جرحى واعتقالات في ثورة هوليغانز سطيف.. والوفاق مهدد بعقوابات قاسية

15 ألف مناصر بكلمة واحدة: «ارحل يا حمّار»
انتقلت عدوى أعمال الشغب التى أشعلها الهوليغانز في فرنسا، مع انطلاق منافسة كأس أمم أوروبا، إلى أنصار وفاق سطيف، في مباراة أول أمس أمام نادي صن داونز الجنوب إفريقي، لحساب الجولة الأولى من دور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا، حيث خلفت العشرات من الجرحى والاعتقالات وأدت إلى توقيف اللقاء، وكانت رسالة أنصار الوفاق واضحة، والتي دوّت في سماء ملعب 8 ماي وأرجاء المدينة أمام مرأى ومسامع السلطات المحلية، وبكلمة واحدة: «ارحل ... ارحل يا حمّار»، والتي كانت المطلب الأساسي والرئيسي للأنصار منذ فترة طويلة، حيث جاءت الدقيقة 64 أين أضاف المنافس الهدف الثاني لتتعالى أهازيج 15 ألف مناصر تطالب حمّار بالرحيل، مؤكدين أنه ليس في مستوى فريق بحجم الوفاق، لتتحول المدرجات إلى ساحة لتبادل الرشق بين بعض الأنصار ورجال الأمن، ولم يتوقفوا عند هذا الحد، حيث نظّموا مسيرات سلمية في الشوارع من دون أي شكل العنف مثلما حدث في الملعب. هذا وقد فاجأ الجمهور السطايفي بردّ فعله العنيف، والذي يرى المتتبعون أنه أكد توسّع رقعة الغضب والاستياء الشعبي تجاه سياسة الرئيس حمّار، والتي اقتنع الأنصار أنها تسير بالفريق نحو العودة إلى السنين العجاف، ولم يعد السطايفية يقتنعون بخياراته، حيث بلغ الغضب ذروته.
مناصر قطّع جسده بالخنجر أمام مرأى الوالي
أقدم مناصر كان في المدرجات المغطاة، بالقرب من المنصة الشرفية أين كان والي الولاية حاضرا لمتابعة المباراة، على تقطيع جسده بالخنجر عقب الهدف الثاني للمنافس، على مرأى والي الولاية، وكان في حالة هيستيرية يطالب بتنحية الرئيس حمّار، في صورة تجسد الدرجة التي وصل إليها استياء الأنصار من حمّار.
مصابون وسط الأمن والأنصار وعشرات المعتقلين
جاءت الحصيلة ثقيلة وتؤكد أن ما حدث يستدعي فتح تحقيق لمعرفة أسبابه، حيث استقبلت مصلحة الاستعجالات للمستشفى الجامعي عبد النور سعادنة العشرات من المصابين من الأنصار ورجال الأمن، حيث يوجد رجل أمن في حالة خطيرة عقب تلقيه ضربة على مستوى الرأس، حيث بقيت المشادات بين الأنصار ورجال الأمن ساعتين بعد نهاية المباراة، أدت إلى اعتقال العشرات وإحالتهم على العدالة في الساعات القادمة.
الوفاق مهدد بعقوبات قاسية واللعب بعيدا عن ملعب 8 ماي
تدرس لجنة الانضباط على مستوى الكاف التقرير المفصل الذي رفعه الحكم المالي كايتا والمحافظ الغيني بخصوص الأحداث التي شهدتها المباراة، والتي أدت إلى اجتياح عدد من الأنصار لأرضية الميدان، ثم توقف المباراة قبل نهايتها ب3 دقائق، ما يعنى آليا الخسارة على البساط بثلاثية نظيفة مع تسليط عقوبة قاسية على الجمهور الذي سيحرم من مشاهدة فريقه، وبرمجة مواجهات الفريق القادمة بعيدا عن ملعب 8 ماي، حيث ستحدد لجنة الكاف عدد المباريات التي لن تقل عن عدد المواجهات المتبقية للفريق بميدانه.
المباراة تفجر الخلافات بين حمّار وعمراني
يتجه الرئيس حمّار إلى استغلال موعد توقيع العقد مع المدرب عمراني، بمعية طاقمه المساعد، لإعادة التفاوض على بعض الشروط التي كان حمّار قد وافق عليها على أساس موافقة المدرب على قيادة التشكيلة إلى انتزاع التتويج الإفريقي، لتأتي مواجهة صن داونز لتقلص بشكل كبير من حظوظ الفريق في تحقيق الحلم، وهو ما سينعكس سلبا على العلاقة بين الرجلين، ما قد يؤدي إلى انسحاب عمراني الذي من المؤكد سيرفض أي تراجع حول النقاط التي تم الاتفاق عليها، فيما سيجد حمّار نفسه أمام حتمية تغيير بنود العقد بعد تضييع الهدف الرئيسي الذي من أجله تم استقدام عمراني.
عمراني يضيّع ثقة الجمهور ويجعل من أيامه معدودة
لم يستغل المدرب عمراني أول اختبار رسمي له مع التشكيلة، بعد أن تلقى صفعة موجعة من تشكيلة صان داونز ودرسا ميدانيا في التنظيم وحسن الانتشار وكيفية تسيير مثل هذه المباريات، ما زاد من انتقادات الأنصار لخياراته، سواء على مستوى التشكيلة الأساسية أو في خطة اللعب، وجعله يضيع فرصة كسب ثقة الجمهور السطايفي، ما يجعل من أيامه في سطيف معدودة وأي تعثر ثانٍ في مصر سيجعله ضغطا إضافيا على التشكيلة.
حمّار يضعف موقفه في الانتخابات القادمة
سيدخل حمّار الجمعية العامة الانتخابية لرئاسة الفريق الهاوي المرتقبة شهر جويلية القادم، من موقع ضعف، حيث لن يكون لديه ما يعد به أعضاء الجمعية العامة بعد أن أثبت فشله طيلة الموسم وعلى جميع الجبهات، البطولة، الكأس ورابطة الأبطال، التي كان يريدها شعارا للحملة الانتخابية، يضاف إليها حالة الاستياء الجماهيري تجاهه، ما يجعل منصبه كرئيس مهددا من أي منافس يقدم ملف ترشحه، خاصة أن الوصاية والسلطات لن تقف موقف المتفرج أمام الغضب الجماهيري تجاهه، ومن المنتظر أن تباشر البحث عن بديل يحظى بثقة الأنصار ويخفف من حالة الغضب.
«الباز» الملجأ الوحيد للتشكيلة لتجنب غضب الأنصار
ستكون المدرسة الرياضية الباز الملجأ الوحيد للتشكيلة مع موعد استئناف التدريبات استعدادا لمواجهة الجولة الثانية نهاية الشهر الحالي أمام نادي الزمالك المصري في القاهرة، وتجنب أي رد فعل غاضب من الأنصار، بالنظر إلى موقع المركز المحصّن، الذي ظل ومنذ افتتاحه الحصن المنيع الذي يجنب التشكيلة ضغوطات وثورة الأنصار.