قال محللون عسكريون إن تكلفة العمليات العسكرية التي يشنها تحالف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة، على تنظيم داعش (يطلق على نفسه الدولة الإسلامية في العراق والشام)، سيرتفع بشكل كبير إذا ما قرر نشر قوات برية، بجانب الضربات الجوية الحالية. وقال تقرير صادر عن مركز التقييمات الإستراتيجية والميزانية (CSBA)، إن العمليات ضد داعش، لن تقتصر على الضربات الجوية الحالية، لكنها ستضم قوى برية أمريكية رغم أن نطاق مهمتها لا يزال غير واضح، مشيرا إلى أن تجربة الولاياتالمتحدة في العراق وأفغانستان أظهرت أن تكلفة القوات البرية تميل إلى الزيادة. وطرح المركز في تقرير ثلاثة سيناريوهات فيما يتعلق بتكلفة العمليات العسكرية الأمريكية ضد تنظيم "داعش"، الأول في حال شن عملية جوية منخفضة الكثافة، تتراوح تكلفتها الشهرية بين 200 و320 مليون دولار، بينما تبلغ التكلفة السنوية بين 2.4 و3.8 مليار دولار، ويتضمن ذلك نشر 2000 جندي من القوات البرية. والسيناريو الثاني، يتمثل في شن عملية جوية أعلى كثافة، ونشر 5 آلاف من القوات البرية، وستتراوح تكلفة تلك العمليات بين 350 و570 مليون دولار شهريا، و4.2 و6.8 مليار دولار في السنة. ويتضمن السيناريو الثالث، نشر 25 ألف جندي أمريكي على الأرض بجانب الضربات الجوية المكثفة. وستتراوح تكاليف تلك العملية بين 1.1 إلى 1.8 مليار دولار شهريا، و13 و22 مليار دولار في السنة. وهذه التكلفة، أي 22 مليار دولار، تمثل تقريبا 29% من الميزانية العسكرية لأمريكا العام الماضي، ولكنها تساوي الميزانية العسكرية لكل من الجزائروالعراق ومصر خلال 2013، وفق بيانات صادرة عن مركز استكهولم الدولي لأبحاث السلام. وذكر التقرير أن تكلفة الجندى في العملية البرية تتراوح بين 40 و70 ألف دولار شهريا. وتستند هذه التقديرات إلى تكلفة العمليات في العراق بين عامي 2004-2012، والتي بلغت في المتوسط 66 ألف دولار لكل جندي بالخدمة شهريا، وهذا يشمل تكاليف العمليات والدعم والخدمات اللوجستية، والمقاولين. ومركز التقييمات الاستراتيجية والميزانية (CSBA) هو مركز بحثي مستقل وغير حزبي يهدف لتعزيز التفكير الإبداعي والنقاش حول استراتيجية الأمن القومي وخيارات الاستثمار، ويساعد صانعي السياسات على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن المسائل الإستراتيجية والسياسة الأمنية، وتخصيص الموارد. وستنتعش الصناعات العسكرية في الدول الغربية والولاياتالمتحدة بشكل كبير نتيجة لهذه الحرب، ولهذه الدول مستودعات ومخازن أسلحة في المنطقة ستستخدمها، وبالتالي فإنها تحرك مصانعها العسكرية، وخاصة إذا ما طال أمد الحرب سنوات. وأوضح أن الدول العربية ستتحمل كلفة الحرب وخاصة العراق الذي سيدفع الجزء الأكبر منها.