تواصل جمعية الإرشاد والإصلاح نشاطاتها الخيرية المتنوعة، حيث سجلت حضورا قويا نهاية الأسبوع الفارط من خلال قيامها بتزويج 15 زوجا ومساعدة 3 فتيات على اتمام نصف دينهن من بلدية الكاليتوس ضمن مخططها الرامي الى تزويج 1500 عريس وعروسة في 2008 عبر كامل ولايات الوطن. ففي أجواء من الود والصفاء والتآخي اجتمع منظمو الحفل والحضور والعرسان الذين ارتدوا البدلة السوداء وربطة العنق الحمراء، والابتسامة لا تفارق محياهم حيث تخلل العرس طلعة أناشيد أدتها فرقة "الندى" التي اختارت أناشيد خاصة بالأفراح والصلاة على المصطفى، كما تم توزيع وصولات استلام الأثاث للعرسان، الى جانب عرض المسرحيات والسكاتشات. وعلى هامش الحفل تحدثنا الى السيد وليد محمد رئيس مكتب بلدي للجمعية حول هذا العرس والتحضير فقال "تعتبر هذه المبادرة الأولى من نوعها ببلدية الكاليتوس حيث قمنا بإعلان المساعدة للمقبلين على الزواج وفق شروط معينة انطلاقا من شهر مارس. وقد وصلنا 41 ملفا وبعد دراستها والقيام بالتحقيقات المطلوبة حول استيفاء الشروط وهي أن الشخص المتقدم بالملف فعلا محتاج وأن أجره لا يتعدى 10 آلاف دينار، وأن تقدم لهم مساعدتين من ثلاث، وهي لوازم العرس، الأثاث، مهر العروس المتراوح بين 40.000دج و45.000دج. وبعد التصفيات والنظر الى الملفات المستعجلة تم تزويج 15 شابا ومساعدة 3 فتيات على إتمام نصف دينهن، والعملية لا تزال متواصلة الى غاية شهر أوت المقبل. وخلال حفل الزفاف هذا قدمت وصولات غرف النوم للعرسان، علما أنه تم تحديد مبلغ 90000دج لكل عريس. وخلال وجودنا هناك شد انتباهنا أحد العرسان الذي أراد أن يظهر بشكل مختلف.. فقد جلس وسط أصدقائه بقميصه الأبيض، "أحمد" 46 سنة حارس لم تسعه الدنيا فرحا بدخوله القفص الذهبي خصوصا أن العمر قد تقدم فعلا به قال لنا "إنها مبادرة رائعة وأتمنى أن يكون هناك دعم حكومي للشباب وأن تمس مثل المبادرات 48 ولاية من الوطن للتخفيف من مشكل العزوبية المفروضة والعنوسة". ويواصل محدثنا قائلا "لقد شجعني أصدقائي كثيرا على وضع الملف بقولهم أن دار الحلال يسهل الله عز وجل فيها... أنا من جهتي قلت لشريكة حياتي أنها ستعيش الى جانبي حياة بسيطة لكن سعيدة إن شاء الله". وأكد السيد عيسى بن الأخضر رئيس الجمعية أن سلسلة الزواج الجماعي عبر ولايات الوطن لا تزال متواصلة وأن المحطة القادمة ستشهدها بلدية العفرون من خلال تزويج 20 زوجا، مشيرا الى أنه تم تزويج حوالي 700 شخص من 1500 وأضاف محدثنا أن الهدف من هذه العملية هو محاولة التخفيف على الفقراء ومساعدة الشباب على الزواج للتقليل من نسبة العنوسة. وعن المشاريع المستقبلية التي تحضرها الجمعية قال الأستاذ بن عيسى "نحن نسعى لتكريم الطلبة الناجحين في شهادة البكالوريا عبر العديد من ولايات الوطن، لدينا جملة من المشاريع الرمضانية الدينية والترفيهية التربوية وكذا جائزة الشيخ عطية للقرآن الكريم التي ستحتضنها ولاية الجلفة، إضافة الى مؤتمر حول اليوم العالمي للفقر والذي سنحاول من خلاله تسليط الضوء على كيفية محاربة الفقر والتعامل مع الاقتصاد المنزلي، وكذا مشروع محاربة المخدرات والمهرجان الدولي الفني الثاني، الى جانب المخيم الصيفي الذي سيحتضن من 200 الى 250 طفلا بمستغانم".
