في الوقت الذي تم تدشين مسجد باسم العلامة الجزائري الشيخ عبد الحميد ابن باديس في الهند اعترافا بدور صاحب النهضة ورائد الفكر وما قدمه للدين وللأمة، ما يزال الناس عندنا في ضلالهم الذي حاربه الشيخ، وإن أثمر ما زرعه شيخ النهضة في دول بعيدة، فإن غلته هنا تكاد تيبس بسبب العقلية المتحجرة، التي ما تزال تؤمن بالخرافة وتؤمن بالغول، ما جعلنا عبيدا لبعضنا البعض، وصنعنا ذلنا بأيدينا، فالمساجد التي جعلها الشيخ قبسا ينير بالعلم، خرجت عن إطارها، والمنبر صار لمن هب ودب يقول الامام فيه ما يريد وما يشاء، حتى أن صلاة الجمعة بسبب ضآلة محتواها صارت تبعث على النوم لدى القوم، وبعد الصلاة، الكل يحمل حذاءه أو خفه ويفر بسرعة، وكأن صلاته أمرا محتوما وملزم بها دون إرادة منه، ولأن الجهل ضرب طولا وعرضا في البلاد، فإن الناس من يأسهم من المستشفيات وما يعانونه من ظلم وسوء معاملة لا يتضرعون إلى الخالق من أجل الشفاء، ولكنهم يتجهون بالدعاء للقبب والتبرك بالموتى، والعادات التي قضى عليها الشيخ في الثلاثينات عادات في 2016، وصارت الدروشة والسحر دينا، وصار الرويبضة مفتيا يتحدث في شأن العامة، ومن له علم ويحمل رسالة صار بين الناس كأنه جاهل، وصراحة لا أعرف ما السر الذي يجعل بلاد مثل الجزائر تستهلك كل الأفكار السيئة التي تأتيها من وراء البحر من خرافة وزندقة ولا تتقبل فكر ابن باديس ومالك ابن نبي والفيلسوف حمودة بن ساعي والبشير الابراهيمي وغيرهم الذي تبحث بعض الأمم عن مراجعهم وتعتمد على علومهم وتلقنها للأجيال جيل بعد جيل، وما زلنا نحن نكفر بالنعمة ونبحث عن مرجعية فكرية من خلف البحر، بل نسعد حين نهين أنفسنا بتبني افكار غير افكارنا