* العملية تحمل الكثير من المخاطر على صحة الأم بعد نحو نصف قرن من انتقال الولادة من المنزل إلى المستشفيات والعيادات الخاصة رجعت بعض السيدات للولادة مرة أخرى في المنزل كما فعلت الجدات قديما، وكان ذلك الرجوع لعدة أسباب أهمها أن المرأة تكون أكثر راحة من المستشفى لكن لا ننفى حالات الولادة التي ادت الى وفاة الامهات والاجنة بالمنزل بسبب غياب الرعاية الكاملة التي تضمنها المستشفيات . عتيقة مغوفل في حديث جمعنا بإحدى السيدات في أحد مواقف الحافلات كلمتنا عن تجربة ابنتها التي وضعت مولودها مؤخرا في البيت وذلك لان زوجها لم يستطع أن يأتي إلى البيت في الوقت المحدد من أجل أخذها إلى المستشفى، وقد ثمنت السيدة التجربة كثيرا، وهو الأمر الذي دفعنا للبحث عن سيدات أخريات قمنا بنفس التجربة. الولادة في المنزل أكثر خصوصية تعرفنا على الحاجة حليمة التي كانت تعمل في الماضي قابلة وتساعد النساء على الولادة في البيت، وقد ولدت على يدها كثير من النساء ، لتفاجأ بعد كل هذه السنوات بحفيدتها تعيد لها ذكرياتها القديمة بإصرارها على الولادة في المنزل مما اجبرها على تجهيز غرفة للولادة واستقبال المولود، وواصلت حديثها إصرار حفيدتي دفعني للموافقة لأن الولادة في المنزل عادة ما تكون أكثر راحة وخصوصية، لان جميع أفراد العائلة يكونون حاضرين بالإضافة إلى شعور حفيدتي بالاطمئنان لأنها في أيادي أمينة ولكنها ومع ذلك لا تقارن بالمستشفى من حيث الاهتمام والعناية بالأم وطفلها، وقد اعتادت النساء منذ زمن طويل على الولادة في المستشفى، ما جعل الولادة في المنزل تختفي تماما حتى لم تعد هناك قابلة منزلية تمارس مهنتها، التي هي غالبا مهنة متوارثة من الأم أو الجدة أو إحدى القريبات سوء المعاملة سبب في الفرار نحو المنازل أما السيدة شريفة التي تنتظر مولودها الثاني وتجهز نفسها لولادته في المنزل، فتعتبر أن تجربتها الأولى في الولادة كانت هي الدافع لها لتجربة الولادة في المنزل، وتشجعت أكثر حين جربت إحدى صديقاتها الولادة في المنزل واعتبرتها تجربة ناجحة، ونصحتها بها، وتقول: اخترت المستشفى في ولادتي الأولى إلا أنني فوجئت خلال ولادتي بالمعاملة السيئة من قبل الممرضات للمريضة في وقت تعبها، حيث لا عناية ولا اهتمام بالمريضة التي تكون أحوج إلى من يهتم بها، وقد دفعني ذلك إلى الخروج من المستشفى قبل تماثلي للشفاء، ومروري بوضع نفسي سيئ من جراء ما عانيته من معاملة العاملات في المستشفى ذلك يجعلني أشعر بأن الولادة في المنزل أكثر راحة وأمانا، خصوصا أن طبيبتي حين سألتها عن وضعية الولادة أخبرتني بأن وضعي ممتاز جدا، وحين أخبرتها برغبتي في الولادة بالمنزل لم تعارض ذلك ولكنها نصحتني بالحذر، وحاولت إقناعي بأن المستشفى أفضل، ولكني على قناعة بأن ما دام وضع الحمل طبيعيا فلا خطر على ولادتي في المنزل، خصوصا أن هذه هي الولادة الطبيعية والتي لا تزال ملايين النساء في العالم يلدن بها وبشكل عادي جدا وبسيط والأمر مختلف عما كان يحدث سابقا، فيتم تجهيز غرفة خاصة لها وممرضة تهتم بها ومكان مجهز للولادة والمولود، إضافة إلى تواجد المرأة القابلة بين عائلتها مما يسهل الاعتناء بها بعد الولادة مباشرة. الولادة في المنزل تدفع التوتر السيدة سهام مرت هي الأخرى بتجربتين إحداهما في المستشفى وأخرى في المنزل، تعتبر تجربة الولادة المنزلية هي الأفضل، خصوصا إذا كانت الأم مستعدة لها قبل ولادتها ومخططة لها وتضيف الولادة المنزلية أفضل وأكثر راحة من الولادة في المستشفى، خصوصا إذا وجدت مساعدة جيدة بالقرب منها. وعن تجهيزها لكلتا الولادتين تقول: بالنسبة إلى ولادتي في المستشفى كنت متوترة فيها أكثر من ولادتي في المنزل، لخوفي من عدم الوصول إلى المستشفى في الوقت المناسب، وللإرباك الذي تعانيه المرأة مع بداية أعراض الولادة، ما يجعلها غير قادرة على تذكر حتى ما تحتاج إليه من أغراض. أما بالنسبة إلى الولادة في المنزل فهي أقل توترا، حيث ترتاح المرأة على سريرها مع بداية أعراض الولادة، وسيكون بالقرب منها أمها وأخواتها ليهتمن بها وليخففن عليها، وستأتي القابلة التي اتفقت معها مسبقا لتتابع معها الولادة وتساعدها في عملية التوليد ما شجعني أكثر على هذه التجربة معرفتي بأن كثيرا من النساء اللائي يلدن في المنزل لأسباب خارجة عن إرادتهن، ولا يوجد معهن خبيرة تساعدهن على الولادة، يلدن بشكل طبيعي بمساعدة الشخص الموجود معهن حتى لو كان لا يمتلك أي خبرة، وهذا ما شجعني على هذه التجربة فإذا كانت بسيطة بالشكل المفاجئ فبالتأكيد ستكون مريحة ونموذجية إذا جهز لها مسبقا لكن وجب عدم التلاعب بصحة الام والطفل وان نجحت حالات الولاة عبر المنازل في مرات قليلة وعادة ما تتعلق بحالات الولادة الفجائية،فانها في الكثير من المرات ادت الى كوارث ووفيات بسبب حدوث نزيف دموي حاد عجزت من اشرفت على المخاض على توقيفه بالنظر الى نقص الوسائل الطبية الى غيرها من الحالات المميتة الاخرى وتكون الولادة عبر المستشفيات اامن على الحوامل .