وسط ترقب الدوري السعودي.. ميلان يضع بن ناصر على لائحة البيع    حنكة دبلوماسية..دور حكيم ثابت وقناعة راسخة للجزائر    أكنّ للجزائر وتاريخها العريق تقديرا خاصا..وكل الاحترام لجاليتها    مهرجان عنابة..عودة الفن السابع إلى مدينة الأدب والفنون    إبراز البعد الفني والتاريخي والوطني للشيخ عبد الكريم دالي    التراث الثقافي الجزائري واجهة الأمة ومستقبلها    مطالبات بتحقيقات مستقلّة في المقابر الجماعية بغزّة    تقرير دولي أسود ضد الاحتلال المغربي للصّحراء الغربية    استقالة متحدّثة باسم الخارجية الأمريكية من منصبها    تكوين 50 أستاذا وطالب دكتوراه في التّعليم المُتكامل    ثقافة مجتمعية أساسها احترام متبادل وتنافسية شريفة    العاصمة.. ديناميكية كبيرة في ترقية الفضاءات الرياضية    حريصون على تعزيز فرص الشباب وإبراز مواهبهم    وكالة الأمن الصحي..ثمرة اهتمام الرّئيس بصحّة المواطن    تحضيرات مُكثفة لإنجاح موسم الحصاد..عام خير    تسهيلات بالجملة للمستثمرين في النسيج والملابس الجاهزة    المسيلة..تسهيلات ومرافقة تامّة للفلاّحين    استفادة جميع ولايات الوطن من هياكل صحية جديدة    قال بفضل أدائها في مجال الإبداع وإنشاء المؤسسات،كمال بداري: جامعة بجاية أنشأت 200 مشروع اقتصادي وحققت 20 براءة اختراع    الشباب يبلغ نهائي الكأس    بونجاح يتوّج وبراهيمي وبن يطو يتألقان    خلافان يؤخّران إعلان انتقال مبابي    بعد إتمام إنجاز المركز الوطني الجزائري للخدمات الرقمية: سيساهم في تعزيز السيادة الرقمية وتحقيق الاستقلال التكنولوجي    سوناطراك تتعاون مع أوكيو    الأقصى في مرمى التدنيس    حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي    غزّة ستعلّم جيلا جديدا    جراء الاحتلال الصهيوني المتواصل على قطاع غزة: ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى 34 ألفا و356 شهيدا    الأمير عبد القادر موضوع ملتقى وطني    باحثون يؤكدون ضرورة الإسراع في تسجيل التراث اللامادي الجزائري    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    بن طالب: تيسمسيلت أصبحت ولاية نموذجية    هذا آخر أجل لاستصدار تأشيرات الحج    المدرب أرني سلوت مرشح بقوّة لخلافة كلوب    جامعة "عباس لغرور" بخنشلة: ملتقى وطني للمخطوطات في طبعته "الثالثة"    "العميد" يواجه بارادو وعينه على الاقتراب من اللّقب    مدرب مولودية الجزائر باتريس يسلم    أمن دائرة عين الطويلة توقيف شخص متورط القذف عبر الفايسبوك    سيدي بلعباس : المصلحة الولائية للأمن العمومي إحصاء 1515 مخالفة مرورية خلال مارس    أحزاب نفتقدها حتى خارج السرب..!؟    مشروع "بلدنا" لإنتاج الحليب المجفف: المرحلة الأولى للإنتاج ستبدأ خلال 2026    بطولة العالم للكامبو: الجزائر تحرز أربع ميداليات منها ذهبيتان في اليوم الأول    حوالي 42 ألف مسجل للحصول على بطاقة المقاول الذاتي    هلاك 44 شخصا وإصابة 197 آخرين بجروح    حج 2024 :استئناف اليوم الجمعة عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    الجزائر العاصمة.. انفجار للغاز بمسكن بحي المالحة يخلف 22 جريحا    من 15 ماي إلى 31 ديسمبر المقبل : الإعلان عن رزنامة المعارض الوطنية للكتاب    المهرجان الوطني "سيرتا شو" تكريما للفنان عنتر هلال    شهداء وجرحى مع استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة لليوم ال 202 على التوالي    إستفادة جميع ولايات الوطن من خمسة هياكل صحية على الأقل منذ سنة 2021    السيد بوغالي يستقبل رئيس غرفة العموم الكندية    حج 2024: آخر أجل لاستصدار التأشيرات سيكون في 29 أبريل الجاري    رئيس الجمهورية يترأس مراسم تقديم أوراق اعتماد أربعة سفراء جدد    خلال اليوم الثاني من زيارته للناحية العسكرية الثالثة: الفريق أول السعيد شنقريحة يشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي    شلغوم العيد بميلة: حجز 635 كلغ من اللحوم الفاسدة وتوقيف 7 أشخاص    الدعاء سلاح المؤمن الواثق بربه    أعمال تجلب لك محبة الله تعالى    دروس من قصة نبي الله أيوب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الأمة العربية" تكشف سر أضرحة آل البيت بسوريا
قبور وهمية وتجارة تدر الملايير
نشر في الأمة العربية يوم 29 - 08 - 2009

الكثيرون لا يعرفون أن سوريا هي من أكثر البلاد الإسلامية احتضانا للمقامات والمشاهد المنسوبة لآل البيت النبوي، فقد أحصى المؤرخون في أنحائها 49 مقاما ومشهدا أغلبها في دمشق ثم في حلب وباقي المدن والمناطق السورية. ورغم أن معظم هذه القبور وهمية، إلا أن زوارها بالملايين، حتى راجت ما تعرف باسم تجارة الأضرحة التي تدر الملايير على القائمين عليها.
