طبي يؤكد على دور المحامين في تحقيق الأمن القانوني والقضائي جذبا للاستثمار    رئيس الجمهورية يستقبل وزير خارجية سلطنة عمان    إصدار ثلاث طوابع بريدية بمناسبة الذكرى 58 لتأميم المناجم    الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت اليوم الجمعة على مشروع قرار يطالب بالاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية    الاتحاد الأوروبي يدين اعتداء مستوطنين صهاينة على مقرات "الأونروا" في القدس المحتلة ويدعو لمحاسبة الجناة    اختتام ورشة العمل بين الفيفا والفاف حول استخدام تقنية ال"فار" في الجزائر    جنوب أفريقيا تستضيف مؤتمرا عالميا لمناهضة "الفصل العنصري للكيان الصهيوني" في فلسطين المحتلة    فلسطين: 30 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك    الدعوة إلى مواكبة هيئة الدفاع للتطورات الرقمية    الطارف … تفكيك شبكة إجرامية مختصة في سرقة المركبات بإقليم الولاية    غرداية: الفلاحون مدعوون إلى توحيد الجهود لإنجاح الإحصاء العام للفلاحة    مشاركة 37 ولاية في اليوم الوطني للفوفينام فيات فوداو    إطلاق القافلة الوطنية "شاب فكرة" في طبعتها الثالثة    وزارة المالية تطلق قريبا دعوة للترشح لتعيين أعضاء مستقلين في مجالس الإدارة    طاقم طبي مختص تابع لمنظمة أطباء العالم في مهمة تضامنية في مخيمات اللاجئين الصحراويين    الديوان الوطني للإحصائيات: فايد يؤكد على ضرورة تحسين جودة البيانات    مجلس الأمة يشارك في مؤتمر القيادات النسائية لدعم المرأة والطفل الفلسطيني يوم السبت المقبل بالدوحة    "تيك توك" ستضع علامة على المحتويات المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي    دورات تكوينية لفائدة وسائل الإعلام حول تغطية الانتخابات الرئاسية بالشراكة مع المحكمة الدستورية    مولوجي تفتتح الطبعة التاسعة للمهرجان الوطني لإبداعات المرأة بالجزائر العاصمة    العاب القوى/ البطولة العربية لأقل من 20 سنة:تسع ميداليات للجزائر، منها ذهبيتان    التوقيع على ثلاث اتفاقيات وعقود لمشاريع منجمية وتعدينية بين شركات وطنية وشركاء أجانب    مشروع جمع البيانات اللغوية لأطلس اللغات لليونسكو في طور الانتهاء    تلمسان … الإطاحة بشبكة منظمة يقودها مغربيان وحجز أزيد من قنطار كيف    الوزير الأول يستقبل السفير الإيطالي بقصر الحكومة    الجالية الوطنية بالخارج: الحركة الديناميكية للجزائريين في فرنسا تنوه بالإجراءات التي اقرها رئيس الجمهورية    صورية مولوجي تفتتح الطبعة التاسعة للمهرجان الوطني لإبداعات المرأة بالجزائر العاصمة    التزام السلطات العمومية بترقية الخدمات الصحية بالجنوب    خنشلة.. انطلاق الحفريات العلمية بالموقع الأثري قصر بغاي بداية من يوم 15 مايو    أولاد جلال: انطلاق الأيام الوطنية الأولى لمسرح الطفل    البطولة المحترفة الأولى "موبيليس": نقل مباراتي إ.الجزائر/م. البيض و ش.بلوزداد/ ن. بن عكنون إلى ملعب 5 جويلية    المعرض الوطني للصناعات الصيدلانية بسطيف: افتتاح الطبعة الثانية بمشاركة 61 عارضا    الحملة الوطنية التحسيسية تتواصل    قالمة.. وفد عن المجلس الشعبي الوطني يزور عددا من الهياكل الثقافية والسياحية والمواقع الأثرية بالولاية    توقيف 289 حراقاً من جنسيات مختلفة    انطلاق لقافلة شبّانية من العاصمة..    