رئيس الجمهورية يبرز أهم مكاسب الاقتصاد الوطني ويجدد تمسكه بالطابع الاجتماعي للدولة    تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية, وصول أطفال فلسطينيين جرحى إلى الجزائر    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال الصهيوني استهدف منزلا برفح    موريتانيا: افتتاح الطبعة السادسة لمعرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط    مطار بوفاريك: إجلاء أطفال فلسطينيين جرحى من القاهرة    تيارت..هلاك ثلاثة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين في حادث مرور    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار    أكثر من مليون ونصف مترشح لامتحاني شهادة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط دورة يونيو 2024    لعقاب يدعو إلى تعزيز الإعلام الثقافي ويكشف: نحو تنظيم دورات تكوينية لصحفيي الأقسام الثقافية    "تحيا فلسطينا": كتاب جديد للتضامن مع الشعب الفلسطيني    سليمان حاشي : ابراز الجهود المبذولة لتسجيل عناصر ثقافية في قائمة الموروث الثقافي غير المادي باليونسكو    هجرة غير نظامية: مراد يشارك بروما في اجتماع رفيع المستوى يضم الجزائر، إيطاليا، تونس وليبيا    لعقاب : الانتهاء من إعداد النصوص التطبيقية المنظمة لقطاع الاتصال    الجزائر تؤكد من نيويورك أن الوقت قد حان لرفع الظلم التاريخي المسلط على الشعب الفلسطيني    مجمع الحليب "جيبلي": توقيع اتفاقية اطار مع وكالة "عدل"    اجتماع الحكومة: الاستماع الى عرض حول إعادة تثمين معاشات ومنح التقاعد    دراجات/الجائزة الكبرى لمدينة وهران 2024: الدراج أيوب صحيري يفوز بالمرحلة الأولى    الفنانة حسنة البشارية أيقونة موسيقى الديوان    قسنطينة..صالون دولي للسيارات والابتكار من 23 إلى 26 مايو    وفاة 8 أشخاص تسمما بغاز أحادي أكسيد الكربون خلال شهر أبريل الماضي    وزير الصحة يشرف على افتتاح يوم علمي حول "تاريخ الطب الشرعي الجزائري"    التوقيع على برنامج عمل مشترك لسنة 2024-2025 بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة يوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    السيد عطاف يجري بكوبنهاغن لقاءات ثنائية مع عدد من نظرائه    اليوم العالمي لحرية الصحافة: المشهد الإعلامي الوطني يواكب مسار بناء الجزائر الجديدة    حوادث المرور: وفاة 62 شخصا وإصابة 251 آخرين خلال أسبوع    معرض الجزائر الدولي ال55: نحو 300 مؤسسة سجلت عبر المنصة الرقمية الى غاية اليوم    رالي اكتشاف الجزائر- 2024 : مشاركة 35 سائقا اجنبيا وعدد معتبر من الجزائريين    منظمة العمل العربية: العدوان الصهيوني دمر ما بناه عمال غزة على مر السنين    في انتظار التألق مع سيدات الخضر في الكان: بوساحة أفضل لاعبة بالدوري السعودي الممتاز    تدعيم الولايات الجديدة بكل الإمكانيات    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    بخصوص شكوى الفاف    رئيس الجمهورية يحظى بلقب "النقابي الأول"    بداية موفّقة للعناصر الوطنية    اجتياح رفح سيكون مأساة تفوق الوصف    العلاقات بين البلدين جيدة ونأمل في تطوير السياحة الدينية مع الجزائر    انبهار بجمال قسنطينة ورغبة في تطوير المبادلات    إطلاق أول عملية لاستزراع السمك هذا الأسبوع    الجزائر في