حيث أن هذه المزارات تشهد طوال أيام السنة إقبالا كبيرا من جموع الزائرين الذين يقومون بدورهم بإلقاء الأموال فوق هذه الأضرحة اعتقادا منهم بأن ذلك سيجلب لهم "البركة".
وفي العاصمة السورية دمشق يوجد بها 20 ضريحا، وفي مدينة حلب يوجد 07أضرحة، وفي مدينة اللاذقية 04، وفي مدينة حماه 04، وفي حمص 03، وفي مدن الجزيرة "ميافارقين، صفين، بالس، الرقة، نصيبين يوجد 11 ضريحا، والعدد الأكبر من هذه المشاهد منسوب لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه، حيث يوجد 11 ضريحا باسمه، ثم الإمام زين العابدين الذي يوجد باسمه أربعة أضرحة، ثم لبقية آل البيت لكل واحد منهم مقام.
وإزاء هذه الكثرة من المشاهد تبرز الملاحظات الآتية:
أولا: إن عددا من الأضرحة والمراقد المنسوبة إلى بعض الرجال والنساء من آل البيت لم تثبت صحة نسبتها إليهم، فيكون حالها كحال المشاهد التي بنيت تبركا لإقامة بعضهم العابرة محلها، أو لظهور "كرامات" لهم في هذه الأمكنة كما يورد ويؤكد المؤرخون.
ثانيا: إذا كان بعض هذه المشاهد قد حظي بعناية المؤرخين ومتابعتهم لما مر عليها من تغييرات، فإن بعضها يكاد لا نعرف عنه شيئا، لأن المصادر لم تذكره إلا بإشارات عابرة كمشاهد أهل البيت في مدن الجزيرة السورية.
ثالثا: هناك مشاهد تغيرت أسماؤها مع الأيام ولم يعد أحد يعرفها إلا من خلال الكتب كبعض مشاهد آل البيت في المسجد الأموي.
رابعا: هناك مشاهد أزيلت من الوجود بسبب عمليات التوسع العمراني كمشاهد الأحمر وباب الجنان ومسجد غوث في حلب.
ومن خلال بحثنا عن حقيقة المقامات والمشاهد المنسوبة لأهل البيت في سوريا نريد أن نقف على الحقيقة، وان كان ذلك لا يغير من حديث رسول الله "ص": "فزوروا القبور فإنها تزهّد في الدنيا وتذكّر بالآخرة"، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور البقيع وشهداء أُحد ويبكي ويبكي من حوله، وكذلك كانت فاطمة رضي الله عنها تزور قبر عمها حمزة وتقبله، وكانت تزور قبور الشهداء بين اليومين والثلاثة، فتصلي هناك وتدعو وتبكي.
وإذا كانت النصوص الإسلامية التي تؤكد مشروعية زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسائر قبور الصالحين والمؤمنين كثيرة وثابتة بأدلة مأخوذة من الكتاب والسنة وإجماع المسلمين والعقل، فإن هناك من زعم أنها لون من ألوان الشرك، حيث حرم كل زيارة للقبور مهما كان صاحبها، حتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بين الفقهاء من كل المذاهب الإسلامية أن هذا التفكير استند إلى روايات غير دالة على مطلوبة، وإلى وجوه استحسانية لا قيمة لها في الاستنباط الفقهي، ومحاذير يدعى أنها تترتب على زيارة القبور وهي غير واردة إطلاقا.
لكن هذه الزيارة حددها الشرع بمعايير معينة، ولا يجوز أن تحدث بعض التجاوزات التي نراها اليوم، مثل العويل وشق الجيوب وما شابه أمام القبور.
