قال الفنان القدير محمد عجايمي في حديثه ل«المساء»، إن سبب غيابه عن الشبكة البرامجية في شهر رمضان الكريم راجع إلى عامل الزمن بالدرجة الأولى، أي ضيق الوقت بالنظر إلى الأعمال المقترحة، ولأنه لا يمكن أن يخوض أي عمل درامي أو فكاهي في ظرف قياسي، بغرض إضحاك الناس في غياب الرسائل التوعويية، مما يجعل أعماله دون المستوى ومحل نقد، فقد اقترح على المعنيين قبول الأعمال التي قدمت له من طرف التلفزيون الجزائري، مقابل أن يتم الإعداد لها لشهر رمضان المقبل.هذا من الجانب الفني، وعن يومياته خلال الشهر الفضيل، كانت لنا معه هذه القعدة. يميل محمد عجايمي في شهر رمضان إلى المكوث بالمنزل رفقة زوجته، خاصة بعد زواج كل أبنائه، حيث قال؛ «بعد ما زوّجت كل أبنائي، أصبحت أفضل البقاء بالمنزل لمؤانسة زوجتي الكريمة. وعلى العموم، أمضي وقتي في النهار بين التسوق بالأسواق الشعبية، إذ لا أحب العيش في برج عال، بل أفضل الإحتكاك بالمواطنين الذين لا يكفون عن حثي على مواصلة العطاء في المجال الفني الذي أعشقه حتى النخاع، وبعد عودتي إلى المنزل، أقسم وقتي بين قراءة بعض الكتب التي أشتريتها خصيصا لأشغل بها وقتي في رمضان، كما أتابع بعض الأعمال التلفزيونية التي تعرض بمختلف المحطات وبعض الفضائيات، وأتصفح مواقع بعض الأخبار لأكون ملما بما يحدث من حولي. وحول طبقه المفضل، علق قائلا؛ «ليس هناك طبق معين بالذات، لأن كل ما تعده زوجتي الفاضلة يعد بالنسبة لي طبقا مفضلا، فهي طباخة ماهرة، لذا يصعب عليّ تفضيل طبق عن آخر. وجاء على لسان محدثنا أنه يميل بعد الإفطار إلى البقاء في المنزل لاستقبال أبنائه وأحفاده في جو يسوده الدفئ، كما يقوم أحيانا بتلبية دعوات بعض الأصدقاء، الأحباب والأقارب لتقوية صلة الرحم. وفي رده عن سؤال «المساء» حول ما إذا كان الصيام في هذه الأجواء الحارة لا يؤثر فيه، علق قائلا؛ «حر جهنم ولا حر الإنسان». واستطرد قائلا؛ أتعجب من الذين يصبون غضبهم على الزمن، متناسين في ذلك بأن كل شيء في هذه الدنيا مفصل تفصيلا، وهو ما جاء في كتاب المولى عز وجل بعد بسم الله الرحمان الرحيم «... والسماء رفعها ووضع الميزان ...»، ومن ثم، ينبغي على المواطن الجزائري أن يعود نفسه على التأقلم مع جميع الأحوال، مع تجنب التذمر. ومن أكثر الأمور التي تزعج عجايمي عقب حلول شهر رمضان من كل سنة هي ظاهرة الجشع، حيث قال؛ «يحز في نفسي كثيرا أثناء تجولي بالأسواق ما نعيشه في شهر، يُفترض أن يكون شهرا للتآزر والتراحم، إذ أقف على مظاهر الجشع وحب المال التي فاقت كل التصورات، وفي بعض الأحيان، أتساءل؛ أين الجهة المكلفة بقمع مثل هذه الظواهر التي نعيشها سنويا في شهر رمضان، هذا من جهة، ومن ناحية أخرى، يقلقني الاعتقاد السائد لدى البعض، بأن شهر رمضان هو شهر الأكل، الشرب والتبذير، لا شهر الطاعة وفعل الخير، بدليل أن الكل يتحول إلى ضخ الأسواق بما لذ وطاب من المأكولات على اختلاف أنواعها ومصادرها. وفي الأخير، ما عساي إلا أن أقول كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ «الراحمون يرحمهم الرحمان تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».