لم يجد مواطنو الجلفة من وسيلة للتعبير عن سخطهم من تسيير المجالس المحلية المنتخبة عبر كامل بلديات الولاية ال36 سوى الخروج عبر تجمعات على حافة الطرق لملاقاة الوالي أثناء قيامه بزيارات في وفد رسمي إلى البلديات رافعين لافتات كتب عليها عبارات تندد ب"الحقرة" و"التهميش"، ومنادين بالتدخل العاجل لانتشالهم من فوضى التسيير وغياب التكفل الحقيقي بانشغالاتهم خصوصا بالمناطق الريفية والمناطق النائية، وكذا الأحياء الشعبية. والي الولاية "عبد القادر جلاوي" بدوره لم يجد وسيلة لامتصاص غضب مواطني الولاية سوى التوقف الاضطراري عبر هذه المحطات والتشاور مع المواطنين مباشرة مع إعطاء وعود للتكفل بانشغالاتهم، وقد تركت هذه التصرفات قناعات لدى الجميع بأن ضعف أداء دور المجالس المحلية المنتخبة جعلت المواطن يخرج عن صمته ويرفع انشغالاته للمسؤول الأول عن الهيئة التنفيذية. ولعل أبرز المطالب المرفوعة هي الكهرباء الفلاحية والريفية والسكن الريفي بالنسبة لسكان المناطق الريفية، في حين يطالب سكان المناطق الحضرية بتوفير التهيئة الحضرية والإنارة العمومية والماء الصالح للشرب، وهو ما جعل الوالي يعيد تفعيل المفتشية العامة للولاية من أجل القيام بخرجات تفتيشية لجميع المصالح والبلديات والوقوف على المشاكل الحقيقية التي أدت إلى اتساع الهوة بين المواطن والهيئة المحلية المنتخبة، وهو ما ترجمته تدخلات ممثلي المجتمع المدني في لقاءاتهم المباشرة مع والي الولاية عند نهاية كل زيارة رسمية لبلديات دوائر الولاية فهل سيحقق والي الجلفة "عبد القادر جلاوي" ما أخفقت فيه المجالس المحلية المنتخبة؟