"الباب الصغير" هو أحد أبواب سور دمشق القديمة الذي كان قائما في عهد الدولة الأموية، وكان يقع في الجهة الجنوبية الغربية من السور، وهو يسمى اليوم باب الشاغور، في حين أن السور لم يعد قائما، ومنذ ذلك الوقت أقيمت مقبرة مقابل هذا الباب خارج السور سميت باسمه، وهي من أكبر مقابر دمشق وأشهرها، وقد أصبحت اليوم مع التوسع العمراني تتوسط المدينة تقريبا، ومدخلها الرئيسي يتفرع من شارع ابن عساكر عند نقطة باب مصلى ولها مداخل أخرى، وما إن تقترب منها حتى تمتد أمام ناظريك مساحة واسعة من الأرض يحيط بها سور طالته عناية حديثة، وفي داخلها تلتصق آلاف القبور التي تشكل شواهدها غابة كثيفة من الألواح الرخامية أو الإسمنتية المرقمة، وفي مقدمة المقبرة عند المدخل لجهة الشرق ترتفع مقامات ومشاهد متقنة البنيان متقاربة الشكل ذات قباب مجللة باللون الأخضر يغلب عليها عند عامة الناس تسمية مقبرة السبايا، وتنسب هذه المقبرة إلى عدد من نساء أهل البيت وخاصة سبايا نكبة كربلاء، وكذلك إلى عدد من الهاشميين، كما تضم أضرحة بعض زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وبعض الصحابة والتابعين، وفي مقابل المدخل الرئيسي يقوم منفردا مقام رؤوس شهداء كربلاء رضي الله عنهم.
ويبعث منظر المقبرة الكبيرة التي تحيط بها أبنية قديمة وحديثة كما يطل عليها جبل قاسيون من بعيد على التفكر بجلال الموت ومهابته، كما يوحي بحضور التاريخ الذي يلقي بظلاله عليها، ولا يخلو الأمر من راحة للنظر الذي يجمع معا كل تلك الصورة للطبيعة ومدينتي الأحياء والأموات المتراميتين.
قبل الجولة الميدانية على مشاهد ومراقد هذه المقبرة وخاصة ما ينسب منها إلى أبناء وأحفاد وسيدات أهل البيت، نستعيد باختصار بعض الوقائع التاريخية التي كانت سببا في وجودها وإقامتها، وجعلها مقصدا للمحبين والزوار والذين تعج بهم هذه المشاهد الشريفة وخاصة في مواسم الزيارات المعروفة.
فبعدما حدثت نكبة كربلاء في العاشر من محرم سنة 61ه، بفصولها المعبرة والمريعة واستشهد الإمام الحسين وجميع أصحابه، وفيهم سبعة عشر شهيدا من سلالة النبي صلى الله عليه وسلم، جاء الأمر من صانع هذه المأساة يزيد بن معاوية في الشام إلى منفذها عامله في الكوفة عبيد الله بن زياد بتسيير رأس الحسين ورؤوس الشهداء التي احتزت، وكذلك سبايا أهل البيت من النساء والأطفال إلى الشام، بطريقة تظهر الشماتة بهم، وتبين ما حققه هو من نصر مزعوم، وهكذا بعد عرض الشماتة والانتصار الذي أقامه عبيد الله في الكوفة والذي ارتد عليه عارا ومهانة أمام أهلها بعد استفاقتهم من هول ما فعلوا بذرية النبي صلى الله عليه وسلم، كلف أولا زحر بن قيس في جماعة من أهل الكوفة بأخذ رأس الحسين ورؤوس ستة عشر من آله وأصحابه إلى دمشق، حيث حملوها على رؤوس الرماح وساروا بهم قبل السبايا، ثم بعد ذلك كلف بعض قادة جيشه الموغلين في الإجرام والسفه أمثال عمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن وخولي بن يزيد وسنان ابن أنس وغيرهم بموافقة السبايا، ومعهم العليل الإمام علي بن الحسين فحملوهم على الأقتاب، وما لبث موكب السبايا أن التحق بموكب الرؤوس في الطريق الذي يبتدئ من الكوفة متجها إلى الشمال مارا ببغداد ثم تكريت ثم الموصل، ثم ينعطف غربا إلى تل أعفر وسنجار حتى نصيبين وعين الوردة، ثم يمر من الرقة ومسكنة حتى حلب، ثم ينحني إلى الجنوب مارا بقنسرين وكفرطات وشيزر وحماة وحمص ثم جوسية ثم بعلبك حتى دمشق.
وقد قصد يزيد من تطويل وتكثير تعرجات الموكب المرور بأكبر عدد من المدن والبلدان لإعلام أهلها بالنصر الذي تحقق ليزيد على الحسين وإظهار فرح الناس بذلك، ولكن الأمر تحول فيما بعد عكس ما أمل يزيد وزبانيته حيث وفي كل مدينة دخلها رأس الحسين والسبايا وفي كل محطة وضعوا فيها، تحول ذلك الموضع الذي ظهرت فيه كرامات إلى مزار ومقام ما زال محلا للتقديس حتى اليوم.
