الإمكانيات البشرية والمادية للسير الحسن للعملية. وهو ما تمت ملاحظته، على سبيل المثال، بكافة المراكز الانتخابية التي، بمجرد دخولك إليه، تجد أمامك من المؤطرين من يرشدك إلى المكتب المرادف للرقم المدون على بطاقة الناخب، وسط تسهيلات أكدها ممثلو الأحزاب الحاضرون وحتى الملاحظين الدوليين. كما عرفت الشوارع والطرقات حركية دؤوبة، حيث فتحت المحلات التجارية، المقاهي والأسواق الشعبية أمام مرتاديها، لاقتناء مختلف حاجياتهم، كما هو الحال للسويقة المتواجدة بقلب باب الجزائر، حيث لوحظ توفر مختلف الخضروات، الفواكه والأسماك المعروضة أمام المواطنين الذين عبروا عن أملهم في أن يجد المنتخبون الجدد حلا لمعضلة ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية. كما لوحظ كذلك، توفر وسائل النقل الجماعية عبر مختلف الخطوط، ما شجع المواطنين على أداء واجبهم الانتخابي بكل راحة. وساعد الجو الجميل المشمس، والحركية الدؤوبة التي تعرفها الولاية، البليديين على الإدلاء بصوتهم، والتفرغ بعدها للتسوق أو زيارة الأقارب والأحباب، وتبادل بذلك أطراف الحديث حول آمال وتطلعات مختلف شرائح المجتمع-.