عاش مستعملو الطريق الوطني رقم 43 في شقه الغربي الذي يربط عاصمة ولاية جيجل ببلدية العوانة عشية الخميس الماضي أجواء من الرعب وذلك بعد انقلاب شاحنة صغيرة وسط الطريق واشتعال النيران بها مما كاد أن يتسبب في كارثة حقيقية بعد امتداد ألسنة اللهب إلى مادة المازوت التي كانت تحملها الشاحنة المنقلبة .الحادث الذي وقع بمنطقة « أندرو» القريبة من عاصمة بلدية العوانة جعل مستعملي الطريق الوطني رقم 43 يعيشون ولو للحظات الأجواء التي تعقب عمليات القصف الجوي أو الإنفجارات الكبيرة وذلك بعدما غطت سحب الدخان المكان بفعل اشتعال كميات من مادة المازوت التي كانت الشاحنة المنقلبة وهي من نوع « هربين» بصدد نقلها إلى مكان مجهول ، مما يفسر هرولة الجميع في كل الاتجاهات وتوقف الحركة على مستوى موقع الحادث لفترة من الزمن خوفا من المجهول .وبالعودة إلى وقائع الحادث ذكرت مصادر متطابقة بأن الشاحنة الصغيرة التي كانت تسير بسرعة كبيرة انحرفت بشكل مفاجئ عن مسارها بعد محاولة صاحبها تفادي سيارة « ميقان» كانت تسير في نفس الاتجاه مما أدى الى انقلاب الشاحنة التي كانت تحمل مئات اللترات من مادة المازوت المشحونة في براميل بلاستيكية، ما يفسر اندلاع النيران في هيكل الشاحنة بعدما تمكن الحاضرون من إجلاء سائقها الذي أصيب بجروح خطيرة ، قبل أن ترتفع ألسنة اللهب نتيجة اشتعال كميات المازوت التي كانت بمؤخرة الشاحنة متسببة في سحابة دخان كثيفة غطت المكان وأجبرت عددا من السائقين على الفرار خوفا من انفجارات محتملة قد تأتي على الأخضر واليابس .وقد تدخلت مصالح الحماية المدنية مرفوقة بعناصر الدرك من أجل إخماد الحريق الناجم عن هذا الحادث وإعادة حركة المرور إلى طبيعتها وذلك دون أن تسجل أية خسائر بشرية عدا إصابة شخصين بجروح ويتعلق الأمر بسائق الشاحنة وكذا مرافقه واللذين نجيا من موت محقق .