وسط ترقب الدوري السعودي.. ميلان يضع بن ناصر على لائحة البيع    حنكة دبلوماسية..دور حكيم ثابت وقناعة راسخة للجزائر    أكنّ للجزائر وتاريخها العريق تقديرا خاصا..وكل الاحترام لجاليتها    مهرجان عنابة..عودة الفن السابع إلى مدينة الأدب والفنون    إبراز البعد الفني والتاريخي والوطني للشيخ عبد الكريم دالي    التراث الثقافي الجزائري واجهة الأمة ومستقبلها    مطالبات بتحقيقات مستقلّة في المقابر الجماعية بغزّة    تقرير دولي أسود ضد الاحتلال المغربي للصّحراء الغربية    استقالة متحدّثة باسم الخارجية الأمريكية من منصبها    تكوين 50 أستاذا وطالب دكتوراه في التّعليم المُتكامل    ثقافة مجتمعية أساسها احترام متبادل وتنافسية شريفة    العاصمة.. ديناميكية كبيرة في ترقية الفضاءات الرياضية    حريصون على تعزيز فرص الشباب وإبراز مواهبهم    وكالة الأمن الصحي..ثمرة اهتمام الرّئيس بصحّة المواطن    تحضيرات مُكثفة لإنجاح موسم الحصاد..عام خير    تسهيلات بالجملة للمستثمرين في النسيج والملابس الجاهزة    المسيلة..تسهيلات ومرافقة تامّة للفلاّحين    استفادة جميع ولايات الوطن من هياكل صحية جديدة    قال بفضل أدائها في مجال الإبداع وإنشاء المؤسسات،كمال بداري: جامعة بجاية أنشأت 200 مشروع اقتصادي وحققت 20 براءة اختراع    الشباب يبلغ نهائي الكأس    بونجاح يتوّج وبراهيمي وبن يطو يتألقان    خلافان يؤخّران إعلان انتقال مبابي    بعد إتمام إنجاز المركز الوطني الجزائري للخدمات الرقمية: سيساهم في تعزيز السيادة الرقمية وتحقيق الاستقلال التكنولوجي    سوناطراك تتعاون مع أوكيو    الأقصى في مرمى التدنيس    حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي    غزّة ستعلّم جيلا جديدا    جراء الاحتلال الصهيوني المتواصل على قطاع غزة: ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى 34 ألفا و356 شهيدا    الأمير عبد القادر موضوع ملتقى وطني    باحثون يؤكدون ضرورة الإسراع في تسجيل التراث اللامادي الجزائري    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    بن طالب: تيسمسيلت أصبحت ولاية نموذجية    هذا آخر أجل لاستصدار تأشيرات الحج    المدرب أرني سلوت مرشح بقوّة لخلافة كلوب    جامعة "عباس لغرور" بخنشلة: ملتقى وطني للمخطوطات في طبعته "الثالثة"    "العميد" يواجه بارادو وعينه على الاقتراب من اللّقب    مدرب مولودية الجزائر باتريس يسلم    أمن دائرة عين الطويلة توقيف شخص متورط القذف عبر الفايسبوك    سيدي بلعباس : المصلحة الولائية للأمن العمومي إحصاء 1515 مخالفة مرورية خلال مارس    أحزاب نفتقدها حتى خارج السرب..!؟    مشروع "بلدنا" لإنتاج الحليب المجفف: المرحلة الأولى للإنتاج ستبدأ خلال 2026    بطولة العالم للكامبو: الجزائر تحرز أربع ميداليات منها ذهبيتان في اليوم الأول    حوالي 42 ألف مسجل للحصول على بطاقة المقاول الذاتي    هلاك 44 شخصا وإصابة 197 آخرين بجروح    حج 2024 :استئناف اليوم الجمعة عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    الجزائر العاصمة.. انفجار للغاز بمسكن بحي المالحة يخلف 22 جريحا    من 15 ماي إلى 31 ديسمبر المقبل : الإعلان عن رزنامة المعارض الوطنية للكتاب    المهرجان الوطني "سيرتا شو" تكريما للفنان عنتر هلال    شهداء وجرحى مع استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة لليوم ال 202 على التوالي    إستفادة جميع ولايات الوطن من خمسة هياكل صحية على الأقل منذ سنة 2021    