توقرت: أبواب مفتوحة حول مدرسة ضباط الصف للإشارة    مسيرة حاشدة في ذكرى مجازر 8 ماي    دربال: قطاع الري سطر سلم أولويات لتنفيذ برنامج استعمال المياه المصفاة في الفلاحة والصناعة وسيتم احترامه    اختتام ورشة العمل بين الفيفا والفاف حول استخدام تقنية ال"فار" في الجزائر    رئيس الجمهورية يستقبل وزير خارجية سلطنة عمان    شبكة الموزعات الآلية لبريد الجزائر ستتدعم ب 1000 جهاز جديد    الزيادات التي أقرها رئيس الجمهورية في منح المتقاعدين لم تعرفها منظومة الضمان الاجتماعي منذ تأسيسها    البروفسور بلحاج: القوانين الأساسية ستتكفل بحقوق وواجبات مستخدمي قطاع الصحة    ساهمت في تقليل نسب ضياع المياه: تجديد شبكات التوزيع بأحياء مدينة البُرج    المسجلين مع الديوان الوطني للحج والعمرة: انطلاق عملية الحجز الإلكتروني للغرف للحجاج    أولمبيك مرسيليا يبدي اهتمامه بضم عمورة    زحافي يؤكد أن حظوظ التأهل إلى الألعاب قائمة    نساء سيرتا يتوشحن "الملايا" و"الحايك"    تراث حي ينتظر الحماية والمشاركة في مسار التنمية    ليفركوزن يبحث عن بطاقة نهائي البطولة الأوروبية    لا تشتر الدواء بعشوائية عليكَ بزيارة الطبيب أوّلا    "كود بوس" يحصد السنبلة الذهبية    اللّي يَحسبْ وحْدُو!!    التوحيد: معناه، وفَضْله، وأقْسامُه    أفضل ما تدعو به في الثلث الأخير من الليل    هول كرب الميزان    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تنظيمات “الإخوان المسلمين" بين السلطة وخيارات التسليح والعنف
نشر في الطارف انفو يوم 08 - 00 - 2012

إخوان الجزائر لقد جمع إسلاميو الجزائر في الماضي موقفهم الموحد في نقد النظام، الذي كان مختزلا في نظام الحزب الواحد، وكان عمل الجماعات الإسلامية لا يرقى الى العلنية لغاية أحداث أكتوبر 1988، حيث ظهر بعدها مجموعة منهم كقوة فاعلة يطالبون في الظاهر بتغييرات اجتماعية واقتصادية
خاصة بعد تعثر الاقتصاد الجزائري ودخوله في أزمة عطلت مشاريعه نتيجة لهبوط أسعار النفط، وكانت مطالباتهم في الباطن تتجلى برفض الدولة الوطنية. الجبهة الإسلامية للإنقاذ ظهرت الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر بعد إجراء استفتاء على دستور معدل في 23 فبراير/ شباط 1989، حيث أقرت التعددية الحزبية وسمح باعتماد أحزاب إسلامية، قاد الجبهة تيار الجزأرة الذي يفضل الاتكاء على ما يعرف لديه بالإسلام الجزائري، بما في ذلك إسقاط النظام بالقوة، إن لم تحقق بالديمقراطية أهدافها. ظهور جبهة الإنقاذ أثار مخاوف الجماعات الدينية الأخرى، خاصة أولئك الذين يتخوفون من بطش النظام مستقبلا، أو تتحكم في مسار فعلهم السياسي مخاوف ومحن تجارب الإسلاميين في الدول العربية الأخرى، أو الذين لهم امتداد خارج الجزائر، منهم الإخوان المسلمون، الذين سيختبئون تحت جماعة إصلاحية وخيرية، تحسباً وترقباً إلي ما سينتهي إليه المشهد في الجزائر. الحرب الأهلية وأصدائها أحداث العشرية السوداء في الجزائر هي صراع مسلح خلال العشرية السوداء بين النظام الجزائري القائم وفصائل متعددة وصفت بأنها تتبنى أفكار موالية للجبهة الاسلامية للإنقاذ والاسلام السياسي منها الجماعة الاسلامية المسلحة، الحركة الاسلامية المسلحة، الجبهة الاسلامية للجهاد المسلح والجيش الاسلامي للإنقاذ وهو الجناح المسلح للجبهة الاسلامية للإنقاذ. بدأ الصراع في يناير عام 1992 عقب إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية