تشهد صيدليات ولاية وهران ومختلف مناطق الوطن ندرة حادة في الأدوية الموجهة لعلاج داء الصرع، وهذا منذ 6 أشهر، والموجهة خاصة للأطفال، ما جعل أولياء الأطفال المتمدرسين بالمؤسسات التعليمية في ورطة وفي رحلة ماراطونية للبحث عن الأدوية لأبنائهم، بعد إصابتهم بنوبات حادة بالمرض في الأقسام نتيجة عدم تناولها منذ وقت طويل. كما أن غياب الأدوية المهدئة للمرض أدى إلى تردي الحالة الصحية لدى هؤلاء الأطفال وتزايد عدد النوبات، الأمر الذي بات يشكل - كما علمنا من أحد الأولياء - خطرا يهدد صحة وحياة أبنائهم، خاصة أن هؤلاء الأطفال عند إصابتهم بالنوبة يلجأ المؤطرون في المؤسسات التربوية إلى إخراجهم إلى منازلهم أوعزلهم في مؤخرة القسم، ما بات يعقد الحالة النفسية ويؤثر على مستوياتهم بعدما أصبحوا يشعرون بالوحدة والعزلة، خاصة عند حدوث النوبة أثناء حصة الدرس. من جهتهم أولياء العديد من الأطفال يطالبون وزارة الصحة بضرورة توفير أدوية المرض، إلى جانب أدوية أخرى عديدة أصبحت تفتقر إليها السوق الوطنية رغم تصريحات القائمين على سوق الدواء بتوفير كل الأدوية.. إلا أن الصيادلة يفندون ذلك ويكشفون الكثير من قوائم الأدوية التي أصبحت مفقودة في السوق. من جهته الناطق باسم الصيادلة الجزائريين، فيصل عابد، صرح أن الأمر يزداد خطورة مع مرور الأيام، خاصة فيما يتعلق بالأطفال. كما أكَد أن النقابة قامت بتقديم شكوى تتضمن وثائق رسمية عن الخطورة التي تتسببت فيها ندرة هذا الدواء لوزارة الصحة، منددين بحجم المشكلة، إلا أنَ الوضع على ما هو عليه منذ سنة تقريبا. وعن المخاطر التي قد تنجم عن هذه الندرة يقول عابد:”لا أعتقد أن هناك خطر على المريض أكبر من الوفاة، فالموت هو النتيجة الحتمية إذا لم تتخذ وزارة الصحة التدابير اللازمة لتوفير هذا الدواء”!.