النيران تلتهم أكثر من 150 هكتار من الغابات خلال يومين في المدية شهدت العديد من ولايات الوطن، إثر موجة الحر التي ضربتها خلال 48 ساعة الأخيرة، حالة طوارئ، بسبب الحرائق التي بلغ عددها أكثر من 800 هكتار ومئات الأشجار المثمرة، كما لقي شخص مصرعه وهجرت عشرات العائلات لمنازلها هربا من ألسنة النيران، فضلا عن عزل العديد من القرى والمداشر . وفي هذا الشأن، سجلت مصالح الحماية المدنية بولاية تلمسان، على مدار 48 ساعة حريقين جسيمين خلفا خسائر كبيرة، حيث لا تزال وحدات الإطفاء التابعة للمديرية الولائية للحماية المدنية بالتنسيق مع وحدات سبدو وأولاد الميمون، ترابط بمكان اندلاع الحريق الغابي، الذي نشب في حدود الساعة الثانية والنصف زوالا من مساء أول أمس، حيث زادت صعوبة التضاريس من مهام عملية الإطفاء، التي دخلت يومها الثاني مع تسجيل تدفق نحو 60 عونا للمشاركة في الإخماد. هذا، ووفق الحصيلة الأولية والتقريبية لهذا الحريق، الذي يعد أول حريق غابي تسجله ولاية تلمسان، فقد فاقت الخسائر ما يزيد عن 40 هكتارا من أشجار الصنوبر والأحراش، وقد ضاعف هذا الحريق من درجة الحر بمدينة تلمسان، وما جاورها طيلة اليومين المنقضيين. وبضواحي بن سكران شمال شرق تلمسان، نشب حريق جسيم في حقل وأتى على زهاء 11 هكتارا من القمح الواقف، حيث تدخلت وحدات الإطفاء وأخمدت هذا الحريق الذي يعد الثاني من نوعه، بعد آخر اندلع منذ أيام بحقل آخر يقع بالمكان المسمى بلاطو بين بلدية اعمير وبن سكران وخلف خسارة مقدرة ب40 هكتارا من القمح الواقف. تسجيل أزيد من 20 حالة إغماء في الأخضرية وفي البويرة، تسببت الحرائق المندلعة بغابات بوكرام وبودربالة بأعالي الأخضرية، منذ نهار أول أمس، في نفوق مئات الرؤوس من الدجاج، بعد أن التهمت النيران مدجنتين بذات القرى النائية، إلى جانب إتلاف أكثر من 20 صندوقا لتربية النحل، وكذا انفجار قارورة غاز كانت متواجدة بإحدى المدجنتين من دون تسجيل خسائر بشرية، في ذات الوفت تعرضت سيارة وجرار إلى حرق جزئي. في ذات الوقت، تم إحصاء خسائر في أشجار الثمار قدرت بأزيد من 200 شجرة بذات المناطق، وكذا ناحية المقراني والروراوة غرب البويرة. وسجلت مصالح الحماية أزيد من 20 حالة إغماء وسط العجائز والشيوخ بذات المناطق، بسبب تصاعد دخان الحرائق وارتفاع درجة الحرارة. وفي تيزي وزو، تسببت الحرائق التي اندلعت بعدة مناطق بالولاية في عدة خسائر مادية وحتى بشرية، من قتيل وعدة مصابين، حيث احترقت عدة بنايات سكنية، لاسيما في كل من مناطق معاتقة وتيزي راشد وذراع الميزان، التي كانت الأكثر تضررا، وأسفرت عن منكوبين ومتشردين وقد تسبب الوضع في عزل القرى والمداشر، وتسجيل عدة مناطق مهددة بهذه الحرائق المهولة التي لا تزال مستمرة، في وقت تم إنشاء خلايا أزمة. إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي والماء الشروب، تم تسجيل احتراق أزيد من 15 ألف شجرة زيتون في خمسة حرائق فقط، وإتلاف أزيد من 770 هكتار، إضافة إلى هلاك الحيوانات من ماشية ودجاج ونحل. وقد لقي لحد الساعة شخص يبلغ من العمر 64 سنة مصرعه حرقا بقرية آيت رحمون التابعة لبلدية آيت يحيى موسى لما كان في صدد إخماد النيران رفقة الحماية المدنية، إذ لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى كريم بلقاسم بذراع الميزان، وهو الأمر الذي استدعى تدخل قوات الجيش الوطني مدعمة بالعتاد والتجهيزات الضخمة للسيطرة على النيران وانقاذ عشرات العائلات من وسط اللهب. اندلاع 3 حرائق في يوم واحد بغابات الجنوب في سيدي بلعباس اندلعت 3 حرائق بعدة مناطق جنوب ولاية سيدي بلعباس، تسببت في موجة حر كبيرة منها حريق في غابة منعرج جبل عائشة ببلدية تاوريرة وآخر بغابة الحصيبة وآخر بغابة تاوزيزين في واد