لعام 1991 في الجزائر والتي حققت فيها الجبهة الاسلامية للإنقاذ فوزا مؤكدا مما حدا بالجيش الجزائري التدخل لإلغاء الانتخابات التشريعية في البلاد مخافة من فوز الإسلاميين فيها. بالرغم من أن حدة العنف قد خفت منذ عام 2002 ولكن واستنادا إلى وزارة الداخلية الجزائرية لا يزال هناك قرابة 1000 من ما تصفهم الحكومة ب “المتمردين المسلحين” نشطين في الجزائر. في سبتمبر 2005 أيدت أغلبية كبيرة من الجزائريين العفو الجزئي الذي أصدرته الحكومة الجزائرية عن مئات من المسلحين الإسلاميين ضمن ما عرف “بميثاق السلم والمصالحة الوطنية” بهدف إنهاء أكثر من عقد من النزاع. بموجب الميثاق، الذي أقترحه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ، تم العفو عن عدد كبير من الأشخاص الذين تورطوا في أعمال عنف، لكن المعارضين للميثاق يعتبرون أن المصالحة غير ممكنة دون تحقيق العدالة ويطالبون بأن تفتح الدولة تحقيقا بشأن آلاف الأشخاص الذين اختفوا طيلة الأعوام الماضية ولم يعرف مصيرهم حتى الآن. بعد الهدوء النسبي الذي طرأ وجلاء غيوم الحرب الأهلية ظهر للعيان انهيار الدولة بالكامل ورهنها للبنك الدولي ولصندوق النقد الدولي، والأكثر من هذا انهيار منظومة القيم واستشراء الفساد. وتم الترحيب من طرف الأحزاب والجماعات في معظم الدول العربية، واعتبرت بعض الأنظمة إنشاء أحزاب دينية أو حتي الاعتراف بشرعية وجودها، ظاهرة غير مريحة، بل هناك من قدم النصيحة إلي الرئيس (الشاذلي بن جديد) برفض قيامها، من ذلك الرئيس المصري السابق (محمد حسني مبارك)، وقد أعلن ذلك في إحدى تصريحاته بعد أن دخلت الجزائر العشرية الدموية الحمراء، وبالمقابل هناك من القيادات الإسلامية من اعتبر إنشاء أحزاب إسلامية بالجزائر عملا جليلا، حتي أن (راشد الغنوشي) زعيم حركة النهضة التونسية قال للإسلاميين في الجزائر لو كان الرئيس الشاذلي عندنا لقدرنا عمله ولقبلنا رأسه كل يوم. وبالعودة لذلك التاريخ بهدف التأسيس لما هو في الحاضر يمكن القول:أن قوي سياسية كثيرة، حاكمة ومحكومة، في الدول العربية تابعت ما يحدث في الجزائر خاصة بعد أن اشتد العنف، و كل منها كان ينتظر ما ستؤول إليه الأمور، فالأنظمة اعتبرت الجيش الجزائري يقاتل من أجل بقاء رؤاها السياسية في دولها، والإسلاميون انتظروا النصر المبين للجماعات في الجزائر علي الجيش، على اعتبار أن ذلك يمنحهم مواصلة الحرب أو القيام بها في دولهم. موقف الإخوان المسلمون في مصر من الحرب في الجزائر في مصر انقسمت حركة الإخوان بخصوص الأزمة الجزائرية إلي فريقين، أولهما يمثل العلماء والقادة الفاعلين، وهؤلاء كانوا ينددون في السر والعلن بما يقوم به النظام الجزائري، ممثلا في الجيش، والفريق الثاني هو الحركي الذي يؤثر في عمل الإخوان ليس في الجزائر فقط بل في كل الدول العربية الأخرى، فهذا الأخير مد جسورا وأيد مشروع حركة المجتمع الإسلامي بقيادة الشيخ محفوظ نحناح، التي قبلت بالمشاركة في جلسات الحوار الوطني بقيادة وزير الدفاع الجنرال اليمين زروال، وشاركت أيضا، في انتخابات الرئاسة، وفي كل ذلك أيدت خطوات الجيش، وناصبت العداء للجبهة الإسلامية للإنقاذ، لأنها المعارضة الإسلامية وتم استبعادها بعد فوزها، وتبنيها العنف لإسقاط النظام. نهج “الإخوان المسلمين” في الجزائر حركة النهضة: حزب النهضة ذو توجه إسلامي يتبنى موقفا وسطا يرفض العنف، كما يتبنى مبدأ الشورى ويطالب بالوئام والتسامح على منهج الإخوان المسلمين معدلاً وفق خصوصيات القطر الجزائري. ولهذا السبب كان منافسوها من الإسلاميين في عهد السرية يسمونها بالحركة الإقليمية، في مقابل الحركة العالمية للإخوان المسلمين.