أدانت محكمة الجنايات الاستئنافية للقطب الجزائي المتخصص في مجلس قضاء قسنطينة، أمس الأربعاء، المتهم "ر.ف"، البالغ من العمر 22 سنة، والمكنى "أبو الفوارس"، ب 4 سنوات سجنا نافذا، بعد متابعته بجناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة، فيما التمس ممثل النيابة العامة تسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافذا للمتهم، الذي قام بالتقاط صور عبر تطبيق "غوغل إرث" لمقرات الناحية العسكرية الخامسة والمركز الإقليمي للبحث والتحري والمحكمة العسكرية والقيادة الجهوية الخامسة للدرك الوطني في "علي منجلي" بقسنطينة، ومقر صنع الأسلحة في مدينة خنشلة، بهدف إرسالها للإرهابي "أبو حذيفة" لإثبات حسن النية وكسب ثقته، بعد أن أخبره بأن والده ضابط سام في المخابرات الجزائرية، وأخبره الأخير بأنه سيلتقي به خلال جانفي 2019، أين عبّر له الإرهابي "ر.ف" عن استعداده للقيام بعمليات إرهابية يطلبها منه باستهداف الثكنات المذكورة بشرط إدخاله إلى ليبيا، إلا أن المتهم أنكر خلال استجوابه في جلسة المحاكمة بأنه أعلم الإرهابي "أبو حذيفة" بمعرفته للعديد من ضباط الشرطة، وأنه على استعداد لتصفيتهم وتقديم جميع المعلومات بشأنهم. وحسب ما جاء في ملف القضية، فإن الضبطية القضائية للأمن الداخلي في قسنطينة، وردت إليها معلومات تفيد بوجود شخص على علاقة بجماعات إرهابية، ليتبين بأن الأمر يتعلق بالمشتبه فيه "ر.ف" المكنى "أبو الفوارس"، وهو حارس حظيرة سيارات في "علي منجلي"، ليتم توقيفه بمدينة الخروب في 22 ديسمبر 2018 على الساعة 11 و 30 د صباحا، وبعد إخضاعه للتحقيق، صرح أنه في 2014 وخلال تصفحه في موقع "اليوتوب"، انتبه إلى شريط وثائقي في قناة "الجزيرة" الوثائقية بعنوان "أرض السواد" حول نشأة التنظيم الإرهابي "داعش"، وبعد البحث عنه، ظهرت له إصدارات للهيئة الإعلامية لهذا التنظيم الإرهابي، أهمها "لهيب الحرب"، الذي يوثّق أهم العمليات القتالية التي ينظمها "داعش" في "عين العرب" كوباني الكردية الواقعة على الحدود السورية – التركية، ومطار "طبقة" في "الرقة" و"تدمر" السوريتين و"الرمادي" في العراق، كما شاهد حصة "عملاء وعلماء" الذي يكفّر دعاة وأئمة ومفكّري العالم الإسلامي، منهم إمام "الحرم المكي"، "السديسي"، كما قام بتحميل تطبيق "التليغرام" في هاتفه النقال وقام بنسخ العديد من المواقع الجهادية والإرهابية، إلى غاية إدراكه بأنه تورط بدرجة كبيرة في تنظيم "داعش"، وذلك في مطلع 2018، خاصة بعد تحريضه من طرف الإرهابي "أبو الحوراء" على القيام بعمليات تفجير لصالح "داعش" باستعمال الأحزمة الناسفة والمتفجرات. وبعد الانتهاء من التحقيق، تم تقديم المتهم للمثول أمام وكيل الجمهورية بمحكمة الخروب الابتدائية الذي أحاله على قاضي التحقيق الذي أمر بإيداعه الحبس المؤقت إلى غاية محاكمته.