القلب ومشاركتنا لإبراز الموروث الثقافي الفلسطيني    روما يخطط لبيع عوار للإفلات من عقوبات "اليويفا"    البطولة الإفريقية موعد لقطع تأشيرات جديدة لأولمبياد باريس    بولبينة يثني على السعي لاسترجاع تراثنا المادي المنهوب    دعم الإبداع السينمائي والتحفيز على التكوين    تتويج إسباني فلسطيني وإيطالي في الدورة الرابعة    دعوة للتبرع بملابس سليمة وصالحة للاستعمال    263 مليون دينار لدعم القطاع بالولاية    تكوين 500 حامل مشروع بيئي في 2024    حملة وطنية للوقاية من أخطار موسم الاصطياف    الجزائريون يواصلون مقاطعة المنتجات الممولة للكيان الصهيوني    أوغندا تُجري تجارب على ملعبها قبل استضافة "الخضر"    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة اليوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    خنشلة: الوالي محيوت يشرف على إحياء اليوم العالمي للشغل    سايحي يكشف عن بلوغ مجال رقمنة القطاع الصحي نسبة 90 بالمائة    الجزائر تتحول إلى مصدّر للأنسولين    ذِكر الله له فوائد ومنافع عظيمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبو أيوب الجزائري من إمام إلى ذبّاح داعش
نشر في النهار الجديد يوم 27 - 01 - 2016

تطوّع للإمامة في مسجد أبي بكر الرازي في الكاليتوس ودرس على يد الشيخ فركوس
محمد دري له 17 إجازة في علوم الحديث والقرآن على يد كبار علماء السعودية وسوريا
محمد قاض شرعي في المجلس الشوري لعلماء الشعب في سوريا
محمد دري: داعش أصدر أمرا بإعدامي وأنا وعائلتي مهدّدون
شقيقه أمين دري: أخي التحق بسوريا من أجل زوجته وابنه ولم يستطع العودة بسبب داعش
والد محمد: ابني يكلمني كل شهر تقريبا ويطمئن علي وعلى والدته
والدة محمد تبكي بحرقة عند الحديث إليه وتريد عودته إلى الجزائر
إبن الكاليتوس بطل الجزائر في رفع الاثقال.. تلميذ الشيخ فركوس زعيم السلفية في الجزائر .. حاصل على 17 إجازة في علوم الحديث والقرآن على يد كبار علماء السعودية وسوريا، إبن عائلة تعنى بأمور الدين كثيرا وتحترم تعاليم الشريعة الإسلامية.. إمام متطوع بمسجد الكاليتوس تحوّل إلى ذبّاح في تنظيم داعش ..$ حققت في حقيقة التحاق محمد دري بتنظيم داعش في سوريا وتحوّله إلى ذبّاح في هذا التنظيم الإرهابي وكشفت تفاصيل مثيرة عن الجانب الخفي في حياته الشخصية وحاورت والده وشقيقه.ونحن ندخل إلى بلدية الكاليتوس، لم نكن نعتقد أن نجد ذلك العدد الكبير من الشباب الذين التحقوا بتنظيم داعش، خاصة وأن هؤلاء الشباب أغلبهم عايشوا العشرية السوداء، وهو ما يجعلهم أكثر وعيا من غيرهم .. دخولنا كان حذرا بالبحث عن عائلات بعض الذين التحقوا بالتنظيم، ووجهتنا كانت بلوغ عناوين عائلات أربعة شباب بعد سلسلة من المعلومات الأمنية التي تحصلنا عليها، تؤكد أنهم سافروا إلى العراق وسوريا عن طريق تركيا للجهاد كما يزعمون.. فكانت البداية . التحقيق في قضية محمد الذي تحوّل إلى ذبّاح في تنظيم داعش انطلق من تسجيل فيديو تم تداوله على موقع «اليوتوب» لجزائري يدعى أبو أيوب الجزائري، قام بإعدام شخص ذبحا، وهو الفيديو الذي حقق نسبة عالية من المشاهدة، جعلنا نبحث في حقيقة القضية وكان لنا أن اكتشفنا تفاصيل مثيرة في حياة أبو أيوب الجزائري، الذي انطلق من الكاليتوس فوصل إلى سوريا وعندها تحوّلت حياته 360 درجة.