السبع، حيث سخرت مصالح الحماية المدنية كافة الوسائل من أجل إخماد هذه الحرائق الكبيرة، فيما لم تحدد بعد المساحة الإجمالية التي تضررت جراء ألسنة اللهب. النيران تلتهم أكثر من 150 هكتار من الغابات خلال يومين في المدية شهدت ولاية المدية، خلال اليومين السابقين اشتعال النيران في مختلف الغابات والأراضي الفلاحية المنتشرة على أقليم الولاية. وحسب مصادر «النهار» فإن النيران أتت على أكبر حصيلة بالمكان المسمى بالمكان المسمى الرواكش –الغابة الكحلة – بلدية بوشراحيل شرقي المدية. هذا، وعرفت منطقة سيدي على السياحية بالحمدانية حريقا بالغابات المجاورة، أدى إلى محاصرة السكان، مما أدى إلى تدخل الحماية المدنية من دون تسجيل أي ضحايا من جراء الدخان المتصاعد من النيران. الحرائق تتلف عشرات الهكتارات من الأشجار وخسائر مادية معتبرة في جيجل تسببت، ليلة أول أمس، الحرائق التي شهدتها مختلف المناطق الغابية المنتشرة عبر بلديات ولاية جيجل، على غرار أعالي منطقة برج علي ببلدية السطارة في إتلاف عشرات الهكتارات من الأشجار الزيتون، بالإضافة إلى عدد معتبر من صناديق تربية النحل، وقد صرح بعض المواطنين القاطنين بمختلف القرى والمداشر التي مسها لهيب النيران أن الحرائق التي تواصلت إلى غاية صبيحة يوم أمس، امتدت إلى بعض المنازل المهجورة، قبل تدخل مصالح الغابات، وكذا عناصر الحماية المدنية الذين سخروا كل الوسائل المداية والبشرية لأجل إخماد هذه الحرائق والتحكم في لهيبها، الذي كبد المواطنين والفلاحين على حد سواء خسائر مادية معتبرة لم يتم تحديدها بعد، وقد شهدت في اليومين الآخيرين بعض المناطق الأخرى حرائق مماثلة مست أعالي دوار أولاد بوفاهة بالعنصر وجبال بوراوي بلهادف. طوارئ بالمستشفيات وتسجيل 25 حالة إغماء واختناق مواطنين في عنابة شهدت الساعات القليلة المنصرمة مدينة عنابة وضواحيها، موجة حر شديدة فاقت 47 درجة، وحرائق مختلفة بغاباتها مست جزءا كبيرا من الشريط الغابي الغربي، خاصة بجبال «بوقنطاس»، تسببت حسب مصادر طبية عن تسجيل 25 حالة إغماء واختناق في صفوف المواطنين من كبار السن والأطفال، وحتى المرضى خاصة الربو و ضغط الدم. وأضافت المصادر أن مصالح الاستعجالات الطبية على مستوى العيادة المتعددة الخدمات «العربي خروف» وسط المدينة، وكذا استعجالات الطبية للمستشفى الجامعي ابن رشد واستعجالات مستشفى ابن سيناء شمال المدينة، قد اتخذت كل التدابير والإجراءات الضرورية اللازمة، من خلال وضع فريق طبي عامل ومجند للتكفل بالمتضررين. الحرائق تتلف 1325 حزمة تبن وأكثر من 28 هكتار قمح في ڤالمة عرفت ولاية ڤالمة، نهار أمس، سلسلة حرائق عبر بلديات بوعاتي والركنية وعين احساينية مخلفة خسائر مادية معتبرة، وقد تمثل الحريق الأول الذي كان على مستوى جبل المنشار ببلدية بوعاتي محمود، حيث خلّف إتلاف حوالي 3 هكتار أدغال وأحراش و6 هكتار فلين، بالإضافة إلى كوخين بهما ماشية و1100 حزمة تبن، وقد تم حماية 3 مناطق سكانية، زريبتين بهما 30 بقرة و140 رأس غنم ومستودع لتربية الدواجن و28 خلية نحل و550 حزمة تبن. فيما أدى الحريق الثاني إلى إتلاف 10 هكتارات من الأحراش و9 هكتارات من القمح الصلب قائم بمشاتي عين الحمراء ومشتة البقرات ببلدية الركنية، كما عرفت مشتة زرواطي ببلدية هواري بومدين عين احساينية حريقا مهولا أدى الهلاك وإتلاف حوالي 4 قناطير من علف الغنم و325 حزمة من كلإ المواشي. النيران تلتهم سيارة وامتدت إلى مساكن المواطنين حرائق مهولة.. فرار عشرات العائلات والوالي يعلن حالة «طوارئ» في ميلة حالة استنفار عاشتها مختلف المصالح الأمنية والمدنية، مساء أمس، ببلدية تسالة لمطاعي في ولاية ميلة، نتيجة الحرائق المهولة التي نشبت فجأة بمشتة آنسة التابعة للبلدية. وأوردت مصادر