الدعوة الى إعداد مدونات النصوص القانونية للشباب    توسيع المشاركة الشعبية من أجل بناء حزام وطني    الرئيس تبون.. وفاء بالالتزامات وتوفير أدوات التنمية الشاملة    ميرابي يعطي إشارة انطلاق الصالون الوطني للابتكار    مقاربة جديدة لغرس قيم ثورة التحرير المباركة في نفوس أبنائنا    اتفاقية إطار لدفع مشاريع الاستثمار الفلاحي    زيارات الرئيس إلى الولايات.. تسريع وتيرة التنمية    الدبلوماسية الجزائرية استعادت بقيادة الرئيس فعاليتها ومكانتها التاريخية    الجزائريون يعتبرون القضية الفلسطينية قضيتهم    الجزائر الجديدة.. تدابيرٌ لمرافقة الأطفال في الابتكار والإبداع الرقمي    وصول أزيد من 11300 حاج جزائري إلى مكة المكرمة    ملتقى الاستثمار في الزراعات الاستراتيجية : المساحات المؤهلة لاستقطاب المشاريع تناهز 5ر1 مليون هكتار في الجنوب    وزير الفلاحة : تحويل نحو450 ألف هكتار إلى ديوان تنمية الزراعة الصناعية بالأراضي الصحراوية    مراد: ملتقى النعامة يرسي أسس السياسة التنموية الجديدة    خلال 48 ساعة الأخيرة..وفاة 06 أشخاص وإصابة 474 آخرين بجروح في حوادث مرور    ورشة عمل حول التنبيب بالتنظير الليفي الأنفي    النعامة.. حملة واسعة ضدّ مخالفي قانون المرور    معسكر.. عروض مسرحية للطّفل طيلة جوان    نحو تسجيل "قصر لندن" في قائمة الجرد الإضافي    محمد هندي يفوز بجائزة الدّولة التّشجيعية بمصر    البطولة الوطنية للصم للشطرنج فردي بتيسمسيلت : تتويج كيزرة عطيفة وكلباز محمد    تمويل التنمية في افريقيا : اديسينا ينوه بمساهمة الجزائر النشطة    غيابات بارزة في تصفيات مونديال 2026.."الخضر" يلتحقون بمركز سيدي موسى    "لكل طفل كل حقوقه" شعار احتفالية اليوم العالمي للطفولة ببومرداس    لإحياء ذكرى وفاته.. معرض للكتب وآخر تشكيلي محاضرة حول " الشيخ الابراهيمي مهندس لفظ وفيلسوف معنى"    محرز يرد بشأن غيابه عن المنتخب الوطني: " لست المذنب"    كفاراتسخيليا يوافق على الانتقال إلى باريس سان جيرمان    الاحتلال الصهيوني يغتال طفولة الأسرى القصر في سجونه    ذكريات من بيت الأموات!!    غريزمان قد يرحل عن النادي في الصيف القادم    الهلال الأحمر الفلسطيني: ارتفاع عدد شهداء الطواقم الطبية في غزة جراء العدوان الصهيوني إلى 33    الخارجية الأنغولية تبرز"العلاقات المتميزة" بين أنغولا والجمهورية الصحراوية    دعوة إلى تعزيز البحث العلمي و التحفيز على الابتكار    تمنراست: بوطبيق يدعو إلى رص الصفوف لمواجهة كافة التحديات وتقوية مؤسسات الدولة    مكاسب القطاع في عهد الرئيس تبون سابقة في الدول العربية    بعث مسار التسوية السياسية ورفع العقوبات عن سوريا    مؤشرات إيجابية لتحسين مستوى معيشة المواطن    ثلاثة أندية سعودية تتنافس لضمّ آدم وناس    اتفاقية بين "هولسيم الجزائر" و"SLB" لخفض الانبعاثات الكربونية    نجم بن عكنون يحيي آماله في البقاء    