كان يا مكان في سالف العصر والأوان حاكم عربي اخرج سيفه من غمده، وركب فرسه، وقال لملك الروم حين اعتدى بالضرب جنده على امرأة مسلمة "سآتيك بجند أوله عندك وآخره عندي" هذه الحكاية الحقيقة التي تحكيها ألسن الشيوخ والجدات ما زالت راسخة في أذهاننا مثلها مثل حكايات المروؤة والبطولة التي تميز بها حكام العرب قديما، أما في المستقبل فتحكي بنات اليوم وجدات الغد عن حاكم عربي، فتقول كان يا مكان في سالف العصر والآوان،حاكم عربي اسمه القذافي وحاكم عربي اسمه بشارالأسد وحاكم عربي اسمه حسني مبارك،خرجت شعوبهم تطالب بالحرية والكرامة، فأخرجوا لهم الجيوش وعاثوا فيهم قتلا، فاغتاظ الشعب وانقلب على السلطان وحوكم السلطان وأعدم السلطان ومات السلطان،حينها سيلعن الجيل القادم أجداده الحكام، كما يحمد الجيل هذا حكامه الصالحين، ترى ما الذي كان يحدث لو أن بشار الأسد وزين العابدين والقذافي حكموا بالعدل، هل كان حسني مبارك سيخرج للتقاعد مرتاح الضمير يودعه شعبه بالدموع كما ودع شعب ماليزيا رئيسه مهاتير محمد حين قررالاستقالة والتفرغ للعبادة، لقد خسر الكثير من الحكام العرب أنفسهم وحتى وان ماتوا ستحل عليهم لعنة التاريخ ولعنات الأجيال القادمة، في الوقت الذي كان يمكن لهم ان يدخلوا التاريخ من أوسع أبوابه لو أرادوا ذلك .