ولما اقترب موكب الرؤوس والسبايا من دمشق خرج يزيد لملاقاته عند ثنية العقاب، وقد أمر بعدم دخولهم المدينة حتى يتم تزيينها لإقامة الأفراح بالانتصار على سيد شباب أهل الجنة، ولذلك جيء بالرؤوس والسبايا إلى مقبرة باب الصغير حيث كانت مكانا مناسبا لإنزالهم، لأنه عبارة عن منطقة حصى وحجارة وليس فيه أي بنيان وسكن، فبات السبايا هناك ثلاثة أيام، ولذلك فإن ما ينسب هناك من مراقد للسبايا، إنما هي في الأغلب مشاهد وليست قبورا لهم مثل مشهد سكينة وأم كلثوم، إذ ليس هناك أي سند تاريخي يشير إلى وفاة هاتين السيدتين أثناء وجود السبي في دمشق، أو يشير إلى رجوعهما فيما بعد، وما تعظيم هذه الأمكنة في نظر المحبين لأهل البيت وإقامة المشاهد فيها إلا بسبب نزول السبايا وإقامتهم المؤقتة فيها، وهم في حالة من الاضطهاد والظلم تقرح الأكباد.
ثم بعدما أقيمت مراسم الفرح والابتهاج من قبل الأمويين أذِن للسبايا والأطفال ومعهم الإمام زين العابدين بدخول دمشق ومجلس يزيد، ثم أسكنوهم بعد ذلك في خربة شمالي شرق المسجد الأموي عند باب الفراديس، فباتوا فيها عدة أسابيع قبل أن ينقلهم إلى قصره ويعودوا إلى مدينة جدهم المنورة.
أما رأس الحسين فقد نصب على باب مسجد دمشق فترة من الزمن ثم أعاده يزيد إلى قصره، وقد ذكر في مكان دفنه روايات متعددة، ولكن بقية الرؤوس، وبعدما علّقت على أبواب دمشق أياما، أعيدت إلى مقبرة باب الصغير ودفنت فيها.
يوجد مدخل حديث مبني من الحجر الصخري الوردي نقشت فوق بوابته آية التطهير واسم الجلالة وأسماء أصحاب الكساء، يقود إلى مقام السيدتين سكينة بنت الإمام الحسين وزينب الصغرى الملقبة بأم كلثوم بنت الإمام علي، وهو المقام الأضخم في مقبرة باب الصغير الذي يشاهده الزائر من بعيد، ويميزه قبابه الثلاثة الكبيرة ومنارته المطلية جميعها باللون الأخضر.
جدران المقام الخارجية مبنية من مداميك بيضاء وسوداء من الحجر الصخري، ومدخله مبني من الرخام الوردي الجميل، تعلوه رخامة بيضاء نقش عليها البيتان الشهيران للشافعي في مدح آل البيت، وتاريخ إعادة تشييد البناء سنة 1330ه، أما في الداخل فإن القبتين اللتين تعلوان الضريحين المنسوبين للسيدتين وكذلك الجدران كلها مزينة بالزخارف والنقوش الإسلامية البديعة والمقرنصات والمرايا، وبالخطوط التي تحتوي على آيات قرآنية نزلت في أهل البيت وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الشريفة بحقهم وأسماء المعصومين الأربعة عشر.
ونأتي إلى ضريح السيدة سكينة عليها السلام فنجده مغطى بقماش أخضر مشغول وعليه صندوق خشبي يذكر أنه صنِع في العهد العباسي، وقد حفر عليه بالخط الكوفي المشجر آية الكرسي وآية أخرى وعبارة "هذا قبر سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين وعلى آلهم الطاهرين".
وسكينة المشهورة بهذا اللقب هي في الواقع آمنة بنت الإمام الحسين، وهي أخت عبد الله الرضيع وأمهما الرباب، ويؤكد أكثر المؤرخين أنها توفيت بالمدينة سنة 117ه، وهناك من ذكر أنها رجعت إلى الشام، وهو قول ضعيف.
ووصفها المؤرخون بأنها كانت سيدة من العقل الوافر والأدب والظرف والسخاء والفضل بمنزلة عظيمة، وقد أكثر المؤرخون الأمويون من الروايات المدسوسة التي تنسب إليها بما لا يليق بشأنها من التصرفات بقصد الإساءة إليها وإلى أخيها الإمام زين العابدين.
وقد حضرت وقعة الطف مع أبيها وشاهدت مصرعه، وروى ابن طاووس في كتاب الملهوف أن سكينة اعتنقت جسد أبيها بعد مقتله، فاجتمع عدة من الأعراب حتى جروها عنه، وأُخذت بعد ذلك مع الأسرى والرؤوس إلى الكوفة ثم إلى الشام، ثم عادت مع أخيها الإمام زين العابدين إلى المدينة.