إبن الكاليتوس حاصل على البكالوريا وهكذا كانت بداية الالتزام
التحقيق الذي باشرناه قادنا إلى البحث عن جانب الظل في شخصية محمد دري، المدعو «أبو أيوب الجزائري» الذي وصف بأول ذباح في تنظيم داعش، جزائري الأصل من أم جزائرية وأب جزائري وله 5 أشقاء، أحدهم مهاجر في سويسرا منذ 8 سنوات، حاصل على شهادة البكالوريا وبطل الجزائر في رفع الأثقال سنة 2002. محمد دري كان شديد التعلق بالرياضة فمارس رياضة رفع الأثقال وتحصل على شهادات في المجال، كما ارتقى للحصول على شهادة مدرب في رياضة رفع الأثقال. بداية التزام محمد كانت بين سنتي 2005 و2006، أين قام بأداء عمرة وقام بحضور حلقات لعلماء في السعودية، فقرر التعمق في طلب العلم وطلق بذلك الرياضة وواصل طلب العلم الشرعي.
من الحج إلى سوريا.. رحلة طلب العلم بمعهد الفتح الإسلامي
أدى محمد مناسك الحج في 2006، ليسافر بعدها إلى سوريا من أجل الالتحاق بأحد المعاهد، أين مكث قرابة 3 أشهر يطلب العلم الشرعي، قبل أن يعود إلى الجزائر ثم يعود بعدها إلى سوريا سنة 2007، ويقوم بالتسجيل في أحد المعاهد بمنطقة ركن الدين شمال العاصمة السورية دمشق، وخلال مكوثه في سوريا، كان محمد دري يزاول مهنة صناعة مواد التنظيف والدراسة في آن واحد، كما كان مهتما بتعلم الإعلام الآلي والأدب العربي. ولم يتوقف محمد عن هذه النقطة في طلب العلم وقام بالتسجيل في معهد الفتح الاسلامي في سوريا سنة 2009، وهنا تعرّف على فتاة سورية وقام بالارتباط بها بحكم أن والدها كان يدرّس محمد وأعجب بأخلاقه وحبه لطلب العلم الشرعي فاستقر في سوريا قبل أحداث الربيع العربي التي قلبت حياته رأسا على عقب.
محمد حصل على 17 إجازة من كبار العلماء في سوريا والسعودية
التحقيق الذي قمنا به قادنا إلى البحث عن المستوى الدراسي والمؤهلات العلمية لمحمد، الذي اعتبرته تقارير أمنية من أخطر العناصر «الجزائرية» الملتحقة بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، بالنظر لفيديو عملية الذبح الذي ظهر فيه محمد دري..الفيديو الذي أطلعنا عليه عن طريق اليوتوب تحت عنوان «فيديو مروع +18 هذا هو إسلامهم الرقة بسوريا تحت حكم داعش»، جعلنا نعتقد يقينا أن محمد غرر به بالنظر إلى مستوى الوعي لديه ..لكن العكس تماما وحقيقة مثيرة وقفنا عليها عندما رأينا شهاداته العلمية، فالرجل متحصل على 17 إجازة علمية من كبار العلماء في سوريا والسعودية ودرس على يد الشيخ علي فركوس في جامعة الخروبة.
إجازة في القرآن الكريم بثلاث قراءات وأخرى في صحيحي البخاري ومسلم وموطأ الإمام مالك
الإجازات العلمية التي اطلعت «النهار» عليها خلال التحقيق الذي قمنا به وتملك نسخة منها، تجعلنا نتيقن أن محمد صاحب علم ورجل دين تتلمذ على يد علماء لا يطعن في علمهم ولا يقدح في مستواهم في علوم القرآن والحديث.. دري محمد حاصل على إجازة في صحيحي النجاري ومسلم وموطأ الإمام مالك بن أنس وإجازة في القرآن الكريم بالقراءات الثلاث ورش وحفص وحمزة، وكذا إجازة في سنن النسائي وأخرى في كتاب علوم الحديث وإجازة بالجامع للإمام الترمذي وإجازة في شرح قطر الندى وبل الصدى وإجازة في سنن ابن ماجه وإجازة في ألفية ابن مالك وإجازة في كتاب نزهة النظر.