صدور قرار يحدد الاعتمادات التي تمنحها وزارة الثقافة للمهرجانات    الإدارة تكشف عن مستجدات الإقصاء من كأس "الكاف"    أرضية رقمية للتكفل بحجّاج الجزائر    248 حاجاً يغادرون بشار    حجز كمية من الكوكايين بالوطاية    قرارات صارمة لإنهاء تهيئة 231 مدرسة    أنا بدويّ وأكتب عن البداوة    تتويج مستحق ل "البطحة" و"حداش حداش"    الوقاية من جرائم التزوير محور يوم دراسي    59 عائلة بالشحيمة تستفيد من الكهرباء الريفية    الإطاحة بعصابة أنشأت وكرا للدعارة    افتتاح الطبعة الثانية من الصالون الدولي للصحة والسياحة العلاجية والطبية بالجزائر    حج 2024 ..تخصيص 8أطنان من الأدوية للرعاية الصحية بالبقاع المقدسة    فضل الأضحية وثوابها العظيم    هذا حُكم الاستدانة لشراء الأضحية    جبر الخواطر.. خلق الكرماء    ليشهدوا منافع لهم    رسالة إلى الحجّاج..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أنتم خونة
فضائح بالجملة وتحريات كشفت حجم الجريمة
نشر في النهار الجديد يوم 21 - 03 - 2010

''أنتم خونة.. أنتم خونة''، بهذه العبارات الغاضبة فارق العقيد الشهيد علي تونسي الحياة متأثرا برصاصات غادرة أطلقها ضده، وفي مكتبه، العقيد المتقاعد شعيب أولطاش بعد أن تأكد بأن المدير العام للأمن الوطني مصمم على مكافحة الفساد مهما كانت درجته أو مكانته. العبارات الغاضبة التي أطلقها العقيد علي تونسي كانت ضد رفيقه وصديقه العقيد شعيب أولطاش وخاطبه بعبارة ''أنتم خونة.. أنتم خونة'' بصيغة الجمع، ولم يقل له أنت خائن بصيغة المفرد، لأن العقيد الشهيد علي تونسي كان متأكدا من أن شعيب أولطاش لم يتحرك بصفة فردية بل كان تصرف مجموعة لم تتردد بعد أسبوع فقط من حرق وتخريب 3000 ملف من أرشيف التحريات الأمنية والقضائية التي تخص ملفات الفساد في وضح النهار وفي أبرز شوارع الجزائر العاصمة. وجاء قرار العقيد شعيب أولطاش بتصفية المدير العام للأمن الوطني الشهيد علي تونسي بعد أيام فقط من تكليفه رسميا المفتشية العامة للأمن الوطني فتح تحقيق معمق بشأن مجموعة من الصفقات التي أبرمها العقيد أولطاش بصفته مدير برنامج العصرنة في جهاز الأمن الوطني منذ سنة 2007. وكانت الصفقة التي أبرمها العقيد أولطاش مع شركة ''ألجيريان بيزنس'' التي يسيرها صهره المدعو ''ت. س'' لتموين المديرية العامة للأمن الوطني بكميات ضخمة من أجهزة الإعلام الآلي، والتي تبين أنها كانت صفقة مبالغ فيها، وتمكنت لجنة التحقيق على مستوى المفتشية العامة للأمن الوطني من الكشف عن تفاصيلها في فترة وجيزة. وفي هذا الشأن، تفيد معلومات متطابقة أن العقيد الشهيد علي تونسي راسل رسميا العقيد شعيب أولطاش وطلب منه في الفاتح فيفري الماضي، أي 25 يوما قبل اغتياله رميا بالرصاص بمكتبه، تقديم توضيحات حول الصفقات التي أبرمها باسم المديرية العامة للأمن الوطني مع مجموعة من المؤسسات، منها تلك التي يعمل فيها أقارب له.