السيد بوغالي يستقبل رئيس غرفة العموم الكندية    حج 2024: آخر أجل لاستصدار التأشيرات سيكون في 29 أبريل الجاري    رئيس الجمهورية يترأس مراسم تقديم أوراق اعتماد أربعة سفراء جدد    خلال اليوم الثاني من زيارته للناحية العسكرية الثالثة: الفريق أول السعيد شنقريحة يشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي    شلغوم العيد بميلة: حجز 635 كلغ من اللحوم الفاسدة وتوقيف 7 أشخاص    الدعاء سلاح المؤمن الواثق بربه    أعمال تجلب لك محبة الله تعالى    دروس من قصة نبي الله أيوب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الباحث محمد جربوعة يرد على الدكتور أحمد بن نعمان
نشر في أخبار اليوم يوم 17 - 02 - 2021


مراصد
إعداد: جمال بوزيان
أخبار اليوم ترصد مقالات أهل القلم
الباحث محمد جربوعة يرد على الدكتور أحمد بن نعمان
ترصد أخبار اليوم مقالات الكُتاب في مجالات الفكر والفلسفة والدِّين والتاريخ والاستشراف والقانون والنشر والإعلام والصحافة والتربية والتعليم والأدب والترجمة والنقد والثقافة والفن وغيرها وتنشرها تكريما لهم وبهدف متابعة النقاد لها وقراءتها ثانية بأدواتهم ولاطلاع القراء الكرام على ما تجود به العقول من فكر متوازن ذي متعة ومنفعة.
النبي المصطفى قِبطي كلداني بالانتساب الدموي وعربي عدناني بالاستعراب والاكتساب اللغوي الإيماني
الإسلام هو أكبر الشرائع وأكثرها حرصا على الشرف والعرض ونظافة النسل والذرية وحفظ الأنساب الشرعية
بقلم: الدكتورأحمد بن نعمان
لا شك أنإندونيسيا وماليزيا وباكستان وتركيا وإيران ليست أقل إسلاما من العرب إن كانوا أتقياء فعلا!..ويجب التنبيه أن العرب المقصودين هنا هم المسلمون الناطقون بالعربية!؟ .
ولا يوجد عِرق عربي في الإسلام على الإطلاق مما جعلنا نقول وبكل مسؤولية علمية ودينية هنا وفي كل مكان بأن كل مسلم في العالم هو مشروع عربي قائم.. مادام الإسلام من أبرز وأقدس مبادئه أنه دِين حرية واقتناع ولا يكره أحدا على اعتناقه كمالا يفرض على أي مسلم تركلسانه!؟ .
ولكن ما دام هذا المسلم الصادق قد غيَّر دِينه السابق عن قناعة واختيار دون إكراه أو إجبار.. فبأي منطق يمنع من أن يتبنى لغة أمته (مثل أجدادنا هنا في شمال إفريقيا كما في مصر والشام والعراق..) إلى جانب لغة أهله وعشيرته إذا لم يكن هذا المسلم باطنيا عنصريا قوميا يظهر عكس ما يبطن كبني سلول السابقين والحاليين من بائعي القدس في صفقة القرن الواحد والعشرين!؟ .
إننا إذا اعتبرنا أن الدِّين الخاتم هو للعالمين جميعا: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا..)) وليس لأي جنس أو عِرق أو لون كما يقر معنا هؤلاء المعترضون المغرضون أنفسهم في تصريحاتهم دائما بألسنتهم أنهم مسلمون.. ولكنهم يتمسكون بالانتماء لقوميات عِرقية أخرى وكما رأينا وأثبتنا في حلقاتنا الرمضانية الثلاثين (في السنة الماضية) هنا أن سلمان الفارسي الآسيوي وصهيب الرومي الأوروبي وبلال الحبشي الإفريقي (قد تعربوا لسانا وانتماء وليس عِرقا ودماء) ليصبحوا من أقرب المقربين إلى رسول اللهصلى الله عليه وسلم في قومه وهم ليسوا حتى من جغرافية بلاده!؟ .
فالشعوب التي اعتنقت الإسلام دون تبني لسان القرآن مثل تركيا وباكستان وإندونيسيا وإيران وغيرهم هم المقصرون والمتعصبون القوميون( كالصفويين والطورانيين) كما وصفهم أحد أعظم أبناء هذه الأمة من الصلحاء المخلصين وليس نحن ذلك قول أستاذنا جمال الدين الأفغاني: (من أفغانستان وليس العربي العارب من الحجاز أو اليمن أو عمان).