بعد 9 أشهر من الربيع العربي في سوريا عاد إلى الجزائر
عاد محمد دري إلى الجزائر بعد 9 أشهر فقط من انطلاق أحداث الربيع العربي في سوريا، تاركا خلفه زوجته السورية وابنه أيوب صاحب 8 أشهر، محمد دخل التراب الجزائري بشكل عادي نهاية سنة 2011 على أمل ان تلتحق به زوجته وابنه بعدها، لكن تطور الأحداث في سوريا بشكل سريع جعل من عودة محمد إلى سوريا مستحيلا والتحاق زوجته به في الجزائر من سابع المستحيلات بسبب الحرب الطاحنة الدائرة رحاها في سوريا، ومن ثم سيطرة تنظيم «داعش» على عدد من المدن وغلق الحدود السورية مع تركيا والسيطرة عليها، مما جعل محمد يعيش دوامة بين أمل لقاء زوجته وابنه والبقاء مع عائلته.
أبو أيوب لم يكن يريد العودة إلى سوريا ولكن..
بعد عودته من سوريا بسبب الربيع العربي، لم يكن محمد دري أو أبو أيوب، يرغب في العودة إلى سوريا وكان ينتظر التحاق زوجته وابنه من سوريا، لكن انتظار محمد طال كثيرا منذ عودته أواخر 2011 إلى غاية 2013، طوال تلك المدة كان محمد يتواصل مع زوجته عن طريق «السكايب» من فترة إلى أخرى، حسبما تسمح به الظروف، وكان يغلق على نفسه في غرفته بمنزله العائلي في الكاليتوس ولم يكن يتناول سوى حبات من التمر وقليل من ماء زمزم، وكان يقول لوالدته عندما تطلب منه تناول الطعام «كيفاش ناكل اللحم ووليدي ومرتي جيعانين في سوريا»، عبارة كان لها الأثر الكبير في نفس عائلة دري ووالدته خاصة، حسبما كشف عنه شقيقه أمين خلال حديثه إلى "النهار".
محمد سجل في جامعة خروبة ودرس على الشيخ فركوس
خلال تواجده في الجزائر، وبالنظر للشهادات التي كان يملكها وحبه الكبير للعلم الشرعي، فضل محمد التوجه إلى جامعة خروبة لمواصلة دراسته في انتظار فرج من الله والتحاق زوجته به، وقد درس محمد على يد أساتذة جامعة الخروبة على رأسهم زعيم السلفية في الجزائر الشيخ فركوس، وكان يتنقل بين مختلف المساجد للغرف من علم مشايخ السلفية، كما قام بمزاولة نشاط تجاري بالنظر للشهادة التي كان يحوز عليها في التداوي بالأعشاب، وكذا شهادة الخبرة في الحجامة الحاصل عليها من مستشفى الكندي في سوريا، لكنه لم ينس ابنه وزوجته رغم ذلك.
إمام متطوع في مسجد أبي بكر الرازي قبل العودة إلى سوريا
في تلك الأثناء، فضل محمد التحول إلى إمام في مسجد أبي بكر الرازي، وهو ما كان له فعلا، حيث تم الترخيص له بشغل منصب إمام متطوع في المسجد بعد سلسلة من الإجراءات الإدارية والأمنية، وكان محمد يزاول مهنته في محل الأعشاب الذي استحدثه بحي «شاطو روج» سنة 2012، فذاع صيته في مجال التداوي بالأعشاب والحجامة، كما نبغ في الإمامة، وهو ما جعل الكثير من الشباب يلتف حوله وهو ما خلق له الكثير من المشاكل من قبل البعض «أعداء النجاح»، وتسبب له في خلافات مع شباب يرتادون المسجد، وهو ما جعل دري يفكر بجد في العودة إلى سوريا مرة أخرى لملاقاة زوجته وابنه.
ضرب الغوطة بالكيماوي.. وفتاوى الجهاد في سوريا نقطة تحول
بعد احتدام الصراع بين الجيش السوري الحر وقوات الأسد، بثت وسائل الإعلام خبرا عن ضرب الغوطة بقنابل كيماوي، وحديث عن وقوع ضحايا بالآلاف وسط مدنيين عزل.. وجاءت بعدها فتاوى لعدد من العلماء المعروفين على غرار محمد العريفي تجيز «الجهاد» في سوريا ومحاربة نظام الأسد في سوريا وإسقاطه.. كانت هنا نقطة التحول في حياة أبو أيوب الجزائري، ليقرر السفر إلى سوريا عن طريق تركيا، وهو القرار الذي لم يخبر به محمد دري أحدًا إلى غاية اتخاذه الخطوة الأولى، وهي شراء تذكرة رحلة إلى تركيا قصد العبور إلى سوريا بعدها برا، بالنظر للعدد كبير من اللاجئين السوريين الموجودين على الحدود التركية.
