أعلن رجال الأمن والدرك بسطيف، حربا واسعة النطاق ضد أصحاب طاولات بيع الشواء الفوضويين، وكشفت مصادرنا أن مصالح الأمن حجزت قرابة 03 طاولة نهاية الأسبوع الحالي، إثر حملة مداهمات قامت بها عبر مختلف أحياء ومناطق الولاية على غرار حي طانجة الشعبي، 1006 مسكن، 400 مسكن، 1014 مسكن، حي المستقبل. في حين شنت مصالح الدرك الوطني حملة مماثلة عبر الأقاليم التي تخضع لسلطتها من بلديات وقرى ومناطق حضرية على غرار بلدية أوريسيا ومنطقة الحاسي وغيرها من الأماكن، التي ينشط فيها هؤلاء التجار غير الشرعيين، الذين تزدهر تجارتهم موازاة مع شهر رمضان المعظم، حيث عرفت انتشارا واسعا هذه السنة، بالنظر للأرباح الخيالية التي يجنيها أصحابها، غير مباليين بصحة المواطن والمستهلك، خلافا للتوجيهات التي أصدرها المجلس الشعبي البلدي ومصالح مديرية التجارة، في وقت سابق، حذرا من ممارسة هذين النشاطين غير المرخص لهما، بالنظر للخطورة التي قد تشكلها هذه المواد على صحة المواطنين، وتتمركز هذه الطاولات على مستوى الأحياء الشعبية وذات الكثافة السكانية المرتفعة، وتباشر نشاطها مباشرة بعد الإفطار وخصوصا أثناء فترة السهرة، حيث تعرض ما لذ وطاب من المشويات على الزبائن، على قارعة الطرقات والأرصفة وفي أماكن أقل ما يقال عنها بأنها غير صحية، حيث تغيب شروط الصحة والنظافة، عرضة للغبار ومختلف أنواع الأوساخ، حتى أن أصحاب هذه الطاولات، لا يراعون شروط حفظ اللحوم، منها سلسلة التبريد والحفظ، على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة التي تميز سطيف وبقية ولايات الوطن، قد تؤدي إلى تلفها ومن ثمة حدوث تسممات جماعية خطيرة، وحتى إلى الوفاة. وقد أكد المختصون أن بعض اللحوم على غرار اللحم المفروم والنقانق، سريعة التلف وتعريضها للهواء وكذا درجة الحرارة المرتفعة، تجعلها قابلة للتعرض للفطريات المجهرية، وبأن عدم حفظها في درجة حرارة الغرفة المقدرة ب 20 درجة مائوية يؤدي إلى نمو بكتيريا يمكن أن تنمو داخل أنسجة العضلات وتؤدي إلى حدوث فساد اللحم، كما أن ارتفاع درجة حرارة اللحوم أثناء التخزين يؤدي إلى نمو بكتيريا تعرف باسم السالمونيلا الخطيرة والتي قد تودي بحياة المستهلك. والجدير بالذكر أن بعض الباعة يعرضون اللحم المفروم في نفس الظروف، والكارثة هنا أعظم بكثير، حيث يؤكد المختصون أن اللحم المفروم أكثر قابلية للفساد من اللحم العادي كما أن عملية التقطيع وفرم اللحم تؤدي إلى ازدياد أعداد البكتريا فتصل إلى حوالي 60 ضعف من العدد الموجود في اللحم غير المفروم، وبالتالي على المستهلك أن يعلم أنه بصدد تناول سموم أصلية من الطاولات التي تبيع الشواء في كل زاوية. وأكدت مصالح مديرية التجارة، على لسان السيد برارمة، رئيس مصلحة مكافحة الغش والمنافسة والمنافسة المضادة، بأن مصالحهم غير معنية بالحملة التي شنتها مصالح الأمن والدرك في الآونة الأخيرة المتعلقة بمحاربة أصحاب طاولات بيع الشواء، لأن مصالحهم لا يمكنهم النشاط في الليل، لكن بالموازاة مع ذلك فإن المصالح الأمنية تملك صفة الضبطية القضائية، تمكن لها القيام بمحاربة التجارة الفوضوية وحجز المعدات المستعملة في طهي الشواء في الليل، خصوصا في ظل الخطورة التي قد يتسبب فيها تقديم مثل هذه الوجبات بعيدا عن شروط الصحة والنظافة.