* الشيخ أبو اسماعيل خليفة أضم صوتي إلى صوت عقلاء العالم بإنقاذ المجتمعات من وَيْلات المخدرات التي ضجّت الشكوى من هولها كثير من البيوت واصطلى من تعاطاها ومن عاشرها بنارها وأحالت حياة بعض العائلات إلى جحيم لا يُطاق. فوالدٌ يشكو وأمٌّ تبكي وزوجةٌ حيرى وأولادٌ تائهون في ضيعة عظمى ونحن في غفلة كبرى لا نبحث عن أسباب النجاة أو سبيل الخلاص!.. قد قال عنها المنظّرون: إنّ خطرَ المخدّرات وتأثيرها المدمّر أشدُّ فتكًا من الحروب التي تأكل الأخضر واليابسَ وتدمِّر الحضارات وتقضي على القدرات وتعطّل الطاقات . ومن تحصيل الحاصل أن نقول عن المخدّرات أنها تفسد العقل وتقطع النسل وتورث الجنون وتجلب الوساوس والهموم وأمراضًا عقليّة وعضويّة ليس لها شفاء وتجعل صاحبَها حيوانًا هائجًا ليس له صاحب وتُرديه في أَسوَأ المهالك مع ما تورثه من قلّة الغيرة وزوال الحميّة حتى يصير متعاطيها ديّوثًا وممسوخًا. وإنّ بلادنا لتواجه هجومًا شرسًا من جهات مشبوهة بخطط وأهداف بعيدة المدى لتهريب المخدّرات وترويجها بين أبنائنا لتحطيم البلاد كلِّها اجتماعيًّا واقتصاديًّا ودينيًّا وأخلاقيًّا وفي كلّ المجالات حتى أضحت حرب المخدّرات أحدَ أنواع الحروب المعاصرة الخطيرة والذي يقف في الميدان يدرك مدى ضراوةِ هذه الحرب. ألا إن هذا لنذير من النذر.. فالحذر الحذر.. للأسف.. إن الحديث عن المخدرات حديث مؤلم ولكن السكوت عنه لا يزيد الأمرَ إلا إيلامًا.. لذا فلا بدّ من الوعي بحقائق الأمور وإدراك حجمِ الخطر ثم التكاتُف والتآزر بين أفراد المجتمع ومؤسّساته للحدّ من هذا الوباء وصدّه قبل استفحال الداء ولا تقلْ يا أخي أنا أسرتي محافظة نسأل الله أن يحفظ أسرنا جميعاً لكن مع ذلك فقد تكون أنت أول المستهدفين. وليعلم الجميع: أنه ما من مشكلة يعاني منها المجتمع إلا ونحن جميعاً مسؤولون عنها أفراداً وجماعات ومنظمات وهيئات رسمية وهيئات غير رسمية المجتمع كل متداخل فلا بد من التوعية ولا بد من حركة نحو الإصلاح فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.. نسأل الله أن يعافينا في أنفسنا وفي ديننا وأهلينا وأن يقينا والمسلمين شرَّ هذه البلايا وأن يردَّ ضالَّ المسلمين إليه ردًّا جميلاً..