الشهيد الكريم محمد المدعو (رابح ساعد) ولد في 28 نوفمبر 1900ميلادي على الساعة السادسة مساء، من الاب ساعد، والام يمينة بلوز، القاطنين في قرية أولاد أحميدة ببلدية بغلية شرق ولاية بومرداس، تزوج من الفياض فاطمة، سنة 1925، وتوفي بثكنة "قالوطة" بدلس بعد تعذيب شديد في اوت 1958ميلادي. كان مناضلا سياسيا في حزب الشعب. مارس نشاطات سياسية عدة، ليعتقل من طرف المستعمر الفرنسي، وبعد تبنى جبهة التحرير النضال والكفاح من اجل طرد الاستعمار الفرنسي كان الشهيد رابح ساعد من بين الأوليين الذين انضموا الى الجبهة. نصبته جبهة التحرير لوطني مسؤولا مدنيا عند انطلاق الثورة، وكلف بجمع الاشتراكات من طرف سكان القرية، حيث اتخذ من بته مقرا للاجتماعات مع مجاهدي المنطقة. اعتقل محمد الكريم من طرف الاحتلال الغاشم للمرة الثانية في نوفمبر 1954، لأنه كان من الأوائل المفجرين للثورة في منطقة بغلية شرق ولاية بومرداس، وفي فيفري 1955 ميلادي خرج لعدم معرفة فرنسا اسمه الحقيقي. الشهيد كان مناضلا وطباخا لفرنسا، فقد كان يطبخ في الاعراس. استمر في النضال وتوعية المواطنين من اجل الكفاح المسلح، وقد ساهم في تجنيد الشباب للانخراط في صفوف الجيش الى ان وُشي به من طرف "الحركى" و اعتقلته قوى الاحتلال الفرنسي، وعذب حتى الموت. لقد كان الشهيد رابح ساعد، ضمن القوات الفرنسية الغاشمة" الحركى " الذين ساهموا في تعذيبه، حيث ان "العمراوي محمد السعيد" جاء مع القوات الفرنسية حتى البيت لأخذه الى ثكنة "قالوطة" بدلس، حيث يروي احد المجاهدين قصة عرس امحمد مزغيش الذي حضره جمع غفير من المدعويين من الجزائريين وكذا المناضلين اين استغل رابح ساعد الفرصة وعرض مسرحية لعب كل من المناضلين "مزاري مقران" و"حدادي علي بن إسماعيل" و"مزاري على بن احمد" أدوارا في مسرحية تشجع على الانخراط في صفوف جبهة التحرير. وبعد نهاية العرس تم الوشاية بصاحب العرس والقاء القبض عليه، فنكلوا به اشد أنواع التعذيب بسبب سماحه لعرض هذه المسرحية التي يعرضها المناضلين في كل أعراسهم آنذاك. وبسبب هذه المسرحية تم الوشاية برابح ساعد والقاء القبض عليه من طرف المستعمر الفرنسي الذي قام بتعذيبه في سجن "قالوطة" بدلس، هذا السجن الذي كان يضم ازيد من 300 سجين، وفيه تعرض رابح ساعد إلى أشد أنواع التعذيب من طرف "الخونة" وهم "ابن القزانة" و"العمراوي" و"قوشاح" الذين كانوا يتداولون على تعذيبه. لقد قاموا بغلق فمه بشال الى ان فارق الحياة وتم إلقاؤه بين السجناء وتحججوا بأنه سكرانا وليس ميتا بعد ان شتمه وبصق على جثمانه وكان اليوم يوم ثلاثاء من شهر اوت 1958 في حدود الساعة 12و 30 دقيقة. و على خلفية هذه الحادثة رفض السجناء تناول وجبة الفطور تعبيرا عن حزنهم على شهيد الوطن الا ان الخائن العمراوى اجبرهم على تناوله عنوة، وامر الملازم الفرنسي "فيكتور" السجناء بحفر قبر الشهيد ودفنه مع مادة الجير لتفادي انتشار رائحة جثته، وكان اول قبر لشهداء سجن قالوطة. هكذا استشهد، الكريم محمد، المدعو رابح ساعد تحت ويلات الاستعمار وبهذا فقدت الجزائر أحد ابطالها الشجعان "رحم الله شهيد الوطن واسكنه فسيح جناته". اجتهاد التلميذة: نور الهدى الكريم (متوسطة أمحمد مزراي ببغلية - ولاية بومرداس)