ماي 2013 العودة إلى سوريا.. فيديو الذبح وقصة الانتماء لداعش
بعدها لم ينتظر محمد دري كثيرا ليعود إلى سوريا، فكان ماي 2013 موعد عودته إلى سوريا عن طريق تركيا، لكنه لم يتمكن من الدخول بسبب سيطرة تنظيم داعش على الحدود السورية التركية، فاضطر للبقاء 4 أشهر كاملة في مخيمات اللاجئين السوريين، وقام بالاتصال بعائلته في الجزائر ليطمئنهم على نفسه، قبل أن يتمكن من الدخول وقبل العبور إلى دمشق.. محمد اضطر للبقاء شهرين كاملين على الحدود وسط تنظيم «داعش»، قبل أن يسمح له بالدخول إلى العاصمة السورية والالتحاق بعشيرة زوجته، مباشرة بعد التحاقه بزوجته وابنه أجرى محمد اتصالا آخر بعائلته في الجزائر، أين أخبرهم أنه دخل التراب السوري والتحق بزوجته وابنه.. محمد اقتنع أن نظام الأسد فاسد ويجب مقاومته والإطاحة به فانضم إلى جبهة «النصرة»، مما جعله يقتنع بقاعدة «من مع بشار الأسد فهو ضدي» فكان الفيديو الذي نسب لتنظيم «داعش»، وهو في حقيقة الأمر لجبهة «النصرة» وعملية الذبح التي نفذها أبو أيوب في حق أحد الجنود المنتمين لجيش الأسد، وتم الترويج لها بعدها على أساس أنها لتنظيم «داعش». ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقام محمد بنشر فيديوهات أخرى تكشف عن حجز جبهة النصرة لكميات معتبرة من «السجائر»، وتم حرقها وظهر فيها محمد بصفته قاضيا شرعيا في جبهة «النصرة»، وهو يقول «الناس تجاهد وتقاتل وتحتاج إلى قطعة سلاح لمحاربة هذا الطاغوت بشار، وأصحاب القلوب المريضة يحاولون تهريب دخان، وهو من المحرمات بقيمة 65 ألف دولار، تقريبا 17 مليون ليرة سوري»، وظهر أبو أيوب الجزائري في تسجيل آخر، تحوز $ على نسخة منه، وهو يحمل راية «النصرة» ويساهم في عملية حرق السجائر المحجوزة. كما ظهر في تسجيل فيديو آخر وهو يحجز شاحنة من السجائر وسط حشود من المواطنين، وهو يحثهم على محاربة كل من تسول له نفسه تهريب المحرمات، وهو يرتدي «قميصا» وعمامة ويحمل جهاز «راديو لاسلكي».
التحقيقات الأمنية.. دري إرهابي ينتمي ل «داعش»!
بالمقابل، اطلعت "النهار" على محاضر تتعلق بالتحاق عدد كبير من شباب مناطق الكاليتوس وشراربة وبراقي ومفتاح، وكشفت أن محمد دري إرهابي متزوج من زوجتين، إحداهما جزائرية والأخرى سورية أنجب منها طفلا، التحق بتنظيم «داعش» في سوريا في 4 أوت 2013، وقام بتنفيذ عملية ذبح بعد التحاقه بالتنظيم الإرهابي، كما جاء في التقرير أنه قام بتجنيد عدد من شباب حي «سالومبي» بالكاليتوس وحي «شاطو روج»، وهم كل من مرزوقي سالم، زكراوي يوسف، وبصلي يونس، الذين التحقوا بتنظيم داعش شهر أوت 2013، كما بينت التقارير الأمنية أن عددا هاما من شباب منطقة شراربة والكاليتوس وبراقي ومفتاح، والمقدر عددهم بقرابة 15 شابا، التحقوا بالتنظيم الإرهابي، إما عن طريق تركيا أو عن طريق سوريا مباشرة.