والباب يظل مفتوحا لكل مسلم صادق غير قومي وغير عنصري منافق كي يصبح عربيا بالاكتساب والانتساب مثل النبي صلى الله عليه وسلمالمصطفى(القِبطي الكلداني) بالانتساب الدموي والعربي العدناني بالاستعراب والاكتساب اللغوي الإيماني!؟ .
فإذا كان سيد الخلق في هذه الحالة متنكرا لأصله فيشرفني أن أكون مقتديا به وبسنته وذلك هو الجواب لمن يدعي أنه مسلم أصيل غير متنكر للأنساب!؟ .
أليس من الغريب والعجيب ان يتفاهم بعض القادة المسلمين باللغة الإنجليزية أو الفرنسية وليس بلغة أمتهم المحمدية التي اختار لها ربها لسانه لينزل به قرآنه ويتعهد بحفظه رغما عنا ورغما عنهم جميعا ليصبح في الترتيب الرابع عالميا باعتراف الأمم المتحدة!؟ .
وليعلم هؤلاء المعترضون المغرضون أن الإسلام هو أكبر الشرائع وأكثرها حرصا على الشرف والعرض ونظافة النسل والذرية وحفظ الأنساب الشرعية بتحريمالزنا واعتباره من أكبر الفواحش!؟ .
ولكن سؤالنا هنا هو: ماذا يمنع شرعيا ووطنيا أي فرد أو جماعة من هؤلاء المعترضين من أن يتبنى اللغة العربية مع الإسلام بدل الفرنسية أو غيرها اليوم مثلما تبنى أجداد الجنرال دوجول (الجولوا) لغة الإنجيل مع اعتناق المسيحية كما يقول الجنرال ذاته دون أن يصفه الفرنسيون الوطنيون الأحرار الفاهمون بأنه (متنكر لأصله) هو الجولوا الأصيل كما يقول عن نفسه.انظر تفصيل ذلك في كِتابنا:((اطلبوا الوطنية ولو في فرنسا)) وفي كِتاب دوغول نفسه ((الأمل)) الصفحة رقم 49 من الطبعة العربية الصادرة عن دار عويدات ببيروت 1969!؟ .
إن كل الحجج المقدمة لتبني الإسلام بدل الكفر تصلح لتكون حججا لتبني العربية العدنانية بدل الفرنسية و الهجنة البربرية إن كانوا فعلا مسلمين حقيقيين وليسوا مرتدين مغلفين ومندسين!؟ .
وهنا أؤكد على مسؤوليتي أن كل من يدعي الانتساب للإسلام ويتشدق بحب الوطن ولا يضع اللغة العربية (لغة جميع الشهداء) فوق مستوى جميع اللهجات واللغات المحلية والجهوية والأجنبية.. مثل أجدادنا عبر كل العصور الإسلامية..من يدعي ذلك هو مواطن مشكوك في وطنيته فضلا عن إسلامه!؟ .
واطلبوا الوطنية ولو في الدولة الفرنسية الموحدة اللسان والهُوِيَّة رغم تكون مجتمعها الوطني من شتى الأعراق والألوان والأديان البشرية السماوية والوضعية!؟ .
***
الرد على قيلِ الدكتور بن نعمان
حبّذا لو يعيد الدكتور بن نعمان النظر في الأمر مليا وأن يعود عن قوله هذا في نسب النبي صلى الله عليه وسلم
بقلم: الباحث محمد جربوعة
ردا على مقال للدكتور أحمد بن نعمان عن عقدة العربية عند بعض الأمم التي دخلت الإسلام لكنها لم تتقبل اللغة العربية وإلى اليوم نجد تركيا وباكستان وماليزيا وإيران تقف موقف الرفض للغة العربية ولا تقدّمها على لغاتها إلا في ماتتطلبه العبادات كقراءة القرآن والصلاة والإحرام وصيغ الزواج.
غير أنّ الدكتور بن نعمان ذهب مذهبا غريبا في بعض ما قاله ومن ذلك قوله: ((ولا يوجد عِرق عربي في الإسلام على الإطلاق)) إلى أن يقول: ((كل مسلم في العالم هو مشروع عربيّ قائم)).
