استلهم المخرج عبد الحميد قوري، موضوع مسرحيته الجديدة “في انتظار المحاكمة” من أحداث عاشها الشارع في مدينة عنابة، وتروي أجواء العدالة داخل مستنقع به أشخاص غرباء يتقاتلون من أجل لاشيء، وأضاف المخرج في حديث ل"المساء”، أن هذه الصورة مأخوذة من محكمة عنابة المحاطة بالمتشرّدين والفقراء والبؤساء وهي مظاهر غريبة ومنها صنع مشاهد المسرحية، وأكد أنه قام بتعديلات في نص المسرحية الذي كتبه محمد بورحلة، فركز على قراءات أخرى بإمكانها أن تعطي رسالة هادفة للمجتمع الجزائري. وقال قوري أن السينوغرافيا التي قدمها يحيى بن عمار في المسرحية متميزة، إذ ركز على بعض العناصر الأساسية المحركة للمشهد منها استحداث مستنقع به مياه راكدة داخله يوجد أشخاص لباسهم رث ومعيشتهم من القمامة، ويجزم المخرج أن السينوغرافيا والموسيقى وحدهما كانتا كافيتين لتوضيح الصورة والفكرة للمتفرجين. للإشارة، قدم مؤخرا المسرح الجهوي “عزالدين مجوبي” العرض الشرفي لمسرحية “في انتظار المحاكمة” عن نص محمد بورحلة إخراج عبد الحميد قوري، حيث صنعت هذه القطعة التميّز والفرجة لأنها تنقل معاناة أشخاص يعيشون داخل مستنقع وينتظرون من العدالة أن تنصفهم من أجل العيش الكريم والتخلص من الفوضى وحياة البؤس، وأمام غياب القانون يبقى المتشردون يتقاتلون من أجل لاشيء، وقتها تدخل امرأة للمستنقع، حيث يظنّ الجميع أنها قاضية، فيتقاتل الجميع لأجل طرح معاناتهم عليها، إلا أنها توضح الصورة في النهاية لتخبرهم أنها عاملة نظافة ودخلت المستنقع من أجل تطهيره، ثم تسألهم “ماذا تنتظرون؟” فيردون أنهم يترقبون قدوم العدالة فتجيبهم اليوم نهاية الأسبوع والعدالة لا تفتح أبوابها وعليه فإن أحلامهم مؤجلة لإشعار آخر.