أمين دري سقيق أبو أيوب يكشف ل" النهار": أخي التحق بسوريا من أجل زوجته وابنه ولم يستطع العودة بسبب داعش
زرنا «أمين دري» شقيق «محمد» الموجود حاليا في سوريا، وتحدثنا إليه، فكان حديثنا ممزوجا بحصرة الشقيق على شقيقه وافتقاده له، فحدثنا عن الشهادات التي نالها في مختلف العلوم الشرعية كالقرآن الكريم والحديث الشريف، وحدثنا عن علاقته بشقيقه الذي قال إنه تأثر به كثيرا بالنظر إلى حبه الكبير للنهل من مختلف العلوم، فقرر آمين هو الآخر السفر إلى مصر من أجل التخصص في العلاج بالأعشاب والعودة بعدها إلى الجزائر ليشتغل في المحل الذي كان يعمل فيه شقيقه محمد.
أمين في حديثه إلى " النهار" قال إنه ليس مقتنعا بفكر «داعش» ولا الجهاد في سوريا، ولكن شقيقه دفعته ظروف أخرى ربما للسفر إلى سوريا وهي ابنه وزوجته فقرر السفر من أجل العودة بهما إلى الجزائر، لكن الظروف لم تسمح له بذلك بسبب الحرب الطاحنة الدائرة في سوريا، فما كان له سوى الالتحاق بجبهة النصرة في بداية الأمر قائلا: «أخي حاصل على العديد من الشهادات في علوم الحديث والقرآن، ولو كانت نيته الانضمام إلى أي فصيلة مسلحة في سوريا لفعل ذلك عند اندلاع الحرب في سوريا ولم يعد إلى الجزائر سنة 2011»، ليضيف أمين: «محمد إنسان يحب طلب العلم وهو بطل الجزائر في رفع الأثقال والشهادات هي التي تتكلم عن سيرة محمد وليس أنا».وقال أمين في معرض تصريحاته: «محمد كان يرغب في العودة بعائلته إلى الجزائر ولم يستطع ذلك بسبب داعش التي كانت تغلق كل المنافذ، محمد قال لنا إنه من كان يريد الدخول إلى سوريا كانوا يسمحون له بذلك، ومن يريد الخروج منها كان يمنع».
تقارير أمنية تكشف عن سفر 9 شباب إلى العراق وسوريا
«حيّا» شاطو روج و «سالومبي» بالكاليتوس.. الطريق إلى «داعش»
تكشف تقارير أمنية عن التحاق عدد هام من شباب حيّيّ «شاطو روج» و«سالومبي» بالكاليتوس بالتنظيم الإرهابي «داعش»، يقدر عددهم حسب ذات التقرير، ب 9 شباب من أعمار مختلفة تتراوح بين 20 و30 سنة. وحسب التحقيقات التي قامت بها $ والمعلومات الأمنية التي تحصلت عليها، فقد تم تسجيل تحرك «مخيف» وسط الخلايا النائمة التي تعمل على تجنيد الشباب في الأحياء الشعبية الفقيرة خلال السنتين الأخيرتين، حيث تم إغراء عدد كبير من الشباب للالتحاق بالتنظيم الإرهابي المسمى «داعش» في سوريا، وذلك مقابل مبالغ مالية زهيدة جدا. وتكشف القائمة الإسمية التي تحصلت $ عليها بخصوص الشباب الذين تأكد وجودهم في سوريا والعراق، كلاًّ من «مرزوقي سالم» الذي ينحدر من حي «سالومبي» وفجّر نفسه في عملية انتحارية منذ قرابة شهرين، وكذا «زكراوي يوسف» و«بصلي يونس» والقائمة تطول.إلى ذلك، كشفت مصادر أمنية تعمل على التحقيق في القضية، أن الخلايا النائمة التي تعمل على تجنيد الشباب باتت كذلك تستهدف الفتيات من خلال استمالتهن بتحقيق حلمهن بالحصول على مبالغ مالية مغرية و«الجهاد» في سوريا والعراق، وهي العمليات التي تم إحباط عدد هام منها قبل وصول هؤلاء الشباب والفتيات إلى سوريا والعراق.
