اعتبر رئيس الموساد الأسبق أفرايم هليفي أن التهديد الوجودي بالنسبة للاحتلال ليس التهديد النووي الإيراني وإنما هو التهديد الديمغرافي الذي يتحقق حينما يأتي يوم يكون فيه عدد اليهود في البلاد بين النهر والبحر أقل من عدد العرب. وقال عشية احتفالات دولة الكيان الصهيوني بالذكرى السبعين لقيامها في فعالية نظمت من قبل منظمة حاخامات إنه أدلى بأقوال مماثلة في لقاء مغلق جمعه مع قادة الأجهزة الاستخباراتية قبل سنوات. وأضاف أن بيرقراطية التهويد الموجودة في دولة الاحتلال تسبب مشكلة خطيرة جدا مشيرا إلى أن الحاخام الرئيسي للجيش في حينه رونتسكي خالفه في الرأي وأنه خلال يومين ثارت عاصفة في البلاد ضده واتهم باللاسامية. وأشار إلى أن رقم هاتفه تم نشره في كل الاتجاهات وتلقى الشتائم من قبل اليهود المتزمتين (الحريديم) الذين شتموه بكل الطرق التي يمكن أن تخطر في أذهانهم مضيفا أنه أدرك في حينه أن ذلك هو الخطر الحقيقي على دولة الاحتلال . واستذكر هليفي الذي شغل منصب رئيس الموساد في السنوات 1998 حتى 2002 معطيات إحصائية كشف عنها قبل أسبوعين جاء فيها أن عدد الفلسطينيين بين البحر والنهر أكبر من عدد اليهود وذلك استنادا لسجلات دقيقة . وتابع من المهم التنبيه إلى أنه ضمن المعطيات الإحصائية لعدد السكان في البلاد يظهر أكثر من 400 ألف شخص تحت خانة آخرين . ويؤكد أن الآخرين هم الشريحة الأكبر من مهاجري الاتحاد السوفييتي سابقا الذين لا يعتبرون يهودا لغرض الزواج والطلاق ولكن يتم ضمهم لليهود لإثبات أنه لا يزال عدد اليهود أكبر في الكيان . وتابع أن الفارق بين الغالبية وبين كوننا لسنا الغالبية من شأنه أن يكبر مستقبلا. صحيح أن معدل الولادات لدى المسلمين قد انخفض مقارنة بسنوات سابقة ولكن عدد الوفيات يتراجع ومعدل العمر للفلسطيني يرتفع بسرعة كبيرة جدا بحيث أن الاتجاه الديمغرافي يسير نحو زيادة كبيرة مطردة للمسلمين بين النهر والبحر والنسبة بين اليهود وبين غير اليهود ستكون ليست في صالحنا . وقال أيضا إن ذلك يشكل تهديدا وجوديا على دولة مشددا على أن السؤال الرقمي الديموغرافي مصيري من كل النواحي لمستقبلنا . ويمضي هليفي في تحذيراته بالقول إن دولتنا ستصمد عسكريا ولكن إذا تناقص العدد فإن التفوق العسكري لن يكون كافيا بحد ذاته ولن يكون ذا أهمية بشأن وجودنا القومي على أرضنا وهذه مأساتنا الكبرى . وأشار إلى تناقص عدد اليهود في العالم وتراجع ارتباطهم ب هذه ليست مأساة بحجم الهولوكوست ولكن مع الأرقام الموجودة اليوم التي نقصي فيها شرائح كبيرة من اليهودية العالمية لهذا السبب أو ذاك فنحن الآن في عملية تراجع أجيال يهودية سريعة. وإذا نظرنا إلى الأجيال الشابة وسط يهود الولاياتالمتحدة فإن عدد الشبان اليهود الذين ينفصلون بطريقة أو بأخرى عن اليهودية في تصاعد . وقال هليفي إن هذه المعطيات يجب أن تقلق الصهاينة خاصة زعاماتهم ونوه إلى أن مسألة مستقبل الشعب اليهودي ليست مسألة شريعة محضة وإنما مسألة قومية وعلى القيادة القومية ليس أن تبدي رأيها حسب في هذه المسألة وإنما يجب أن تعزز ذلك. وأشار إلى أن الحكومات الية المتعاقبة امتنعت عن مواجهة هذه المشكلة المركزية و دأبت على إبقائها لفحص آخر ولجنة أخرى وخبير آخر ولشخص آخر يأتي لإنقاذ الدولة ويجد المعادلة ولكن ذلك لم يحصل بعد. يشار إلى أن هليفي ينطق بلسان باحثين وسياسيين من اليمين واليسار يرون بالزيادة الطبيعية الفلسطينية خطرا وجوديا على الكيان فيما يشكك آخرون بذلك.