حسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية ثلثا فاقدي البصر في العالم من النساء والفتيات أكد أحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية للوقاية من العمى أن عدد المصابين بعجز الإبصار في العالم اليوم يقدر بنحو 314 مليون شخص بينهم 45 مليونا من فاقدي البصر كما أن ثلثي من يفقدون البصر في العالم من النساء والفتيات. وأشار التقرير الصادر بمناسبة اليوم العالمي للإبصار إلى أن النساء في البلدان النامية تقل حقوقهن عن الرجال في الحصول على خدمات الرعاية الصحية إضافة إلى حقيقة أن النساء يشكلن أكثر من نصف كبار السن ومن ثَمَّ فإن تعرضهن للأمراض التي تؤدي إلى العمى مثل الساد (الكتاراكت) والتراخوما أعلى منها بين الرجال. وأوضح أن 80 من حالات العمى في العالم يمكن توقيها أو علاجها بتدخلات متاحة وميسورة التكلفة مثل جراحة التخلص من الساد التي تتكلف نحو 50 دولاراً فقط. ولاشك أن العمى عقبة تحول دون قدرة النساء على انتشال أنفسهم وأسرهن من وطأة الفقر. ومن شأن تبني مناهج تحسين أداء الخدمات للنساء والفتيات أن يقضي على عدم المساواة بين الجنسين في توخي العمى وفقدان الرؤية ليس ذلك فحسب بل وتفيد الأسر والمجتمع أيضاً. وتشير البيانات الحديثة إلى انخفاض أسباب العمى المرتبطة بالعدوى كنتيجة لتدخلات الصحة العمومية والتطور الاجتماعي _ الاقتصادي. إلا أن تشيخ السكان وتغير أنماط الحياة الصحية يعني أن أسباب العمى المرتبطة بالأمراض المزمنة مثل الانفصال الشبكي المرتبط بالسكري سيكون في تزايد مطرد. يذكر أن منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لمكافحة العمى تعملان على دعم برامج مكافحة العمى في البلدان الأكثر تضرراً من العمى. لذلك قامت منظمة الصحة العالمية بدعم مركز مكافحة عمى الأطفال ووضع آليات جادة على المستوى العالمي لدعم إجراء جراحة للساد مجاناً وتوفير نظارات طبية وكلها إجراء تقي المريض قبل المراحل الأخيرة. ولا شك أن تحقيق المساواة بين الجنسين سواء من خلال التخلص من الساد والتراخوما وعيوب الانكسار البصري أو سائر أسباب فقدان الرؤية يتطلب تضافر جهود كافة الشركاء العاملين بالوقاية من العمى.