ودخلت حركة النهضة معترك الانتخابات بعد أن ضمت قوائمها بعض عناصر جبهة الإنقاذ الذين يعرفون بالتائبين، وتتمركز قاعدة حركة النهضة في شرق الجزائر. الجبهة الإسلامية للإنقاذ: هي حزب جزائري اعترفت الحكومة الجزائرية به عام 1989 وكان يترأسه آنذاك عباس مدني، خاضت الجبهة الإسلامية أول انتخابات 12 يناير/ كانون الثاني 1992 وفازت بها، كما خاضت الانتخابات التّشريعية في ديسمبر/ كانون الأول من نفس العام وفازت بها أيضاً بنتيجة ساحقة لكنها ألغيت فيما بعد ونتج عن ذلك أيضا قرار حل الحزب. حركة حمس في البداية ظهرت من خلال النشاط الخيري في جمعيتها المعروفة باسم الإرشاد والإصلاح، وخرجت إلى الشرعية خائفة تترقب، وحين تأكدت من أن السلطات الجزائرية صادقة في مسعاها وجادة في التعددية أنشأت حزباً هو (حركة المجتمع الإسلامي) اختصاره حماس، تيمنا بحماس في فلسطين. وحين رفض النظام الجزائري بقيادة اليمين زروال، إقامة أحزاب على ما عرف وقتها بالثوابت الوطنية، أبدت جماعة الإخوان المسلمين هناك استجابة كرها لا طوعا لقرارات النظام الجديدة على ألا يحمل أي حزب في الجزائر اسما مشتقا من الدين أو العرق، وبذلك تحول الاسم إلى (حركة مجتمع السلم حمس). وهو تلاعب مفضوح و مكشوف، لكنه أوصلها إلى السلطة في مرحلة عبد العزيز بوتفليقة، وبذلك شكلت تحالفا ثلاثيا مع جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي لتنفيذ برنامج بوتفليقة ودعمه، وقد تمكنت من دخول البرلمان بسبعين نائباً، وأصبحت جزءا من الشرعية ومن منظومة الفساد، وبعد أن زاد الانقسام بين أعضائها من أجل مكاسب سياسية واكتشف غالبية الشعب أمرها، تراجعت بشكل ملحوظ، والدليل ما حصلت عليه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أجريت في مايو الماضي. تخوفات الماضي عقب انقلاب الجيش على نتائج الانتخابات البرلمانية بداية التسعينيات من القرن الماضي كما اشرنا أعلاه، تم استبعاد معظم الإسلاميين في الجزائر من الحياة السياسية، إلى أن الأشهر القليلة الماضية أظهروا بوادر على تجدد نشاطهم والذي يمارسون معظمه من الخارج حتى لا يلفتوا أنظار الحكومة الجزائرية. وتقف حقبة التسعينيات السوداء أمام طموحات وتطلعات الشعب الجزائري خوفا من العنف الذي أودى بحياة أكثر من 200 ألف جزائري، فمنذ أكثر من عشرين عاما كانت الجبهة الإسلامية للإنقاذ بصدد الفوز بانتخابات تشريعية تمت الدعوة لإجرائها بعد أن أجبرت احتجاجات في الشوارع السلطات على تخفيف قبضتها على السلطة، وقالت الجبهة حينذاك إنها ستقيم دولة إسلامية. وتدخلت الحكومة المدعومة بالجيش لإلغاء الانتخابات، وانزلقت الجزائر في دائرة من العنف الدموي وسط اتهامات متبادلة وتدخل جهات عدة أججت تلك الأحداث الدامية. لكن العنف تراجع بدرجة كبيرة في حين استمرت مخلفاته، على الأقل من الناحية النفسية، تمثل عقبة في طريق عودة الإسلاميين بالجزائر، وهو ما يحاول التيار الإسلامي التخلص منه في حراكهم الإعلامي الجديد. ووفقا لعدد من المحليين، فإن الخوف من العودة إلى العنف يفسر الهدوء النسبي الذي ساد الجزائر هذا العام في الوقت الذي شهدت فيه دول مجاورة اضطرابات