أكثر من 70 قتيلا و96 جريحا في حوادث مرور خلال يومين عاش سكان الأحياء القصديرية والبنايات المهددة بالانهيار خلال 48 ساعة الفارطة، ليلة بيضاء، بعد أن غمرت كميات الأمطار التي تساقطت من دون توقف منازلهم ودفعت بالعديد منهم إلى المبيت في العراء، جعل مصالح الحماية المدنية ترفع من درجة استنفارها، أين كثفت من تدخلاتها عبر كافة الولايات التي مسّتها أمطار الخريف الأولى.تسبّبت الأمطار التي تهاطلت خلال 24 ساعة الفارطة في تضرّر البنايات بأحياء العاصمة، على غرار شارع خلدون بأعالي باب الواد، حيث تسربت المياه إلى البُيوت وتشقّقت الجُدران، ويعيش سُكّان الحي المذكور منذ أشهر على وقع الانهيارات خاصّة وأنّ بُيوته مُصنّفة في الخانة الحمراء، وفي كل مرة تتهاطل الأمطار تتصدع الجدران، وتنهار أجزاء منها، حتى أنّ بعض البيوت في حالة يُرثى لها، ولايزال سكانها يقطنون بها رغم التهديدات المستمرة التي قد تؤدي إلى انهيار هذه البيوت على أصحابها في أية لحظة.من جهة أخرى، سبّبت كميات الأمطار المتهاطلة أضرارا بليغة لأحياء بلدية بوزريعة وسيدي يوسف وبني مسوس والشراڤة، حيث تعرّضت البيوت القصديرية بحي كونتابات إلى تسرب كميات معتبرة من المياه، مما جعل سكان الحي يعلنون حالة طوارئ من أجل إنقاذ حياتهم وتفادي الأسوأ.ولم تمر الأمطار المتساقطة بردا وسلاما على سكان «الشاليهات» بحي قريشي شرق العاصمة، الذين اضطروا إلى البقاء مستيقظين طيلة الليل لتفادي الكارثة وحماية أغراضهم وآثاثهم، وإخراج كميات المياه التي تسربت إلى بيوتهم، كما فضّل آخرون التنقل إلى عائلاتهم خارج الحي لحماية أنفسهم وممتلكاتهم، مطالبين السلطات الوصية بتسريع عملية الترحيل المبرمجة في العاصمة لتفادي وقوع خسائر في الأرواح. من جهتها، سجلت وحدات الحماية المدنية العديد من التدخلات إثر التقلبات الجوية المتمثلة في التساقط الغزير للأمطار بالولايات الوسطى والشرقية من الوطن، وحسب حصيلة أوردتها أمس مصالح الحماية المدنية، فإن هذه التدخلات مكّنت من امتصاص مياه الأمطار المتسربة إلى المنازل السكنية وبعض المؤسسات العمومية على مستوى ولايات الجزائر، بومرداس، تيبازة، جيجل، سكيكدة وعنابة. انهياراتٌ للمباني وتلفٌ في الأعمدة والكوابل الكهربائية بمختلف الولايات كما تم تسجيل بعض الانهيارات على مستوى ولاية الجزائر، تمثلت في انهيار مدرجات بناية قديمة على مستوى بلدية القصبة، وكذا سقوط جدار بالمكان المسمى شارع الزيتون ببلدية بئر خادم، من دون تسجيل خسائر في الأرواح البشرية. وبولاية جيجل، قامت وحدات الحماية المدنية بإجلاء 53 عائلة كإجراء وقائي من خطر انجراف التربة على مساكنها، بالمكان المسمى زوينة ببلدية بوسيف بأولاد عسكر. من جانب آخر، سجلت وحدات الحماية المدنية في الفترة الممتدة من 13 إلى 15 نوفمبر 18 حادث مرور، تسبب في وفاة 22 شخصا وجرح 59 آخرين، وقد سجلت أثقل حصيلة بولاية سيدي بلعباس بوفاة ستة أشخاص وجرح أربعة آخرين، إثر اصطدام بين سيارتين على مستوى الطريق الوطني رقم 94 ببلدية «مرين».وأكد المكلف بالإعلام والاتصال على مستوى مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر العاصمة، سفيان بختي، في اتصال له ب«النهار» أمس، أن فرق الحماية المدنية تدخلت ب5 شارع مراكون بساحة الشهداء ببلدية القصبة، إثر انهيار جزئي لسلالم البناية، لكن السكان رفضوا مغادرة منازلهم، رغم أن البناية مهددة بالانهيار في أية لحظة، واشترطوا على السلطات المحلية البديل قبل مغادرتها.وأضاف المتحدث أن فرق الحماية المدنية تدخلت بشارع عين السلطان ببلدية عين النعجة من أجل إنقاذ عاملين كانا بصدد حفر نفق بورشة بناء بعد انجراف التربة، وهو ما تسبب في ثقب في قنوات صرف المياه، مما أدى إلى انهيار جدار دعم لبناية ذات 3 طوابق محاذية لورشة البناء والتي كان يقطن بها الموظفون، إلى بناية ثانية والتي تعود إلى مجمع ادري لبنك البركة، حيث تم نقل المصابين إلى مستشفى عين النعجة العسكري. وأشار بختي سفيان إلى تسجيل 7 شرارت كهربائية بالأعمدة بسبب تراكم مياه الأمطار بعدة أحياء على غرار بلدية حسين داي، براقي وغيرها من بلديات العاصمة، حيث تسربت المياه إلى البيوت، فيما لم تسجّل أية خسائر بشرية إلى غاية كتابة هذه الأسطر.