قال إنه كان يحب الرياضة.. عمي الطيب في تصريح ل" النهار": ابني يتّصل ليطمئنّ عليّ وعلى والدته كل شهر تقريبا
من جهته عمي الطيب في حديثه عن محمد والاتصالات التي يجريها مع محمد من سوريا، قال إنه لا يتصل هو بمحمد، بل العكس، فمحمد -حسب عمي الطيب- هو الذي يتصل كل شهر أو شهرين به للاطئمنان عليه وعلى والدته، ويتحدث إليه عن زوجته وابنه للاطمئنان عليهما. وقال عمي الطيب في حديثه: «محمد كان شديد الارتباط بالعائلة هنا في الجزائر، ولكنه كان يحب سوريا كذلك، لأن زوجته وابنه هناك وفي الكثير من الأحيان كان يغلق على نفسه في غرفته ولا يتحدث إلى أحد سوى والدته التي يتعلق بها كثيرا». إلى ذلك، قال عمي الطيب إن محمد يتصل به فقط ولا يتصل بأحد غيره من العائلة، وذلك بغرض الاطمئنان عليه وعلى والدته رغم أنه يتفق كثيرا مع شقيقه الأصغر «أمين» لكنه لا يتصل به.
التحق بتنظيم داعش سنة 2013 في رحلة من الجزائر إلى تركيا
مرزوقي سالم من عامل نظافة إلى انتحاري في العراق
خلال قيامنا بتحقيق حول عدد من الملتحقين بتنظيم الدولة الإسلامية في بلاد العراق والشام «داعش» تمكنا من الوصول إلى أشقاء أحد منفذي عملية انتحارية منذ 3 أشهر في العراق التحق بالتنظيم سنة 2013 وهو مرزوقي سالم.شقيقا سالم مرزوقي اللذان التقينا بهما رفضَا رفضًا قاطعًا أن نقوم بالحديث إلى والدهما ووالدتهما في المنزل العائلي، وكانا يحاولان تحاشي الحديث إلينا، إلا أننا تمكنا من افتكاك بعض التصريحات منهما في حديث لم يدم أكثر من نصف ساعة بأحد شوارع حي سالومبي بالكاليتوس، فقال أحدأاشقائه أن آخر خبر بلغ مسامع العائلة بخصوص سالم المتواجد في العراق هو قيامه بتفجير نفسه منذ 3 أشهر في عملية انتحارية، ولم يخف الشقيق سالم، الذي رفض الإفصاح عن اسمه، أن شقيقه التحق بالتنظيم بعد الالتزام بوقت قصير، وتمكن من ربط اتصالات بعدد من عناصر التنظيم في العراق ولم يقم بتجنيده دري محمد، وبعدما تمكن من الالتحاق بالتنظيم قام بتسجيل عدد من الفيديوهات، وهو ينفذ عمليات في سوريا والعراق خاصة تحت لواء تنظيم «داعش».
مراد مرزوقي في السجن منذ 10 أشهر لأنه تحدث إلى سالم
وخلال حديثنا إلى شقيقي سالم، كشفا عن المعاناة التي تعيشها العائلة نظير التحاق سالم بالتنظيم الإرهابي في سوريا والعراق بالنظر للمشاكل التي دخلت فيها العائلة، آخرها سَجن مراد مرزوقي شقيقهم الرابع لمدة 10 أشهر لا لشيء سوى لأنه تحدث مع شقيقه عن طريق «السكايب» عدة مرات.وتحدث الشقيقان عن معاناتهما اليومية بسبب استدعائهما للتحقيق معهما بشكل دوري من قبل مصالح الأمن، قصد معرفة كل صغيرة وكبيرة، ولم تتوقف معاناة الشقيقان هنا بل امتدت إلى البطالة التي يعيشانها على غرار الكثير من الشباب الجزائري، وسبب بطالتهما طبعا ليس نقص المؤهلات العلمية ولا الكفاءة، بل التحاق شقيقهما بالتنظيم الإرهابي، وعدم قبولهما كذلك في الخدمة العسكرية لذات السبب.
مُنعنا من استخراج جوازات سفر لأن شقيقنا فَجّر نفسه
وحسب رواية الشقيقين، فقد امتدت معاناتهما كذلك إلى الجانب الإداري بسبب رفض السلطات المعنية منحهما جواز سفر، خوفا من اللحاق بشقيقهما في سوريا والعراق والانخراط في التنظيم الإرهابي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.