أما ضريح السيدة زينب الصغرى بنت الإمام علي الملقبة بأمّ كلثوم، والموجودة تحت القبة الأخرى فهو مشابه لضريح السيدة سكينة، وقد ذكر أنها كانت زوجة لمسلم بن عقيل مبعوث الإمام الحسين إلى الكوفة والذي استشهد على يد عبيدالله بن زياد قبل وصول الإمام إلى كربلاء، ولها منه بنت اسمها حميدة، وقد رافقت أخاها الإمام الحسين في رحلة الشهادة إلى جنب أختها زينب الكبرى، وكان لها مواقف وخطب مشهورة أثناء السبي في الكوفة وفي الشام، والتشكيك يطال مدفنها أيضا في هذا المكان.
ومما يجدر ذكره أن هناك سردابا تحت أرض المقام يوجد فيه أيضا ضريحان من الرخام موازيان للضريحين الرمزيين في الأعلى، ولذلك يسود الاعتقاد ويغلب الظنّ بأن هذا المقام وسواه من المقامات قد بنيت تبركا بمكوث السبايا والأسرى وأهل بيته في هذا المكان، وتقديرا وتكريما لقربهم من الله تعالى ولجهادهم وصبرهم على أذى الأمويين في سبيل الدين، ولذلك فإن زوار هذه المقامات يذكرون بحنين ولوعة واستنكار ما جرى لهن ولشهداء كربلاء.
ونخرج من هذا المقام لنجد لوحة سجلت عليها أسماء أصحاب القبور أو المشاهد على المدخل المؤدي إليها جميعا، وهي مقامات تكاد تكون متشابهة في شكل البناء الخارجي، إذ هي غرف كبيرة عالية مبنية من الحجر الصخري الأبيض أو الأسود أحيانا، ومداخلها وردية مقوسة عليها رخامة تذكر اسم صاحب المقام وتاريخ تشييده، وقبابها مطلية باللون الأخضر، أما من الداخل فإن القباب والجدران مزينة بالزخارف الإسلامية وعليها خطوط فنية تتضمن آيات قرآنية كريمة وأحاديث شريفة وردت بحق أهل البيت، وكذلك أسماء المعصومين: النبي صلى الله عليه وسلم والزهراء والأئمة الاثني عشر، وفي كل مقام خادم يهتم بالمقام ويرشد الزوار الذين لا ينقطعون عن التوافد في كل الأيام وخاصة في مواسم الزيارة.
وأول ما يطالعنا من هذه المجموعة مقام السيدة فاطمة الصغرى كريمة الإمام الحسين حيث يوجد ضريحان واحد علوي رمزي وآخر في السرداب، والسيدة فاطمة كانت عالمة فاضلة تزوجت ابن عمها الحسن المثنى ابن الإمام الحسن فولدت له عبدالله وإبراهيم وحسنا وزينبا، وذُكر أن الحسين لما زوجه إياها قال له: " قد زوجتك فاطمة، فإنها أشبه الناس بأمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وكانت من السبايا.
بعده يأتي مقام وضريح السيد عبد الله بن جعفر الطيار رضي الله عنه، ثم مقام يضم ثلاثة أضرحة لنساء هن:
أسماء بنت عميس زوجة جعفر بن أبي طالب، وهي من المهاجرات السابقات إلى الإسلام، هاجرت إلى الحبشة مع زوجها رضي الله عنه فولدت له عبدالله ومحمدا وعونا. وبعد عودتهما إلى المدينة استشهد جعفر في مؤتة فتزوجها أبو بكر، فولدت له محمد بن أبي بكر، ثم تزوجها بعده الإمام علي فولدت له يحيى وعونا، وتاريخ وفاتها سنة 65ه.
السيدة ميمونة بنت الإمام الحسن بن علي تاريخ وفاتها سنة 85ه.
حميدة بنت مسلم بن عقيل وأمها فاطمة الصغرى أم كلثوم بنت الإمام علي.
.. وأخيرا هناك بناء مماثل يضم ضريحي الصحابيين: بلال الحبشي مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت وفاته سنة 20ه، وضريح السيد عبدالله بن جعفر، وليس معلوما إن كان هو ابن الإمام الصادق أو من أحفاده كما يذكر ياقوت الحموي، وتذكر الكتب التاريخية قبورا أخرى لمتوفّين من آل البيت وأحفادهم في هذه المقبرة.
تنطلق بك السيارة من دمشق إلى حلب على طريق واسع حديث غرست على جانبيه الأشجار التي تبعث في النفس الراحة، كما تبعثها أيضا السهول الخضراء المنبسطة المزروعة بأنواع الخضار والحبوب والأشجار المثمرة فتخفف عنك عناء السفر وطول الطريق الذي يبلغ حوالي 400 كلم.