هذا أول ما لفت انتباهي من كلام الدكتور أما الأمر الثاني فقوله: ((والباب يظلّ مفتوحا لكل مسلم صادق غير قومي وغير عنصري منافق لكي يصبح عربيا بالاكتساب والانتساب مثل النبي صلى الله عليه وسلم المصطفى.. (القِبطي الكلداني) بالانتساب الدموي والعربي العدناني بالاستعراب والاكتساب اللغوي الإيماني)).
وما قاله الدكتور هنا كلام لا معنى له من الناحية العلمية وهو شبيه بما قاله قبله رئيس حزب إسلامي من أن النبي صلى الله عليه وسلّم كلداني لكنه من الناحية الدينية عظيم لأنه ينفي عروبة النبي صلى الله عليه وسلم.
ولم أكن لأكتب لو أنّ الأمر لم يتعلق بمغالطة عظيمة متعلقة برسول الله صلى الله عليه وسلم.
1- مغالطتان:
إن الدكتور بن نعمان يقع هنا في مغالطتين عظيمتين.
الأولى: أنّ العروبة ليست نسبا ولا قومية وأنّ المرء مهما كان نسبه يمكن أن يكون عربيّا إن هو تعلّم اللغة العربية وتكلّم بها.
والثانية: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ قِبطي كلداني نسبا وأنه استعربَ فقط لغة بتعلّمه العربية.
وجمْع بن نعمان بين (القِبطي والكلداني) جمعٌ غريب يدل على أن الرجل لا يعرف أنّ القِبط هم سكان مصر الأصليون بينما الكلدان رغم الاختلاف في كونهم أمة أو مكان هم من سكان العراق.
وبن نعمان بهذا يجعل النبي صلى الله عليه وسلم من أبناء حام لا من أبناء سام ولازم هذا القول أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ليس من بني إسماعيل لأن إسماعيل من بني سام بن نوح عليه السلام.
قال الزبيدي في (تاج العروس):
((واختُلف في نسب القِبط فقيل: هو القِبْطُ بْنُ حَامِ بْنِ نُوح عليه السلام وذكر صاحب الشجرة أنَّ مصرايم ابن حام أعقب من لوذيم وأنَّ لوذيم أعقب قِبط مصر بالصعيد وذكر أبو هاشم (أحمد بن جعفر العباسي الصالحي النسابة) قِبط مصر في كتابه فقال: هم ولد قِبط بن مصر بن قوط بن حام كذا حقَّقه ابن الجَوَّانِي النسَّابة في (المقدمة الفاضلية).
وقد جمع ابن خلدون أقوال النسابين التي دارت كلها حول كون القِبط من حام بن نوح ومن الذين استدل بهم ابن خلدون في ذلك السهيلي والمسعودي.
وجاء في التوراة أنّ القِبط من بني حام بن نوح عليه السلام.
وبن نعمان يجعل النبيّ صلى الله عليه وسلم قِبطيا حاميا ويقول إنه استعرب لسانا فقط لا نسبا وهذا ينافي قوله تعالى: ((مَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُول إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ)).
فمن قومُ النبي صلى الله عليه وسلم المعنيون هنا بهذه الآية؟ هل هم قومه نسبا من القِبط الحاميينأم قومه لسانا من العرب؟ .
وإذا كان النبي قبطيا فالآية نصّ في كون الواجب أن يكون القرآن باللغة القِبطية لسان قومه لا بلغة قوم آخرين غير قومه القِبط.
وقد نصّ الله على عروبة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إنا أنزلناه قرآنا عربيا).
وقال: ((مَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُول إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ)).
فدل على أن لسان قوم النبي صلى الله عليه وسلم هو العربية.
وحين يقول بن نعمان إن النبي صلى الله عليه وسلم استعرب فنحن نسأل: متى استعرب بالضبط؟ بعد ميلاده؟ في شبابه؟ قبل الهجرة؟ بعد الهجرة؟ .
فإن قال بن نعمان إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستعرب هو بل الذي استعرب هو أبوه إسماعيل فإن معنى ذلك أن بن نعمان ينقض نسب النبي إلى القِبط الذين من حام بن نوح ويعيده مرة أخرى إلى إسماعيل الذي هو من سام بن نوح.
