التحق مطلع الشهر الجاري بأقسام محو الامية في ولاية الطارف ، أزيد من 11 ألف متمدرس ومتمدرسة حيث يقابل هذا العدد الهائل عجزا كبيرا في جانب التأطير، وهو المشكل الذي يدخل عامه الثاني ناهيك عن مشاكل أخرى ... لكن ورغم ذلك هناك مجهودات جبارة تبذل لمحو الأمية نهائيا من الطارف خاصة وأنها وصلت السنة الجارية الى حدود 12 بالمائة بعدما كانت 23 بالمائة في السنوات الماضية . كشف محمود مسلم ، مدير ملحقة ديوان محو الأمية وتعليم الكبار بولاية الطارف عن جملة من المشاكل التي يتخبط فيها الديوان منذ سنتين كاملتين ، والتي حسبه أصبحت تشكل هاجسا كبيرا لجميع منتسبي الملحقة ، حيث أكد أن أهم وأكبر مشكل يعانيه هو العجز الكبير في التأطير البيداغوجي ، فهذا الجانب جعله يقع في إحراج كبيرمع المتمدرسين والإدارة على حد سواء وذلك في ظل الإقبال الملفت للراغبين في التحرر من الجهل والأمية الذين ارتفع عددهم إلى 11150 متمدرس ومتمدرسة هذه السنة والموزعين عبر البلديات ال24 )مدارس ، مساجد ، مراكز التكوين ودور الشباب ... ( مقارنة ب8792 السنة الماضية ، منهم 707 ذكور والبقية إناث يقابله نقص فادح في عدد المعلمين .... فهؤلاء المتمدرسين من الجنسين يؤطرهم 322 مؤطر فقط من بينهم جامعيين ، وأوعز محدثنا الأسباب إلى التحاق معظم المؤطرين بمناصب عمل أخرى في شركات خاصة أو عمومية وبالمؤسسات التربوية ، بعد فوزهم في مسابقات التوظيف التي تنظمها مديرية التربية كل سنة ، كما لم يخف محدثنا أن السبب الآخر والذي اعتبره ربما مشتركا في بعض الولايات الأخرى وهو عزوف بعض الشباب والشابات في الالتحاق بمحو الأمية والعمل بالملحقة ، حتى ولو كان في إطار عقود الإدماج حيث تسبب لبعضهم الإحراج ، ويروا يضيف مدير الملحقة محمود مسلم انتقاصا منهم أو مضيعة للوقت ، في حين هي لها قيمتها الإنسانية والتربوية والاجتماعية . ويحاول ذات المصدر تدارك ذلك العجز بتوظيف المتحصلين على مستوى الثالثة ثانوي ولم يلتحقوا بمراكز التكوين المهني ، بالإضافة إلى عقود الإدماج المهني رغم عزوف بعضهم ، أما فيما يخص كما سماهم جمهوره المستهدف ز الأميين ز الذين لم يلتحقوا بفصول محو الأمية فقد أكد بأنهم يعانون من نقص التحسيس والإعلام بسبب نقص الإمكانيات لدى الملحقة . من جهة أخرى ، أشار مدير الملحقة في ختام حديثنا بأن هذه الأخيرة تعاني أيضا من مشكل آخر أبى إلا أن يتحدث عنه ، وهو مشكل المقر الذي يوجد في حالة يرثى لها ، من كل الجوانب مكاتب ضيقة جدا لا تسع لا الموظفين ولا المؤطرين ولا المتمدرسين الذين يترددون على الملحقة بين الحين والآخر ناهيك عن الجدران المتشققة والمياه المتسربة من هنا وهناك في فصل الشتاء وغيرها .... وقد أكد انه في رحلة بحث دائمة عن مقر لائق ، يضمن لهم العمل في أحسن الظروف حيث راسل جميع المعنيين ، على رأسها الديوان مدعوما بصور، لم يتلق لحد الساعة أي حل يذكر للوضع المزري ، وما حز في نفسه أن الملحقة قد نزع منها مرتين مقران كان قد تم تسليمهم إليهم ، من بينها مقر في مديرية التربية سابقا التي استفادت من مقر جديد هذه السنة . ورغم نقص الإمكانيات والمشاكل التي تتخبط فيها الملحقة ، إلا أن الجميع يعمل بجد من اجل محو الأمية في ولاية الطارف نهائيا ، خاصة وأنها انخفضت حسب نفس المصدر إلى 13 بالمائة هذه السنة بعدما كانت 23 بالمائة ، وللإشارة فإن عدد الأميين على مستوى الولاية يقدر بأزيد من 52 ألف أمي أي بنسبة 89,12 بالمائة وذلك بفضل أيضا تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية في سنة 2007 ، والتي سمحت على مستوى الطارف من تحرير 179 رجل و2403 من الأمية هذه السنة التحق منهم أكثر من 300 بمراكز التكوين المهني وفي مختلف التخصصات .