وثورات قلبت أنظمة وصعدت أخرى كان الفائز الأبرز فيها هم الإسلاميون. غير أن الإسلاميين ما زالوا يعتقدون أن الجزائر جاهزة للتغيير وبدؤوا يتخذون خطوات عملية من أجل إقناع الجزائريين بسلوكهم الطريق الصحيح نحو ديمقراطية تقطع الطريق على العنف، وتوقظهم من الثبات السياسي العميق الذي وضع النظام الجزائري لدولة هامة مثل الجزائر. تلك هي مسيرة الإخوان المسلمين في الجزائر عبر تجربة ديمقراطية وليدة، قضت عقدا في الفتنة والدماء، وهي هنا في دولة مصب بالنسبة لحركة الإخوان المسلمين في بعدها العالمي، فقد أجريت انتخابات رئاسية في مصر بنجاح، كما أجريت انتخابات برلمانية منذ شهور فقط، وفي الحالتين فازت حركة الإخوان المسلمين، ما يعني أن الذاكرة القومية في شقها المصري والعربي تري أن الفعل السياسي لتلك الحركة متواصل، وقياساً على تجربة الجزائر فإنها تنطلق من خطاب واحد رغم الاختلافات الجوهرية بين الدولتين وبالتالي فهي تقوم علي إستراتيجية طويلة المدى، أهم بنودها التواجد في المعارضة و السلطة في آن معا، فما النقاشات الدائرة في البرلمان الجزائري غائبة ولا الفعل السياسي هناك أيضا مستتر، فالأمور هناك تتم بوضوح وبشكل براغماتي يطوع الديني لصالح السياسي. إخوان الإمارات الإخوان المسلمون في الإمارات استهواهم “الربيع العربي” وبعد تمكّن نُظرائهم في تونس ومصر من الوصول إلى السلطة، بدأوا بالمجاهرة الصّريحة بسعيهم لإسقاط نظام الحُكم في الإمارات، بدعوى الإصلاح، وبالمُراهنة على الحُصول على دعم من قيادة التنظيم في قطر أو من أعضاء التنظيم في الخليج ومصر وتونس وفلسطين. ساعدتهم في سعيهم تقارير بعض المُنظّمات الحقوقية أو الدّفاع عن حُرّية التّعبير، مثل هيومان رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية ومراسلون بلا حدود، ومن آخر هذه التّقارير، دعوة “هيومان رايتس ووتش” من هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية ووليام هيغ، عضو البرلمان ووزير شؤون الخارجية والكومنولث في بريطانيا، إلى “رفع الصوت ضد الحملة القمعية الإماراتية غير المسبوقة على المنتقدين السّلميين”، وحثّت منظمة العفو الدولية السلطات الإماراتية على “الإفراج عن نشطاء المعارضة السلمية” وطلبت “مراسلون بلا حدود” السلطات ب”الكفّ عن خنق المُعارضة”، خاصة بعد قبض السلطات الإماراتية على خلية من الإخوان تعرف ب (خوارج البيعات الخارجية) تتهمها السلطات الإماراتية بالتعامل مع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين والذي يسعى للإطاحة بحكومات في عدد من الدول العربية مستغلا حالة الاضطراب التي أوجدها الربيع العربي وتمكن من خلالها الوصول إلى الحكم في مصر وتونس وغزة وبعد أن أزاح شركائه في الحكم. تاريخ الإخوان في الإمارات ونشأتهم بدأت الحركة منذ نشأة الاتحاد سنة1971 عندما توافد بعض المعلمين المصريين الإخوانيين لمُمارسة التعليم في الدولة. فأثّروا على بعض الطلاب وأدخلوا فيهم فكرة الإصلاح (…) وتأثرت بعض الشخصيات الإماراتية التي كانت تدرس في مصر بتنظيم الإخوان المسلمين الذي ركز عليهم لكونهم أوائل الشخصيات الأكاديمية، ممّا يؤهلهم لمسك مناصب قيادية في الدولة. وكانت الخطوة الأولى هي إنشاء جمعية لا تحمل شعار التنظيم بل شعار الإصلاح “لتصبح حضناً وسعاً للشباب والشابات للعثور على فرائس تصلح للتنظيم الإخواني، ممّا يسرع في تحقيق المؤامرة