دقت المجموعة الدولية أمس، ناقوس الخطر إزاء العواقب الوخيمة للارتفاع المذهل لعدد اللاجئين في كل مناطق العالم وبما اصبح ينذر بكوارث إنسانية في ظل النقص المستفحل في مساعدات الدول المانحة للتصدي لهذه الظاهرة المستعصية. وطالبت العديد من المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان حكومات مختلف الدول بمناسبة ذكرى اليوم العالمي للاجئين الذي صادف احياءه نهار أول أمس، بتحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الذين فاق عددهم 37 مليون لاجئ و30 مليون نازح بسبب الصراعات والحروب الاهلية الى غاية نهاية السنة الماضية. وقال انطونيو غوتيراس مفوض الأممالمتحدة للاجئين في تصريح صحفي، ان العالم اصبح يواجه منذ قرابة السنتين" عددا من التحديات العالمية التي يمكن أن تزيد مستقبلا من النزوح القسرى للسكان في مختلف مناطق العالم" . وعدد المسؤول الأممي من بين هذه التحديات حالات الطوارئ ذات الصلة بالصراعات في المناطق الساخنة في العالم والانظمة الديكتاتورية بالاضافة الى الانعكاسات السلبية المباشرة للتغيرات المناخية على افقر مناطق العالم والتي دفعت بملايين البشر الى النزوح ومغادرة مناطقهم الاصلية في ظروف مأساوية. وكذا ارتفاع اسعار المواد الاستهلاكية والذي مس بشكل لافت السكان ذوي الدخل المحدود وحتى المتوسط مما أدى الى اندلاع مظاهرات واحتجاجات كثيرا ما تحوّلت الى ثورات شعبية ضد الجوع في كثير من الدول الفقيرة وخاصة في افريقيا. وقال غوتيراس في هذا الشأن، أن عدد اللاجئين والنازحين في داخل بلدانهم الذين تكفلت الوكالة الدولية للاجئين بمساعدتهم ارتفع إلى 5.2 مليون شخص العام الماضي فقط بسبب عدم الاستقرار في مناطق الصراعات. واضاف ان دولا مثل كولومبيا والعراق وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا لديهم أكبر عدد من النازحين في بلادهم. وأرجع اسباب ارتفاع عدد اللاجئين خلال العام الماضي بوجه خاص إلى الوضع المتفجر في العراق بسبب الاحتلال الامريكي والحرب الطائفية غير المعلنة هناك. وامام استمرار تدهور الاوضاع الامنية والانسانية وارتفاع عدد اللاجئين والنازحين في العالم وغياب اية مؤشرات لانفراج قريب حذرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة من الارتفاع المتواصل لأسعار النفط والمواد الغذائية وأكدت ان ذلك سيجعل شعوب الدول الفقيرة ستخرج من منازلها بحثا عن مواد غذائية تقتات بها. واشارت المفوضية الى ان تراجع المعروض العالمي من النفط في الاسواق العالمية والمواد الغذائية كان له انعكاس مأسوي على الشعوب الفقيرة وحالة عدم استقرار ونزاعات في عدة مناطق وهو ما ادى الى ارتفاع عدد اللاجئين. ومن العوامل التي ساهمت في زيادة عدد اللاجئين حول العالم حسب اللجنة العليا للاجئين التابعة لمنظمة الاممالمتحدة الحرب فى العراق وافغانستان بالاضافة الى الازمات الغذائية والمناخية، فقد ارتفع عدد ضحايا الصراعات الداخلية من 24.4 مليون لاجئ في عام 2006 الى 26 مليونا العام 2007 منهم 13.7 مليون حصلوا على مساعدات مالية من قبل المنظمة الدولية . ووصل عدد اللاجئين من الافغان الى 3.1 مليون يعيشون فى باكستان وايران، فيما يصل عدد اللاجئين من العراقيين الى 2.3 مليون يعيشون فى سوريا والاردن و552 ألف لاجىء كولومبي و523 ألف لاجىء سوداني و457 ألف صومال و376 ألف بوروندي. وتعد فلسطين من بين الدول التي تعاني من تفاقم هذه الازمة وبطريقة مباشرة حيث أكد لوءى شبانة رئيس الاحصاء الفلسطيني، على وجود اكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني حول العالم، مشددا على ان "قضية اللاجئين تشكل جوهر القضية الفلسطينية" . واضاف "إن المأساة الانسانية التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948 كانت لها إنعكاسات مدمرة بعد أن طرد ونزح من الاراضي التي استولت عليها اسرائيل حوالي 957 الف فلسطيني، حسب تقديرات الأممالمتحدة عام 1950". وأوضح أن"عدد المخيمات الفلسطينية الرسمية التي تعترف بها وكالة "الغوث الاونروا" في الأراضي الفلسطينية والدول العربية بلغ 58 مخيما تتوزع بواقع 12 مخيما في لبنان و10 مخيمات في الأردن و9 مخيمات في سوريا و27 مخيما في الأراضي الفلسطينية موزعة بواقع 19 مخيما في الضفة الغربية و8مخيمات في قطاع غزة". ومن أجل التخفيف من أزمة اللاجئين الفلسطينيين قررت المفوضية الأوروبية زيادة المساعدات المخصصة لهم بمخيم نهر البارد شمال لبنان إلى 28 مليون يورو. وقالت بنيتا فريرو المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية وسياسة الجوار والتي ستشارك في المؤتمر الدولي للدول المانحة لإعمار مخيم نهر البارد المقرر عقده يوم غد بالعاصمة النمساوية فيينا، إن المفوضية تعد من أكبر المانحين للاجئين الفلسطينيين في لبنان حيث تواصل الحوار البناء مع السلطات اللبنانية في هذا الشأن في نطاق سياسة الجوار الأوروبية.