"النبك" هي أول مدينة تطالعك في الطريق، وتقع بين دمشق وحمص في سهل زراعي ممتد، وقد ذكر عبد الغني النابلسي في كتابه: "الحقيقة والمجاز في رحلة بلاد الشام ومصر والحجاز" أن فيها مسجدا صغيرا يقال له مقام فاطمة الزهراء يزوره الناس ويتبركون به.
أما حمص التي تقع في منتصف الطريق بين دمشق وحلب فهي مدينة مزدهرة زراعيا وتجاريا وعمرانيا، وفيها مشهد للإمام علي يوجد فيه عمود فيه موضع إصبعه، وذلك لمنام رآه بعض الصالحين كما يذكر ياقوت الحموي في كتابه "معجم البلدان"، وفيها مقام لجعفر الطيار رضي الله عنه في منطقة باب الدريب، وقبران لولدين له تحت قبة معقودة، كما أن فيها قبر سفينة مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وكذلك قبر قنبر مولى أمير المؤمنين.
بعد حمص تمر الطريق في حماه الواقعة على نهر العاصي، وهي مدينة تاريخية عريقة تشهد حديثا نموا وتطورا، وفي داخلها وجوارها العديد من الآثار والمنشآت الدينية القديمة، منها:
مقام في جامع الحسين المعروف بجامع الحسنين، يقال إنه موضع رأس الحسين حينما مر به من كربلاء إلى دمشق، ويقع بين حي الباشورة والمدينة.
ويتألف هذا الجامع من صحن مركزي ورواقين في الشرق والشمال، وحرم في الجنوب، وتعلوه قبتان شرقية وغربية، وعليه تاريخ يعود لسنة 552ه حين أمر بإعادة بنائه الملك العادل نور الدين زنكي، وكتابة أخرى هذا نصها: "جدد المشهد الشهير برأس الحسين عليه السلام نزهة أبصار أحمد آغا سنة 1023ه ".
بعد أن تخرج من مدينة حماة، وعلى بعد بضعة كيلومترات حوالي 07 كلم يطالعك على يمين الطريق جبل يتراءى في قمته معلم إسلامي مشرق ببياضه.. إنه مقام الإمام زين العابدين علي بن الحسين، الذي يذكر أنه صلى في هذا المكان الذي كان محطة عابرة لمرور رؤوس شهداء وأسرى كربلاء قبل الوصول إلى حماة، ولذلك أقيم هذا المشهد تبركا بنزول الإمام وصحبه فيه، وظل محل تعظيم واهتمام من قبل الناس وبعض الحكام.
تصعد إلى المقام بالسيارة عبر طريق خاص تشير إليها لافتة على الطريق العام، ومع أن الوقت لم يكن مناسبة زيارة فإن العديد من الزوار وجدناهم أموا رحابه وقد جاءوا من حماة وجوارها ومن بلدان عربية وإسلامية عديدة.
بناء المقام التاريخي طالته يد التجديد في أزمنة مختلفة، يدل على ذلك بعض الكتابات المحفورة فوق بعض الأبواب، أحدها يشير إلى أن السلطان المملوكي الأشرف أبو النصر قايتباي قد أمر بعمارته سنة 883ه، وأخرى تشير إلى تجديدات جرت سنة 985ه، وهناك أعمال تجديد حديثة وتوسعات أخرى ينوي كما علمنا بعض أهل الخير إضافتها إلى المقام حتى يصبح قادرا على استقبال الزوار الكثر.
والمقام يتألف داخله حاليا من حرم، بوجهته الجنوبية محراب للصلاة تزينه زخارف، ويستر الواجهات قماش أخضر وأحمر، ويضم القسم الشرقي منه قبرا رمزيا مغطى بقماش أخضر، ويرتفع فوق هذا الحرم قبتان احداهما أكبر من الأخرى مزينتان من الداخل بزخارف إسلامية، ومطليتان من الخارج باللون الأبيض، ويتقدم من الخارج رواق تحيط به غرف لإيواء الزوار، ويتألف بناؤه من فناءين متصلين معا، مبنيين من حجارة كلسية. وللمقام مدخلان يطلان على الباحة، الرئيسي منهما تعلوه قنطرة كبيرة من تحتها مصطبة للجلوس ذات طراز مملوكي متأخر.
وأخيرا وأنت تجول بين الزوار المنتمين إلى مختلف المذاهب الإسلامية تجدهم بين متهجد بصلاة ودعاء، وبين قارئ للكتاب الكريم أو الزيارة المخصصة، للحصول على مزيد من الأجر والنشوة الروحية التي يوفرها هذا المكان الطاهر، وكلهم يجمعهم حب آل البيت والأسى لحالهم جراء ما لحقهم من ظلم الأمويين وأتباعهم.