ولازم مذهب الدكتور بن نعمان تكذيب الكثير من الأحاديث الصحيحة مثل الحديث الذي رواه مسلم وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله اصطفى بني كِنانة من بني إسماعيل واصطفى من بني كِنانة قريشا واصطفى من قريش بن هاشم واصطفاني من بني هاشم).
فهذا واضح في أن النبي اصطفاه الله من بني هاشم وأن بني هاشم اصطفاهم الله من إسماعيل عليه السلام..وهو دليل على أن النبي عربي عدناني نسبا وهو من سام لا من حام.
فكيف نجمع بين كون النبي من إسماعيل من سام كما ينص الحديث وبين كونه من القِبط من حام؟ .
2- خدعة (المستعربة):
وأما كلمة المستعربة التي ظن الدكتور كما ظن كثيرون أنها تعني أن لا يكون المرء عربيا وأن يستعرب مجرد استعراب فهي مجرد خدعة يزل بها الكثير من الناس.
وكلمة مستعربة كلمة محدثة لم تعرفها العرب قديما وكانوا يقسمون العرب قسمين: قحطانية وعدنانية.
وحتى إذا سلمنا بمستعربة فهي لا تعني أن يصير الرجل عربيا بعد أن لم يكن كذلك.
ولندقق هنا لنفهم ذلك.
كان إبراهيم عليه السلام هو الجذع الذي تفرعت منه بعض الأجناس فخرج منه غصن عِبري هو جد اليهود متمثلا في يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم وكانت تلك بداية فرع اليهود العِبرانيين.
بينما خرج من إبراهيم فرع آخر هو فرع إسماعيل وهو فرع العرب العدنانية.
فإذا قيل إنّ إسماعيل مستعرب وليس عربيا يقال أيضا وإن اليهود العِبرانيين متعبرنون وليسوا عِبرانيين بدليل أن إبراهيم لم يكن يهوديا بنص القرآن: (ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا) فكيف لا يكون إبراهيم يهوديا ويكون يعقوب جدا للعِبرانيين؟ .
فهذا دليل على أن لبدء الجنس خاصية لا تكون لغيره فرجلان من أب واحد أحدهما عربي والآخر عِبري..كما أن أولاد نوح هم إخوة من أب واحد لكن سام أبو جنس بشري هم الساميون وأخوه حام أخو الزنج وأخوهما يافث أخو الروم ولا يقال إن الساميين حاميون لأن ساما أخو حام.. ولا يقال عن نوح سامي ولا حامي ولا رومي فالجذع لا يقال عنه ذلك.
وحين نرجع إلى آدم نجده يزوج بناته لأبنائه ولا يقال لا يجوز..لأنه جذع والبدايات لها خصوصيتها.
فكذلك إسماعيل هو بداية العرب نسبا لا لغة فقط.. فحين افترق عن أخيه إسحاق صار عربيا مفترقا عن الفرع العِبري.. فتلك هي نسبة الدم أما اللغة فكان لا بد أن يعلمه الله إياها لتتناسب مع عروبته كما علّم العِبرانيين اللغة العِبرية لتتناسب مع عِبرانيتهم.
وعليه فإن الذي تعلم العربية هو إسماعيل عليه السلام لا محمّد صلى الله عليه وسلم.
ولا يجوز نفي النسب العربي عن أبناء إسماعيل لأننا إن لم ننسبهم للعرب لم يبق إلا نسبتهم للعِبرانيين لأنهم أبناء إبراهيم وأبناء إبراهيم لهم احتمالان عرب أو عِبرانيون.. ونفي العروبة عن النبي صلى الله عليه وسلم يفتح الباب لكلام كبير وسيء حول نسبه.
إنّ العروبة عند بن نعمان تُنال باللغة وعليه فإن العِبرانيين الذين يتكلمون اللغة اليوم في إسرائيل عرب.. والروس الذين يتكلمون العربية عرب.
3- حديث فتح مصر..ومارية القِبطية:
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((إِذَا افْتَتَحْتُمْ مِصْرًا فَاسْتَوْصُوا بِالْقِبْطِ خَيْرًا فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا)).
قَالَ الزُّهْرِيُّ : ((فَالرَّحِمُ أَنَّ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ مِنْهُمْ)).
