أنا قارئة وفيّة لجريدة "النهار"، لذلك لم أتردد لحظة واحدة في طلب النصح منكم سيدتي نظرا لما أحمله في قلبي لكم جميعا من تقدير واحترام، ويكفي أنكم في وقت قياسي استطعتم احتلال المراتب الأولى ضمن الكم الهائل من الجرائد الوطنية. لقد وقعت في غرام رجل متزوج وأب لثلاثة أطفال، وهذا الأخير يا سيدة نور كان منذ سنوات قد تقدم لخطبتي، لكني رفضته لأني وقتها مازلت أدرس بالجامعة، وبعد مرور كل هذه السنوات، اكتشفت أنه مازال يحبني حيث عرض علي الزواج للمرة الثانية، وقال أن الله أعطاه الحق في ذلك، لكني ترددت بعض الشيء بسبب ارتباطه بأخرى، لكن زوجته عندما علمت برغبة زوجها، بدأت تختلق المشاكل وترسل لي المراسل بكلمات التهديد والوعيد، هذا ما جعلني أقرر الزواج به نكاية فيها، ولأن زوجها جدير بذلك فهو نعم الإنسان المتدين المتخلق. للإشارة، كل منهما تربطني بهما علاقة قرابة فما رأيك في هذه القضية سيدتي الفاضلة؟ نورة/ المدية الرد: عزيزتي، ما أصعب أن يتردد أحدنا بين أمرين ويبقى محتارا في اختيار أحدهما، ويزداد الأمر عناء حين تكون مسيرة حياتنا متوقفة على هذا الإختيار، لذلك، فأنا أشعر بعظم معاناتك وأسأل الله أن يشرح صدرك للحق ويهديك لما فيه الخير، أما بعد: لا تنتظري أن أشير عليك هنا بالموافقة على مشروع الزواج من هذا الرجل، أو رفض الفكرة من الأساس، لأن ذلك يتوقف على عدد من المعطيات لا تتوفر في رسالتك، لكن سأحاول أن أضع قدمك على الطريق الذي أرجو أن يوصلك بإذن الله إلى اتخاذ القرار الصائب في هذه القضية وبلوغ بر الآمان. من الخطإ أن يندم الإنسان على أمر فات، ويبقى أسيرا لتلك المواقف، يعيش أحداثها، ويتمنى أيامها، لأن الندم لن يغير شيئا، ولن يعيد ماضيا، بقدر ما يصيب الإنسان بالإحباط، فما مضى فات ولك الحاضر التي أنت فيه. إن الدافع للزواج هو الرغبة الصادقة في طلب الإستقرار العاطفي والنفسي والأسري، ولهذا كان الزواج مسيرة حياة، وليس لحظة عابرة، وأنت في رغبتك الإقتران بهذا الرجل، كأنك صرفت النظر عن هذا الدافع، إلى جعل الزواج منافسة ومسابقة بينك وبين زوجته، لكسب هذا الرجل، وطلب وده، والإنفراد بحبه، وليست هذه الحياة الزوجية، فالصفات التي ذكرت عن الرجل حسنة، لكن مع رجل سعيد الزواج يجب أن تكوني حذرة، لأنه ليس كل زوج وإن كان صالحا مؤهلا يمكنه التعامل مع زوجاته المعاملة الحسنة، لأن ذلك يحتاج إلى قدر من الحكمة والحنكة، وحسن التصرف والتعامل،