محلية ل«النهار» أن عمليات تدخل واسعة نظمتها وحدات الحماية المدنية التي شوهد مديرها الولائي الجديد في الميدان، ضمن التكتلات البشرية والمادية التي وضعتها الوحدات الرئيسية والثانوية للحماية المدنية لإخماد الحرائق، وقد ارتفعت حدتها في آخر المساء، وتطورت وارتفع علوّها لغاية 10 أمتار، مما صعّب عملية الإطفاء، ووجد المتدخلون صعوبات كبيرة في مواجهة ألسنتها الملتهبة على مسافات لا تقل عن 60 و50 مترا، وإلى ذلك، سار رتل من شاحنات الحماية المدنية للدوائر الكبرى المحاطة ببلدية تسالة لمطاعي التابعة لدائرة ترعي باينان، محمّلة بصهاريج المياه التي وضعت تحت خدمة رتل الحماية المدنية. وأورد مواطنون ل«النهار» أن اشتعال ألسنة النار أدى بالعشرات من العائلات إلى الفرار من مساكنها لمختلف الاتجاهات والمسارات الترابية، خاصة وأن النيران امتدت إلى الطريق العام، مما شكل تهديدا أكبر وأخطر لمستعمليه، أمام قلة الإمكانيات المتوفرة على مستوى حظيرة بلدية تسالة لمطاعي، التي تعتبر من البلديات الفقيرة ماليا، وحظيرتها لا ترقى لمستوى المخاطر الكبرى التي تشكل تهديدا للأمن العام للمواطنين، كما وصلت الحرائق إلى ممتلكات المواطنين واقتحمت مساكنهم بشكل غير مسبوق، صرحت مصادر محلية ل«النهار» بتسجيل احتراق سيارة من نوع «305» تعود ملكيتها لأحد المواطنين، كما حاصرت النار أيضا مؤسسات رسمية منها تربوية وإدارية، وإلى ذلك تحركت وحدات الجزائرية للمياه برتل آخر من صهاريج المياه من كل البلديات والدوائر الكبرى لأجل المساهمة في إخماد النيران، بالموازاة مع ذلك. وأورد والي ميلة عن تشكيله لخلية أزمة تتكون من مديريات الحماية المدنية ومحافظة الغابات والفلاحة والصحة والسكان والأشغال العمومية ومديرية الموارد المائية، وإن أشارت أولى المعلومات إلى عدم تسجيل خسائر بشرية، لكن مصادر متواترة أشارت إلى إمكانية تسجيل حالات واسعة من الصدمات بسبب الفاجعة وهول المشاهد المسجلة، خاصة مع اتساع رقعة الحريق بسبب الرياح التي طفت في ساعة متأخرة. إلى ذلك، قال محافظ الغابات لولاية ميلة في اتصال ب«النهار» إن مصالحه هي الأخرى وضعت كافة وحداتها البشرية والمادية من لأجل محاصرة النيران، مضيفا أن قوة الرياح صعبت التدخل بشكل قوي، مشيرا إلى أن غابة الزواغة التي سجل بها الحريق تضررت بشكل معتبر، متحدثا عن استدعاء مقاولين متعاملين ومدنيين أيضا للمشاركة في عمليات الإطفاء التي لا زالت متواصلة إلى غاية الساعة الثامنة مساءً من دون توقف. فيما ستعود الأجواء إلى معدلها الفصلي بداية من اليوم تراجع محسوس في درجات الحرارة بداية من يوم السبت من المنتظر أن تعرف درجات الحرارة تراجعا محسوسا بداية من يوم السبت، لتصل إلى أدنى مستوياتها الفصلية، فيما يتواصل ارتفاعها لنهار اليوم على غالبية المناطق الشمالية والداخلية مع تسجيل تراجح طفيف في حدتها. وقالت المكلفة بالإعلام على مستوى مصالحة الأرصاد الجوية، أن درجات الحرارة التي تم تسجيلها في اليومين الماضيين، ستعرف انخفاضا طفيفا اليوم، حيث سيتم تسجيل 35 درجة بالجزائر العاصمة والطارف، فيما تعرف ولاية إليزي درجة حرارة تصل 41 درجة، أما الأغواط فتقدر 42 درجة. وأضافت أن موجة الحر التي عرفتها عدة ولايات، ستستمر على مدار اليوم الأربعاء، علما أنّ الحرارة بلغت مستوى 44 درجة مئوية في الولايات الداخلية و40 درجة مئوية على مستوى الولايات الساحلية. وأفادت «بن رقطة» أنّ درجات الحرارة ستعود إلى معدلها الفصلي اعتبارا من أولى ساعات الخميس. وبالنسبة لولايات الجنوب، قالت المتحدثة إن درجات الحرارة ستبقى مرتفعة، حيث تصل إلى 47 درجة في بعض المناطق على غرار بسكرة والوادي، فيما سيتم تسجيل ضباب كثيف بالعديد من المناطق الشمالية صبيحى اليوم وغدا.
