شن بطالون بعدد من ولايات الجنوب خلال الأسبوعين الأخيرين احتجاجات متواصلة تتخللها إضرابات عن الطعام، تنديدا بالوعود الكاذبة لمسؤولين محليين بخصوص توظيفهم، حالهم حال مواطنون احتجوا أمام المقرات الولائية في كل من ورقلة، الأغواط، وكذا إليزي، على قوائم السكن الاجتماعي، وقوائم توزيع قطع الأراضي المخصصة للبناء الريفي. احتج أمس العشرات من مواطنين بلدية تاجموت في ولاية الأغواط أمام مقر البلدية تنديدا بالتلاعبات التي شابت قائمة قطع الأراضي المخصصة للبناء الريفي والمقدر عددها ب 430 قطعة، وقائمة السكن الإجتماعي الخاصة ب 93 مسكن، وأعرب محتجون في إتصال هاتفي مع "السلام"، عن خيبة أملهم الكبيرة بعد الإفراج عن القائمتين السابقتي الذكر، موضحين أن عملية إختيار الأسماء المدرجة فيهما تمت في ظل غياب الرقابة، ودون مراعاة ملاحظات اللجان التي كلفت بدراسة الطلبات، في المقابل أبرزت مصادر ل "السلام"، أن جل أعضاء المجلس البلدي نفوا تدخلهم في تحرير القائمتين، محملين المسؤولية كاملة للأمين العام ورئيس البلدية، الذي طالب المحتجون برحيله، وعلى خلفية ذلك وتفاديا لأي إنزلاقات خطيرة أجلت المصالح البلدية الإفراج عن قائمة المستفيدين من 400 قطعة أرض أخرى، و270 سكن إجتماعي. في السياق ذاته يستعد الأساتذة الجامعيون المقصون من قائمة السكن الوظيفي الخاصة بجامعة عمار ثلجي بالأغواط، إلى تنظيم وقفة احتجاجية بعد غد الاثنين أمام مقر الولاية للمطالبة بلجنة تحقيق وزارية، عقب استيائهم الكبير من قرارات لجنة السكن بسبب ما وصفوه ب "الخروقات الواضحة في إجراءات عملية التوزيع"، والتي تمثلت أساسا في التستر على أسماء أعضاء لجنة دراسة الملفات والتي لم تعرف لحد الآن، رغم أن تعليمة الوزارة الوصية واضحة في هذا المجال والتي تحث على الإعلان عن أسماء الأساتذة الذين يشكلون هذه اللجنة، هذا فضلا عن غياب محاضر جلسات اللجنة وكذا عدم الإعلان عن القائمة الاحتياطية للذين يستفيدون في حالة وجود طعون وانسحاب آخرين. هذا ويواصل بطالون من ولاية ورقلة الإعتصام أمام مقر الولاية لليوم التاسع تواليا تنديدا بوعود الوالي ورؤساء البلديات القائلة منذ أشهر بتوظيفهم، "إلا أن ذلك لم يجسد لحد الساعة"،-على حد تعبير "د.ع" المتحدث بإسم اللحامين الجزائريين، الذي كشف عن دخول 7 شباب من هذه الفئة في إضراب مفتوح عن الطعام، إلى حين الإستجابة لمطالبهم، وكانت قد إنفجرت مواجهات أول أمس بين الشباب المعتصمين أمام مقر الولاية ووحدات كافحة الشغب التي تدخلت لتفريقهم ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا دون تسجيل حالات خطرة. من جانبهم تجمهر العشرات من شباب بلديات من ولاية إليزي أمام مقرات وكالات تشغيل محلية، تنديدا بعدم إدراجهم ضمن قائمة المعنيين بمناصب الشغل التي فتحها مجمع سوناطراك مؤخرا في عدد من الشركات الأجنبية المشرفة على عدد من مشاريعه، على غرار شركتي "ليد" السورية، و"تيكنيب" الفرنسية، وللإشارة تراوح معدل الاحتجاجات بوحدات سوناطراك في الجنوب بين 2 و3 مرات في الأسبوع، غالبا ما ينشطها بطالون سئموا وعودا بالتوظيف قطعها مسؤولو وحدات سوناطراك في الجنوب، ولم تنفذ. تراكمات وغليان بولايات الجنوب جعلها على صفيح ساخن، وباتت الأوضاع تلوح ببوادر إنفجار وشيك قد يؤزم الأوضاع ويتجه بها نحو منحى خطير يصعب بعدها التحكم فيه، هذا في إنتظار تدخل الحكومة لإحتواء الوضع مسبقا، بدل الإستعانة بالحلول الترقيعية بعد إنفلات الوضع.