يحس زائر مقامات ومشاهد أهل البيت في سوريا بغضاضة إذا لم يزر حلب ومشاهدها، وإذا ما تسنى له ذلك فإنه يكون قد ظفر بالزيارة المباركة وبمشاهدة هذه المدينة الهامة والحاضرة التاريخية الكبرى في شمالي سوريا التي تبعد 50 كلم عن الحدود التركية والتي تعد ثاني المدن السورية من حيث عدد السكان ومن حيث المكانة الاقتصادية والثقافية. افتتحها المسلمون سنة 16ه، وفي سنة 333ه وصلها سيف الدولة الحمداني وأنشأ فيها الدولة الحمدانية، فأصبحت مركزا ثقافيا وعسكريا، ومنها انطلقت جيوشه لصد هجمات الصليبيين، وفي زمانه انتشر التشيع والولاء لأهل البيت في حلب وأنحائها.
بعد زيارة مقام الإمام زين العابدين في حماه، هنالك حلب التي تطالعك معالمها المتمثلة بالمصانع والمجمعات السكانية الحديثة المتفرقة، قبل مسافة طويلة من الوصول إلى مركز المدينة، وبعد وصولنا قمنا بجولة قصيرة في بعض معالمها الدينية والتاريخية والسياحية وهي كثيرة، وأبرزها: القلعة التاريخية الشهيرة التي تنتصب في وسط المدينة على تلة عالية مستديرة، وبإمكانك أن تشاهد من مرتفعها المدينة متحلقة حولها، ولكن لا تقع عينك على أطرافها في بعض الجهات لاتساعها، ويلفت نظرك وأنت تجيله في أنحائها كثرة المساجد الحسنة البناء، المرتفعة المنائر، والقلعة المهيبة نفسها التي مرت بأدوار تاريخية عديدة تخضع لأعمال ترميم مستمرة للحفاظ عليها كمعلم تاريخي وسياحي بارز، ونتوجه لصلاة الظهر في مسجد حلب الكبير وهو مسجد تاريخي تكثر فيه العقود والأعمدة، ويتميز بباحته الواسعة جدا، ويوجد داخله مقام منسوب لرأس النبي يحيى بن زكريا عليهما السلام يزوره الناس ويتبركون به، وإلى جوار هذا المسجد يقع سوق حلب القديم الشهير وهو يتميز بسقوفه المعقودة وضيق طرقاته وبشدة ازدحامه وكثرة أجنحته وتعدد أنواع معروضاته وبضائعه.
بعد هذه الجولة السريعة التي انتهت بجلسة استراحة في حديقة أبي فراس الحمداني، أوسع حدائق حلب وأفخمها، كان الشوق يدفعنا لزيارة المقام المشرف لرأس سيدنا الإمام الحسين الذي يسميه الناس مسجد النقطة، لأن نقطة دمٍ من الرأس الشريف ذُكر أنها سقطت على الحجر الذي وضع عليه في هذا المكان، وهذا الحجر ما زال موجودا داخل المقام ضمن قفصٍ مذهب، وموضع النقطة ما زال باديا عليه.
وقد ذكر عن سبب إقامة هذا المشهد أن أهالي حلب رفضوا، استنكاراً لجريمة مقتل الحسين وأنصاره، أن يستقبلوا موكب رؤوس الشهداء والأسرى والسبايا وهو في طريقه من كربلاء إلى الشام، مع مرافقيه من زبانية يزيد الذين كانوا يتوقون أن تستقبلهم حلب بالزينة والترحاب، ولكن بعدما أغلق الأهالي أبواب المدينة في وجههم، اضطر هؤلاء لأن يبيتوا ليلتهم مع الرؤوس والأسرى في دير يقع على سفح جبل مطل على حلب لجهة الغرب، وهو ما سمي فيما بعد بجبل جوشن نسبة إلى اللعين شمر بن ذي الجوشن الذي كان يقود الموكب.
وقد ذكر أن الراهب النصراني المسؤول عن الدير لما علم من هم أصحاب الرؤوس والسبايا هاله الأمر، واستفظع هذه الجريمة، وطلب من شمر بعدما أغراه بالمال أن يسمح له بوضع رأس الحسين في مذبح الدير ليبيت هو معه تلك الليلة، وقد شاهد هذا الراهب في الليل من الكرامات للرأس الشريف ومنها نقطة الدم ما جعله يصبح معلنا إسلامه. ومنذ ذلك الحين أصبح هذا الموضع محل اهتمام المسلمين يزورونه ويتبركون به ويتذكرون عنده آلام أهل البيت. وقد تحوّل من دير إلى مقام ومسجد مشهود، كانت تطاله يد العناية في أزمان والإهمال في أخرى.
