تعيش المؤسسات التربوية في الطورين المتوسط والثانوي بوهران نقصا فادحا في تعداد المساعدين التربويين إذ يتولى كل عون السهر على 300 مائة متتلمذ، الأمر الذي اعتبره المكتب الولائي لتنسيقية المساعدين التربويين غير مقبول على الصعيد المهني كون القانون ينص على ألا يتجاوز المعدل 250 تلميذ تحت مسؤولية المساعد الواحد وهو ما يحتاج بدوره إلى تعديل من قبل الوصاية حيث كشفت مصادر عن ذات المكتب أنها بصدد رفع اقتراح إلى وزارة التربية الوطنية لتقليص المعدل إلى 100 متمدرس لكل عون طالما أن الخلل يعتري التوزيع الحالي لهذه الشريحة من الموظفين بين الطورين حيث تفتقر إكماليات التعليم المتوسط إلى مثل هؤلاء الأعوان على النقيض من الثانويات والسبب كله يعود إلى عدم فتح مناصب مالية جديدة في هذا السياق بفعل رفض مديرية الوظيف العمومي لمخطط التسيير على غرار عديد المؤسسات بقطاعات أخرى كالصحة، مما يعرقل عملية التوظيف التي قد تحل المشكل ذي العلاقة المباشرة بمستوى التاطير وأغلب المظاهر التي تعيشها المنظومة التربوية ككل. فالمتمدرسون بالطور المتوسط خصوصا يحتاجون إلى مرافقة خاصة نظير أهمية هذه المرحلة في المسار الدراسي الذي يتزامن مع سنوات المراهقة التي تدفع إلى التهور والمغامرة مما يجعل التعامل مع التلميذ ومرافقته أمرا في غاية من الصعوبة بالموازاة مع تغير الذهنيات المشجع للعنف الذي تسبب في جرائم قتل راح ضحيتها تلاميذ على غرار ما حدث بحي "مارافال" منذ أقل من 6 أشهر أمام مدخل الثانوية أين لفظ طفل في ال 15 أنفاسه الأخيرة بفعل طعنات خنجر. وفي ذات السياق يبقى مشكل المساعدين التربويين وليد سنوات عديدة بالرغم من الاكتظاظ الذي يطال المدارس المنتشرة عبر تراب الولاية والتي ناهزت بداية الموسم الدراسي 2009/2010 أكثر من 415 مؤسسة في مختلف الأطوار بما في ذلك الطور الابتدائي. ولتدارك الخلل الحاصل في المؤهلات المتوفرة وإيجاد حل لهذا النقص الفادح في تعداد المساعدين التربويين يبقى على وزارة بن بوزيد إعادة النظر في الملف ينعكس دوره حتما على سيرورة التأطير الذي لا يرقى إلى المستوى المطلوب بالرغم من التسطير المتكرر للبرامج طالما أن عملية التوظيف المحتشمة في السنوات الماضية كشفت الغطاء عن فضائح من العيار الثقيل تتعلق بالتزوير في نتائج امتحانات التوظيف، مما استدعى التدخل الشخصي للوزير أبو بكر بن بوزيد للفصل في القضية التي هزت مديريات التربية عبر أغلب المديريات بولايات الوطن. وإلى أن تخرج مديرية التربية لولاية وهران ومن ورائها الوصاية عن صمتهما حيال المشكل الذي يشل المؤسسات التعليمية التي تتخبط وسط حلقة من العراقيل التي ترهن تأطيرا علميا أفضل بعد تقليص الحصص إلى 45 دقيقة يقدم فيها المدرس مادته إلى قرابة 40 تلميذا بالقسم الواحد، إضافة إلى ندرة المآزر، تبقى المؤشرات توحي بتواصل مسلسل العجز الفظيع في قطاع التربية والخاسر الأكبر في المعادلة هو التلميذ طبعا .