هكذا تمت الجريمة
وسمحت التحريات التي أجرتها مصالح الأمن الوطني حول ظروف الاغتيال، بأن الشهيد علي تونسي تعرض لإطلاق النار بعد دخول أولطاش مكتبه، طالبا إلغاء الاجتماع المتعلق بلجنة عصرنة جهاز الأمن الوطني، والذي كان مقررا أن يحضره رئيس أمن ولاية الجزائر عميد أول للشرطة عبدو ربي عبد المومن ومدير الإدارة العامة عميد أول للشرطة السيد دهيمي.وبعد رفض الشهيد علي تونسي الطلب بادر العقيد أولطاش إلى إطلاق عبارات يائسة لتجنب مواجهة خلال الاجتماع المرتقب أعضاء لجنة العصرنة الذي كان في صراع شديد معهم منذ أشهر، لأن ذلك يعتبر محاكمة له ولرفاقه المتورطين معه. وفي هذه اللحظات، قام الشهيد علي تونسي من مكتبه وبيده وثيقة أدلة تدين أولطاش، وهنا صاح المدير العام للأمن الوطني ''سي الغوثي'' غاضبا، في وجه مدير الوحدة الجوية للشرطة، قائلا له باللغة الفرنسية ''أنتم خونة.. أنتم خونة''.. قبل أن يخرج العقيد أولطاش مسدسا، أثبتت التحريات أنه كان سلاحا ناريا غير مرخص به، وأطلق على الشهيد علي تونسي رصاصتين في الرأس لم ينتبه لدويهما أحد، بسبب أصوات المفرقعات الآتية من ساحة الأمير عبد القادر ساعات فقط قبل ذكرى المولد النبوي الشريف.
أولطاش كان يريد تنفيذ مجزرة
مباشرة بعد ذلك، ومثلما أوردته ''النهار'' في اليوم الموالي للجريمة، طلب الجاني أولطاش من الكاتب الخاص للمدير العام للأمن الوطني لقاء أفراد أعضاء لجنة العصرنة لتصفيتهم جسديا الواحد تلو الآخر بسبب قناعته بأن هؤلاء هم من كشفوا تلاعب أولطاش بأموال المديرية العامة للأمن الوطني، وهو ما تم لكن دون تحقيق رغبة الجاني بسبب تنبه رئيس أمن ولاية الجزائر العميد الأول للشرطة عبدو ربي عبد المومن إلى رغبة العقيد أولطاش تصفيته بالارتماء عليه وشل محاولته إطلاق النار ضده وضد رفاقه من إطارات الأمن الوطني الذين تمكنوا من التحصن في مكاتب مجاورة، الأمر الذي دفع أولطاش إلى العودة إلى مكتب الشهيد علي تونسي الذي كان غارقا في الدماء ويده مرفوعة إلى السماء للاختباء فيه إلى غاية توقيفه من طرف القوات الخاصة للشرطة.
أولطاش لاعب فردي أم جماعي؟!
اكتشف الشهيد علي تونسي في آخر أيامه أن شعيب أولطاش كان منغمسا في لعبة نهب المال العام على مستوى المديرية العامة للأمن الوطني، لكن الاكتشاف الكبير هو أن أولطاش كان يلعب في فريق ''عصابة''، ذلك ما تبين في آخر كلمة للشهيد علي تونسي الذي خاطب أولطاش بصيغة الجمع لأنه يعرف ماذا كان يقول وبالتالي لم يكن لاعبا فرديا. ولم تسعف الأقدار ''سي الغوثي'' من البحث في هوية وتشكيلة هذا الفريق لكن جريمة حرق ملفات 3000 تحقيق أمني وإداري في الأمن المركزي بالعاصمة بيّنت في أقل من أسبوع أن الفريق ''محترف'' وقادر على الضرب بقوة في التوقيت الذي يريد والمكان الذي يرغب.. قضية للمتابعة.
نبذة عن حياة الشهيد
ولد الفقيد علي تونسي في 27 سبتمبر 1937، إلتحق بصفوف جيش التحرير الوطني بتاريخ
1 أوت 1957، بعد الإستقلال تقلد عدة مناصب أهمها:
- رئيس المصلحة المركزية للرياضات العسكرية من سنة 1981 إلى سنة 1984.
- مدير المدرسة العسكرية للعلوم مساحات الأرض بأرزيو من سنة 1985 إلى سن 1987.
- نائب قائد الناحية العسكرية الرابعة من سنة 1987 إلى سنة 1988، ليحال على التقاعد.
بداية من سنة 1995 عين الفقيد مديرا عاما للأمن الوطني
الرتب التي تقلدها:
- نقيب سنة 1967
- رائد سنة 1972
- مقدم سنة 1979
- عقيد سنة 1986
كما تحصل الفقيد على وسام الإستحقاق العسكري بدرجة أثير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.