كشفت مصادر مطلعة لجريدة «السلام» عن وجود حركة واسعة لتهريب مادة الحليب نحو ليبيا انطلاقا من ولايتي سكيكدة وعنابة، بعد مرورها عبر ولاية وادي سوف ثم المناطق الحدودية بين الدولتين، وبحسب هذه المصادر فإن مهربين من ولاية الوادي يقومون بنقل كميات معتبرة من الحليب وتخزينها بغرف تبريد بالمناطق الحدودية للولاية قبل تهريبها إلى ليبيا، وذلك بالاتفاق مع موزعين يستلمون كميات كبيرة من الحليب من المصانع الموجودة بولايتي سكيكدة وعنابة المعروفتين بإنتاجهما لهذه المادة، ويقوم هؤلاء الموزعون ببيع جزء كبير من حصصهم بأسعار أكبر من سعرها في السوق الجزائرية للمهربين الذين بدورهم يبيعونها في الأراضي الليبية بأسعار أكبر، مستفيدين من الفارق في الأسعار نتيجة دعم الدولة لمادة الحليب. وكانت عمليات تهريب المواد الغذائية من الجزائر باتجاه ليبيا قد شهدت ارتفاعا كبيرا منذ بداية العام الحالي، خاصة مع تشديد السلطات التونسية مراقبتها على حدودها مع ليبيا، بعد أن تكبد اقتصادها خسائر كبيرة بعد الثورة الليبية نتيجة حركة التهريب الواسعة، لتنتقل حركة التهريب هذه باتجاه الحدود الجزائرية الليبية، حيث سجلت مصالح الأمن إحباط العديد من محاولات تهريب مئات الأطنان من المواد الغذائية كالزيت والسكر والحليب والبطاطا ومواد التنظيف بكل من ولايات إليزي وتمنراست والوادي، مما تسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية بالولايات الحدودية الشرقية في المدة الأخيرة.