الكبرى ضد الإمارات. وكان مُؤسّس الاتحاد، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قد حذّر من الإخوان وقال “لا حوار معهم فهم أصحاب تقية وعندهم أجندات ويجب وضع الأعيُن عليهم ومُتابعتهم”. حسن احمد الدقي هو أحد مُؤسسي “جمعية الإصلاح الاجتماعي” التي يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1980. تولى عدة وظائف رسمية وعمل كمحاسب قانوني والتحق بالعمل الإسلامي مبكراً وعايش الأحداث الكبرى في عقدي السبعينيات والثمانينات واحتك بقيادات العالم الإسلامي واقترب من المواقع الساخنة كفلسطين والبوسنة
وكوسوفو والصومال والشيشان واختلق حزبًا يحمل أسم “حزب الأمة الإماراتي”، يتطلّع، كما يقول، إلى “تمكين شعب الإمارات من مُمارسة حقه كاملا في بناء نظامه السياسي، وصولا إلى حكم راشد”. أن حسن الدقي يُمثّل فكر القاعدة في تنظيم الإخوان المسلمين في الإمارات، في إباحة استخدام القوة للوصول إلى الحكم، وهو الخط الذي جاهر به سيد قطب، أحد أقطاب التنظيم الإخواني والذي يعتبر المُلهم والمنظّر للتيارات التكفيرية والجهادية في التاريخ الحديث، إن الحجم الحقيقي لخطورة التنظيم الإخواني، تتمثل في عدم اعترافه بنظام الحكم في الإمارات وسعيه الحثيث لإسقاطه بالقوّة، مُعتبرا أن إسقاطه “فرضًا لازمًا لا يجوز النكوص عنه”. وقد تولى حسن الدقي أمر المجاهرة الصريحة المباشرة بإسقاط نظام الحكم في الدولة، وشاركه في التّنظير والتّحريض آخرون من أفراد التنظيم الإخواني. إخوان سوريا بين الماضي والحاضر الإسلاميون في سوريا رغم الظهور بمظهر احترام الأقليات الدينية، في حالات الاستقرار، إلا أنهم ينسون عهودهم في حالة الأزمة أو اللا استقرار، والعنف أحد خياراتهم المتاحة. إن التكوينات التي شكلت الإسلام السياسي السوري، والتي شاركت بشكل مباشر أو غير مباشر في أزمة التيارات الإسلامية مع السلطة في سوريا، منها “حركة التحرير الإسلامي”، ومركزها في حلب، وأسست في العام 1963، وفق العديد من المراجع، ويعود تأسيسها إلى الشيخ عبد الرحمن أبي غدة، وقد حصلت على مساندة سياسية من شخصية معروفة في سوريا، معروف الدواليبي، سوري وكان مستشاراً في إحدى محاكم السعودية، ولكن لم يُعرف عنه أنه كان تنظيمياً من جماعة الإخوان المسلمين، طبعاً هذه الحركة استقرت فيما بعد في الأردن، ولكن حزب أو حركة التحرير الإسلامي، ووفق بعض الدراسات؛ نشأت في الأردن على يد (تقي الدين النبهاني)، ووفق أخرى، تشير إلى أن هذا الحزب أسس في مدينة القدس، في عام 1952. أما “كتائب محمد” فقد أسست في حماة، على يد المهندس الزراعي مروان حديد، توفي بعد إضراب طويل عن الطعام في مستشفى بدمشق، وخلفه في قيادتها عبد السلام الزعيم. أما في داخل حركة الإخوان المسلمين، فيمكننا بشكل عام أن نميز خطين رئيسيين: الأول: يدعم الصراع المسلح ضد النظام. الثاني: لا يفضل ممارسة العنف. لكن حركة الإخوان المسلمين، التي تزعمها عصام العطار في هذه الفترة، كانت تفضل ممارسة العنف ضد النظام القائم. غير أن جماعة الإخوان المسلمين، وبعد الأزمة مع النظام السوري، وفشلها في إسقاطه كما كانت النية؛ تحولت إلى ممارسات براغماتية، مع العلم بأن هذه البراغماتية، لم تمنع عصام العطار من تفضيل استخدام الصراع في مجالات أوسع، تضم جميع العالم العربي ضد الأنظمة القائمة. وفي شهر نوفمبر(تشرين الثاني) العام 1980، صدر بيان في دمشق، تحت