السلام عليكم يا من أكنّ لكم فائق التقدير والاحترام، أنتم إخواني القراء الكرام، وأسأل الله أن يكون الحل لمشكلتي من خلال هذا المنبر الذي لا توقفه العقبات ولا ينحني أبدا للتجاوزات، لأنه استطاع أن يُوحّد النزعات ليجعل شعارها الواحد الذي لا شريك له النصح والتناصح، فهل لي نصيب من ذلك؟ أنا شاب في مقتبل العمر، من يراني يصفني بالحشمة والوقار والاتزان، ويحسبني صالحا لما أُظهر من التزام واستقامة، بعدما أطلقت لحيتي وارتديت لباس السلف الصالح، لكنني مقابل هذه الصورة الجميلة المزيفة أخفي الحقيقة المرة التي لا يعلمها سوى الله، لأني منافق في معاملاتي مع الناس، فلا أحد بوسعه أن يصدق أن هذا الملتزم بأداء صلواته في المسجد، هو نفسه من يراود بنات الناس ويتحرش بهن على مختلف أعمارهن ومستوياتهن وأماكن تواجدهن، نعم أفعل ذلك مع أي كانت وفي كل مكان، في الحافلة والشارع وفي السوق وعندما أدخل محلات الباعة وفي الأماكن العامة والإدارات على حد سواء، يكيفني لأحقق هذا الشذوذ الأخلاقي أن أكون في مكان لا يعرفني فيه أحد . هذا الميل الشديد للفاحشة جعلني أعيش في دوامة لأنني عندما أختلي بنفسي، أنبذ تلك الأفعال التي تقشعر لها الأبدان ويكاد الحياء يقتلني عندما أتذكر شريط المواقف التي مررت بها، لأني أتعرض للإحراج من طرف بعضهن، فالنساء لسن سواء ومنهن من تطاوعني. مقابل هذه الأفعال التي لا تخلو منها يومياتي أبدا، أرفض أن يعاكس أي كان امرأة ولا تروق لي أفعالهم، مع الإشارة إلى أن ما أقدم عليه لا يدوم طويلا وينقضي على الفور، بعدما أسترجع خشيتي من الله. إخواني القراء، أعترف بأن هذا السلوك أحدث شرخا بالغا في شخصيتي، فأصبحت ضعيفا وهشا، ارتبكت منظومتي الإيمانية وحدث بها خلط لا يعلمه إلا الله، أرغب بالتوبة لكني لا أعرف السبيل لذلك، فهل أحجب نفسي عن كل الناس؟ أم أردعها بالقوة وأُقدم على الانتحار لأتخلص من تبعات هذا الذنب العظيم؟.