إذا نجحت الجزائر في حمل الدول المنتجة للنفط إلى وفاق تاريخي فإن المحافظة على ارتفاع الأسعار بات من باب المستحيلات بعد ضغط الشركات العالمية بأن الاتفاق لا يعدو أن يكون نظريا لا أكثر. فقد تراجعت أسعار النفط مع تزايد شكوك السوق في طريقة تطبيق أوبك خطة تقليص إنتاج النفط الخام بعد يوم من اتفاق المنظمة على ذلك. وكانت أسعار النفط قد حققت ارتفاعا كبيرا أول الأمر بعد قرار وزراء الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" خفض الإنتاج لأول مرة منذ 8 سنوات. وكانت الأسعار القياسية قد واصلت بادئ الأمر مكاسبها التي بدأتها في الجلسة السابقة بعد قرار منظمة البلدان المصدرة للبترول خفض الإنتاج بين 700 و800 ألف برميل يوميا إلى ما بين 32.5 مليون و33 مليون برميل يوميا، وبحلول الخميس تراجع خام برنت 17 سنتا إلى 48.52 دولارا للبرميل بعد أن ارتفع إلى 49.09 دولارا عند فتح السوق وهو أقوى سعر له منذ التاسع من سبتمبر. كان سعر التسوية لبرنت تحدد على ارتفاع 2.72 دولار بما يعادل 5.9 بالمئة في الجلسة السابقة. ونزل خام غرب تكساس الوسيط أربعة سنتات إلى 47.01 دولارا للبرميل بعد أن سجل 47.47 دولارا وهو أعلى مستوى له منذ الثامن من سبتمبر، وكان الخام الأمريكي صعد 2.38 دولار أو 5.3 بالمئة الأربعاء. قال مايكل مكارثي، كبير محللي السوق البترولية متحدثا لرويترز: "المستثمرون والمتعاملون متشككون - ولسبب وجيه المتعاملون الأميل للسخرية يتساءلون عن الغياب الكامل للتفاصيل وعن الإشكال المحتمل المتعلق بأي الدول ستخفض الإنتاج". وقالت "أوبك" إن حجم خفض إنتاج كل عضو سيتحدد خلال الاجتماع الرسمي التالي في نوفمبر وقد توجه الدعوة إلى منتجين آخرين مثل روسيا للانضمام إلى الاتفاق.