وممن اهتم بعمرانه الحمدانيون، وقد شهد تجديدات هامة في زمن الأيوبيين والمماليك والعثمانيين، ففي سنة 573ه وبعد ظهور كرامة للحسين شهدها الحلبيون في موضع المقام الذي كان دارسا، بادروا إلى بنائه بمساعدة الملك الصالح ابن الملك العادل نور الدين. وقد زاره صلاح الدين يوسف لما مَلَك حلب وأطلق له عشرة آلاف درهم، ولما ملك ولده الظاهر حلب اهتم بالمشهد ووقف عليه وقفا، وجعل نقيب الأشراف العالم الشيعي شمس الدين أبا أعلى بن زهرة الحسيني ناظرا عليه. ولما ملك ولده العزيز حلب استأذنه القاضي بهاء الدين بن الخشاب في إنشاء حرم فيه بيوت يأوي إليها من انقطع إلى هذا المشهد، فأذن له.
واستولى التتار على حلب قبل أن يتم البناء، وقد دخل هؤلاء المشهد فأخذوا ما فيه من نفائس وذخائر وشعثوا بناءه ونقضوا أبوابه، ولما ملك السلطان الظاهر حلب جدده وأصلحه ورتّب فيه إماما ومؤذنا وقيما، وبقي بعد ذلك مدة مهملا إلى أن عاد الاهتمام به أواخر القرن الماضي حيث أصبحت تقام فيه الاحتفالات الدينية التي كان يحضرها رجال الحكومة العثمانية والأعيان والعلماء، وقد أهدى له السلطان عبد الحميد ستارا حريريا مزركشا بآيات قرآنية وُضِع على المحراب، كما جدّد ترميم أرض الصحن ورتّب له إماما ومؤذنا وخادما.
على الجبل نفسه وعلى بعد حوالي 300 متر جنوبي مشهد الحسين يقوم مشهد آخر منسوب لآل البيت، هو مشهد المحسن، وهو المكان الذي ذُكر أنه كان "منطرة" للكروم، وقد وضعت فيه السبايا في تلك الليلة التي بِتن فيها خارج حلب، وهناك كما تقول الروايات أسقطت زوجة الحسين الرباب سقطا سمي بالمحسن، وقد أصبح هذا المكان مزارا لمحبي أهل البيت، ولكن طمست معالمه مع الزمن، الروايات تقول أنه حدث ذات مرة أن سيف الدولة الحمداني كان يجلس للنظر إلى حلبة السباق من على دكة على الجبل المقابل، فشاهد نورا ينزل على المكان الذي فيه المشهد عدة مرات، فلما أصبح ركب بنفسه إلى ذلك المكان وحفر فوجد حجرا عليه كتابة نصها: "هذا قبر المحسن بن الحسين بن علي ابن أبي طالب"، وكان ذلك في سنة 351ه، فجمع سيف الدولة العلويين وسألهم هل كان للحسين ولد اسمه المحسن؟ فقيل له: إن بعض نساء الحسين لما وردن هذا المكان طرحت هذا الولد، عندها بادر سيف الدولة لإقامة بناء على هذا المشهد، وقد أضاف عليه قسيم الدولة اقسنقر سنة 582ه بعض الاصطلاحات ووقف عليه بعض الأوقاف، وفي أيام نور الدين محمود ابن زنكي بنيت في صحن المشهد بيوت ينتفع بها المقيمون به.
وقد أُحدثت إصلاحات وتجديدات في المشهد في أيام الملك الظاهر غياث الدين غازي ابن صلاح الدين، ثم في أيام الملك الناصر بن الملك الظاهر، ويتم الدخول إلى المشهد بعد صعود درج طويل من الطريق من باب كبير يرتفع فوقه عقد عال تتدلى منه المقرنصات والزخارف وعليه كتابة نصّها: "بسملة.. أمر بعمارة هذا الموضع المبارك مولانا السلطان الملك الظاهر غياث الدنيا والدين أبو المظفر الغازي بن يوسف.. في سنة تسع وستمائة".
وحول الصحن لجهة الشمال والغرب تقوم غرف قديمة لخدم المقام والمجاورين، وعلى الواجهة الشمالية من الصحن كتابة قديمة تحتوي صلاة على "محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء وخديجة الكبرى.. حتى تأتي على ذكر جميع الأئمة الاثني عشر".
أما الجهة الجنوبية، فتحتوي على المسجد وعلى الغرفة الكبيرة التي تضم قبر المحسن الذي أقيم عليه صندوق من خشب على جهاته الأربع نقوش ملونة ورسوم قناديل مدلاة وسورة التوحيد، ويدور حول إطار الصندوق من أعلاه كتابة بالخط الكوفي المزهر يصعب قراءتها، وهي تعود إلى أيام الطاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي أو لأوائل عهد المماليك، ولا يخلو هذا المشهد من الزائرين سواءً من أهالي حلب وجوارها، أو من القادمين من مختلف البلاد الإسلامية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.