وهذا الحديث صحيح رواه الحاكم في المستدرك (4032) عن كَعْبِ بْنِ مَالِك مرفوعا وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي وصححه الألباني في الصحيحة (1374) على شرط الشيخين أيضا.
وقد فتح عمرو بن العاص رضي الله عنه مصر وكان معه الآلاف من الصحابة ولم نسمع أن أحدهم قال يوما إن العرب الذين فتحوا مصر أصلهم أقباط..فهل أخطأ كل أولئك الصحابة حين لم يعلموا أنهم عرب لا أقباط؟ .
بل إن المفسرين وعلماء السيرة كلهم حين يتحدثون عن نساء النبي صلى الله عليه وسلم يذكرون أنه تزوج ستّ قرشيات وأربع عربيات من غير قريش وصفية بنت حُيي من بني إسرائيل ويقولون عن أمّ ولده إبراهيم إنها كانت قِبطية غير عربية..فهل أخطأ علماء السيرة كلهم حين قالوا عن مارية بأنها قِبطية غير عربية؟ .
4- خلاصة:
إنّ العرب عِرقٌ لا لسان..ولو أنّ أحدهم وُلِد أبكم لا يتكلم لكان عربيا نسبا ولو أنه نسيَ العربية وتكلّم بغيرها لبقي عربيا نسبا..وإن العجمَ عِرق ولو أنّ روميا أو فارسيا أو عِبرانيا تكلّم العربية فإنه لا يكون بذلك عربيا..وأن إسماعيل عليه السلام عربيٌّ عِرقا استعرب لغة وعمره 14 سنة..وأن بني إسماعيل من بعده لم يستعربوا لا لغة ولا نسبا فأبوهم إسماعيل عربيّ بنص الأحاديث ولغتهم عربية..وإنّ النبي صلى الله عليه وسلّم عربيٌّ عِرقا ولسانا..
وأنّ القِبط جنس غير جنس العرب وهم من بني حام..وأما الكلدانيون ففيهم خلاف كبير هل هم جنس أم هم مكان ولا علاقة لهم بالقِبط البتة وجمع بن نعمان القِبط والكلدان في جنس واحد بأن جعل النبي صلى الله عليه وسلم قِبطيا كلدانيا دليل على خلط كبير عند الدكتور بين سكان مصر القِبط وسكان العراق من الكلدان.
حبَّذا لو:
حبّذا لو يعيد الدكتور بن نعمان النظر في الأمر مليا وأن يعود عن قوله هذا في نسب النبي صلى الله عليه وسلم وأن لا يكون كالذي أخذته العزة بالإثم قبل هذا فقال عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه كلداني ذلك لأن نفي عروبة النبي صلى الله عليهوسلم نسبا والقول إنها عروبة لغوية كلام خطير هو من الجرأة على مقام النبي بل وأجزم أنه إساءة إليه صلى الله عليه وسلم.
وإن الذي يفتح بابا كهذا لينتصر لفكره أو رأيه أو مشروعه ولو بتحريف نسب النبي صلى الله عليه وسلم المنصوص على عروبته في القرآن.. إن اللسان لا يصنع النسب والجَمل الذي كلم النبي صلى الله عليه وسلم لم يصبح بذلك عربيا والمنبر الذي حنّ إليه وكلمه لم يصبح عربي النسب.
وكان سلمان الفارسي رضي الله عنه وهو من هو يدرك أن كلامه باللغة العربية لا يجعله عربيا نسبا فقد جاء في مسبوك الذهب للحنبلي: ((ومما يدل على فضل العرب أيضا ما رواه البزار بإسناده قال:قال سلمان رضي الله عنه:نفضّلكم يا معشر العرب لتفضيل رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم لا ننكح نساءكم ولا نؤمكم في الصلاة..قال ابن تيمية:هذا إسناد جيّد..وهذا الحديث مما احتج به أكثر الفقهاء الذين جعلوا العربية من الكفاءة للعجمي قائلين:فلا تزوّج عربية بعجمي..قال الفقهاء في تعليل ذلك:لأن الله تعالى اصطفى العرب على غيرهم وميّزهم عنهم بفضائل جمّة.
واحتجّ أصحاب الإمام الشافعي والإمام أحمد بهذا على أن الشرف مما يُستحقّ به التقديم في الصلاة))اهكلام الحنبلي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.