عنوان: (بيان الثورة المسلحة)، مؤلف من 65 صفحة، وهو عبارة عن برنامج جديد، وأهداف جديدة لجماعة الإخوان المسلمين، كان من بين المُوقعين على هذا البيان، المراقب الحالي لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، السيد علي صدر الدين البيانوني، هذا البيان، يعلن قيام (جبهة إسلامية)، تنظم مختلف الحركات الإسلامية المعارضة للنظام في دمشق، تم نشره في العاصمة السورية وفي الخارج، ويمكن أن نستنتج منه سيطرة القيادة الإخوانية، من مدينة حلب على تنظيم الإخوان المسلمين في سوريا. لقد اختارت المعارضة الإسلامية طرقاً متعددة في التعبير، منها: النشرات السرية، والمقابلات مع الصحف الخارجية العربية والأوروبية؛ بهدف إعطاء أعمالها بعداً عالمياً، وفي شهر نوفمبر(تشرين الثاني) 1980، تم كلياً تطوير برنامج (الجبهة الإسلامية) المستند أساساً إلى (بيان الثورة المسلحة)، 65 صفحة، من خلال توجهات جديدة له. عملياً، الجبهة الإسلامية أبقت سوريا في حالة توتر دائم، متابعة سلسلة التفجيرات ضد كل ما هو مقرب من رئيس الدولة السورية، من جهتها قادت الصحف الحكومية السورية حملة ضد هذه القوى: «صحيفة تشرين»، «الثورة»، «البعث»، كرست صفحات كثيرة؛ لتبيين أن الأعمال الإرهابية ليست إلا دليلاً على فقدان الأمل لدى هذه الجماعات، قبل نهايتها الأخيرة، لم ينته التوتر في نهاية العام 1981، وفي العام 1982، لم تعرف سوريا الهدوء أيضاً. بعد توجيه ضربة عسكرية قوية للجماعات المتطرفة، في تنظيم الإخوان المسلمين، ثم دخولهم في مفاوضات سرية مع السلطة، كل هذا أدى إلى الفوضى داخل التنظيم، في العام 1985 رفض عدنان سعد الدين، رئيس المكتب السياسي في «التحالف الوطني»، ما جاء في حيثيات العفو والمفاوضات مع البعث، ولجأ إلى تعميق علاقاته مع النظام في العراق، ليحصل من بغداد على مساعدة، هدفها العودة إلى الصراع المسلح في سوريا، وجميع العمليات ضد النظام في سوريا، من 13/3/1986، كانت باسم: «الذراع العسكرية لحركة: 17 تشرين الأول؛ من أجل تحرير الشعب السوري»، وفي بيان لها صدر في باريس، هذه المنظمة كانت واضحة جداً: “تحرير سوريا من النظام العلوي، المتحالف مع الخمينية ضد أبناء الأمة العربية”، وهو قول حق ينشد من وراءه باطل للتعبير عن طائفية الإخوان المسلمين وسلفيتهم المتخلفة. في نهاية هذه المرحلة ظهر في الإخوان المسلمين السوريين وبشكل واضح تياران رئيسيان: المعتدل: أو ما يمكن أن ندعوهم بذلك، وهم الداعون إلى عدم ممارسة العنف ضد النظام القائم، طبعاً كان معظم أعضاء هذا التيار في المملكة العربية السعودية. الجهادي: الذي معظمه في سوريا، وارتبطت باسمه معظم أعمال القتل والتفجير، ومن أهم تكويناته: «كتائب محمد»، والتي كان زعيمها مروان حديد، ثم «حزب التحرير الإسلامي»، الذي أسس فرعاً له في سوريا عبد الرحمن أبو غدة. إن الربيع العربي خلق حالة من عدم التوازن بسبب قيام ثورات بدون أي أهداف لما بعد الثورة مما دفع بالإسلام السياسي وفي طليعتهم “جماعة الإخوان المسلمين” الى استغلال الثورة لمصالحهم وإظهارها للعالم على أنها من صنعهم كما فعل القرضاوي في ميدان التحرير في القاهرة وبالتالي الوصول وبكل بساطة الى دفة الحكم لأنهم تنظيمات عرفت العمل السري لفترات طويلة وجاهدت لاستغلال الفرص التي قدمت لها اليوم على طبق من ذهب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.