من المنتظر أن يقوم الوزير الأول عبد المالك سلال بزيارة عمل وتفقد إلى ولاية قسنطينة، وهذا يوم 20 أوت الجاري لإحياء الذكرى الستين لهجمات الشمال القسنطيني المصادفة ل 20 أوت 55 المخلدة. وفي ذات السياق سطرت مديرية المجاهدين والمنظمة الوطنية للمجاهدين برنامجا خاصا لهذه الذكرى، تقدم خلالها محاضرات وندوات تاريخية تؤرخ لتضحيات الشهداء التي كانت منعطفا في تاريخ الثورة الجزائرية. وبالمناسبة سيتفقد الوزير الأول عبد المالك سلال على مدى سير مشاريع التنمية بالولاية، لاسيما المشاريع التي تدخل في إطار تظاهرة قسنطينة كعاصمة للثقافة العربية، والتعليمات التي أصدرها عقب زيارته الأولى التي قام بها في بداية السنة الجارية، ثم الزيارة التي قام بها خلال افتتاحه التظاهرة الثقافية في 14 أفريل من نفس السنة، وكان قد أعطى خلالها تعليمات صارمة بإنجاز البرامج المسطرة لهذه التظاهرة، التي شاركت فيها وفود عربية. وتحضيرا لهذه الزيارة شرعت السلطات المحلية في تنظيف شوارع المدينة وتزيينها، و تجنيد كل الطاقات لاستقبال الوزير الأول والوفد المرافق له من شخصيات وطنية وسياسية، لاسيما ومدينة قسنطينة وإن كانت تعيش حراكا ثقافيا من خلال ما يقدم من نشاطات في إطار عاصمة الثقافة العربية، غير أن يطبع عليها نوع من الجمود، كون معظم النشاطات هجرت إلى قاعة العروض أحمد باي، التي جعلت الجمهور يطلق الثقافة بسبب بعد المسافة، في وقت لم يقف الجمهور القسنطيني على ما تعهدت به مديرية النقل بتخصيص حافلات خاصة بين قاعة العروض أحمد باي ووسط مدينة قسنطينة وتمديد أوقات عمل الحافلات إلى ساعة متأخرة من الليل، حتى يتمكن الجمهور القسنطيني من حضور كل ما يعرض من نشاطات ثقافية والتي في الحقيقة اقتصرت على الأسابيع الثقافية للدول العربية، كان آخرها الأسبوع الثقافي لدولة الكويت والذي شهد حضورا محتشما، في ظل الغياب الكلي لقاعات السينما، والتي ما تزال مغلقة أمام الجمهور.
ولم تخضع هذه المشاريع إلى عمليات الترميم كما تعهدت بذلك السلطات المحلية، أجبرت على ترحيل كل النشاطات الخاصة بالسينما إلى مدينة وهران، دون الحديث عن البرامج الأخرى التي ما تزال معطلة مثل ترميم المدينة القديمة، الأوقاف وخاصة المساجد، المدرسة، المكتبة الحضرية الواقعة بباب القنطرة، المقر القديم للمجلس الشعبي الولائي الذي تحول إلى مركز الفنون، ترميم البنايات القديمة وإعادة تهيئة الطرقات، فالورشات ما تزال تراوح مكانها، وسبب تأخر الأشغال استياء المواطن دون أن تحرك السلطات ساكنا، في ظل حالة الانسداد التي طالت المجلس، مما عطل مشاريع البلدية، خاصة وأن الميزانية المخصصة للمشاريع وحدها قدرت ب: 7000 مليار سنتيم. وسيختتم الوزير الأول عبد المالك سلال زيارته بعقد جلسة عمل منع السلطات المحلية والمديرين التنفيذيين.