"إخوان سوريا" ينتقدون مؤتمر الحوار الوطني في طهران أكد علي صدر الدين البيانوني، نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين السورية، أن المعارضة لم تتلق أي دعوة لحضور مؤتمر "الحوار الوطني السوري" الذي استضافته طهران الأحد الماضي. وكان البيان الختامي للمؤتمر، الذي عقد على مدى يومين، بمشاركة ممثلين عن الحكومة والمعارضة السورية في الداخل، دعا إلى تشكيل لجنة لمتابعة الحوار الوطني السوري، تتولى إعداد التحضيرات اللازمة للاجتماع المقبل للحوار في دمشق. وصرح البيانوني لوكالة الأناضول للأنباء أن "الائتلاف الوطني السوري والمجلس الوطني لم يشاركا، وهما يضمان أغلب أطياف المعارضة"، متسائلا "مع أي معارضة تحاورت إيران؟"، مؤكدا أن أغلب المشاركين هم رجال النظام، وقال متهكما "يبدو أنهم تحاوروا مع أنفسهم هناك". ووصف البيانوني الخطوة الإيرانية ب "المفلسة"، مضيفًا: "هي محاولة عبثية للدخول في الشأن السوري بعد أن بات انهيار النظام وشيكًا". وتوقع البيانوني "اقتراب فصل الختام في الأزمة السورية، بعد التقدم العسكري الذي أحرزه الثوار، والتقدم السياسي الذي تمثل في اتفاق أطياف المعارضة خلف الائتلاف الوطني السوري" على حد قوله. كما أكد مشاركون سوريون في مؤتمر الشراكة للاستثمار في سورية المستقبل، الذي ينطلق في دبي، تحت رعاية وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد آل نهيان، بحضور نخبة من صناع القرار وأكثر من 400 من قادة رجال الأعمال السوريين والعرب وشركات كبرى، عزمهم استثمار نحو مليار دولار بمشاريع في قطاعات مختلفة، مشددين على أن إعادة بناء سورية ستكون بأيدي أبنائها وهو مشروع مستقل. وأكد المنسق العام لمجموعة عمل عن اقتصاد سوريا، أسامة القاضي، في تصريحات لصحيفة الحياة، أن البلد الذي دمرت الأحداث الجارية جزءاً كبيراً من اقتصاده، يحتاج إلى استثمارات بقيمة 60 مليار دولار على الأقل خلال الأشهر الستة الأولى من إعادة بنائه. وأشار إلى أن الملتقى يأتي تعبيراً عن وقوف مجتمع المال والأعمال مع الشعب السوري في محنته، وثقته في ان سورية ستنهض من محنتها، وأن رجال الأعمال جاهزون لإعادة الإعمار والاستثمار في سورية فور رحيل النظام. وأكد القاضي أن الكثير من الشركات الإماراتية والغربية عبّرت عن نيتها الاستثمار في سورية، كما عبّرت اليابان عن نيتها استكمال مشاريعها في سورية بعد عودة الأمن. وتوقع أن تقوم الدول الأوروبية التي كانت تنفذ أكثر من 50 مشروعاً في سورية باستكمالها أيضاً. وعن سبب عقد المؤتمر في الإمارات، أشار القاضي الى إن الإمارات تعتبر رئيسة المحور الرابع المختص بمساهمة القطاع الخاص في تنمية اقتصاد سورية، لذلك من الطبيعي أن يقوم هذا الملتقى الفريد من نوعه على أرض دبي التي تعد أهم مركز لرجال الأعمال في الشرق الأوسط. وأكد وجود إعلان نوايا للاستثمار في سورية من قبل رجال الأعمال السوريين في الخارج فقط، بأكثر من بليون دولار في مجالات الإسكان ومواد البناء والمقاولات وإعادة الإعمار والقطاعات الصحية وإعادة التصدير وصناعة النسيج والصناعة الغذائية. لكن الأهم بالنسبة للقاضي، هو أن رجال الأعمال السوريين والصناعيين الذين لديهم مصانع وأعمال واستثمارات تقدر ببلايين الدولارات، كانت مسؤولة عن تشغيل أكثر من مليوني عامل، وكانت توقفت بسبب الأحداث الجارية في سورية، عبروا عن نيتهم العودة إلى العمل فور عودة الأمن. وأكدت منسقة المحور الرابع حول دور القطاع الخاص في دعم الاقتصاد السوري، فرح الأتاسي، ان مشروع اعادة اعمار سورية هو بمثابة خطة مارشال سورية ومشروع وطني سوري مستقل انطلق لحماية الدولة بعيداً من التجاذبات السياسية والوصايات الدولية.