حمّلت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان من خلال مكتب الشلف، وزارة التضامن الوطني والأسرة مسؤولية التقصير في التكفل بمشردي الشارع خلال فصل الشتاء . قال هواري قدور رئيس المكتب الولائي بالشلف، إن "الجهات المسؤولة عن التكفل بفئة المشردين متأخرة جدا في تقديم المساعدة للمشردين والمعدمين، وفي مقدمتها وزارة التضامن الوطني والأسرة"، خاصة مع تغيرات المناخ التي تسبب العديد من الأمراض المزمنة والقاتلة أحيانا بالنسبة للأشخاص ذوي المأوى ما يجعل معاناة المشردين المفترشين للأرض والأرصفة أكثر تأزّما في غياب الرعاية الاجتماعية والصحية بهم، لمواجهة موجة البرد القارص التي تضرب الجزائر، دون اتخاذ الجهات الوصية الإجراءات اللازمة لحمايتهم من أخطار فصل الشتاء. وأضاف رئيس المكتب في البيان الذي أورده ل"السلام"، أن هذا الوضع "جعل عشرات المشردين والأشخاص الذين يعانون من أمراض عقلية في شوارع مدينة الشلف فرائس سهلة أمام متغيرات هذا المناخ نحو الأسوأ والذي حول حياة المشردين والمعدمين معا من جميع الفئات العمرية (رجال، نساء، أطفال صغار) إلى جحيم، قادهم للمبيت في العراء أمام بعض المؤسسات العمومية، على الرغم من أن الدولة ملزمة بتوفير الضمانات الاجتماعية للمواطنين كافة دون تمييز". وطالب المكتب الولائي للرابطة بتشكيل لجنة ولائية لمختلف المديريات التابعة للسلطات الوصية من اجل التكفل الميداني بهذه الفئة، بالتنسيق مع المجتمع المدني، مع إلزامية توفيرها جميع الإمكانيات البشرية والمادية الضرورية لذلك، في إطار برنامج شامل يتم إعداده للتكفل بالأشخاص دون مأوى ولاسيما خلال فصل الشتاء سواء ما تعلق بالدعم النفسي، الطبي وكذا الاجتماعي كما شدّدت الرابطة على ضرورة أن تلتزم وزارة التضامن الوطني بتوفير مراكز لإيواء هؤلاء الأشخاص، دون حصر المساعدة في تقديم الوجبات الساخنة والبطانيات وملابس فصل الشتاء. وكانت وزيرة التضامن الوطني والأسرة مونية مسلم، أعلنت سابقا أن الوزارة اتخذت كل الإجراءات اللازمة للتكفل التام بلاجئي سوراي والدول الإفريقية المجاورة، في حين أن مشردي الجزائري يعانون الأمرين دون أن يجدوا أدنى تكفل بهم وبأبنائهم في هذا الفصل.
